اخر الأخبار

قصة قصيرة : الحسين البقالي من بين القصص المتوجة في صورة وحكاية في اجراس الرواية والقصة القصيرة تامغارت ,زعيمة القرية يكتبها الاستاذ الحسين البقالي

 

عنوان القصة :  تامغارت، زعيمة القرية

بقلم الاستاذ الباحث والفاعل الجمعوي الحسين البقالي من المملكة المغربية

في إحدى القرى الجبلية الساحرة، كانت تعيش امرأة أمازيغية تعرف في قريتها بلقب "تامغارت"، وهو ما يعني الزعيمة بلغة الأمازيغ. تامغارت لم تكن فقط زعيمة بل كانت روحًا نابضة بالحياة ومصدرًا للحنان والقوة لأهل قريتها.


كانت تامغارت تستيقظ مع شروق الشمس، تنتعل حذاءها البلاستيكي وتبدأ يومها الطويل. كانت تكنس الأرض أمام بيتها، تعتني بماشيتها وتنظف أوساخها، ثم تركب دابتها لتجلب الماء الصالح للشرب من النهر البعيد. كانت تجلس قرب النهر تصبغ الملابس المتسخة، تخيط الثقوب بعناية، وتجلب الحطب لتعد خبز اليوم تحت شمس الصيف الحارقة.


لم تكن تامغارت تهتم فقط بأعمال ، بل كانت تشارك في جميع الأشغال الفلاحية، تسير جنبًا إلى جنب مع رجال القرية في حقولهم. الحب العشب لبقرتها وتأتي بالحطب  من اهالي الجبال على ظهرها كانت تتحمل كل تلك المسؤوليات بكل حب وتفانٍ، لتضمن لأبنائها حياة كريمة ومستقبلًا مشرقًا.


في المساء، بعد يوم طويل من العمل الشاق، كانت تامغارت تجلس مع أطفالها حول النار، تحكي لهم قصص الأجداد وتزرع في نفوسهم حب التراث والعادات. كانت تحكي لهم عن قوة وصمود المرأة القروية، وعن كفاحها من أجل استقرار العائلة وتماسكها.


ورغم كل الصعوبات والتحديات، كانت تامغارت مثالًا للتضحية والكفاح. لم تكن ترى في نفسها ضحية للإقصاء الاجتماعي، بل كانت ترى في نفسها رمزًا للصمود والتفاني. كانت تدرك أن دورها في المجتمع لا يقل أهمية عن دور الرجل، وأن جهودها تستحق التقدير والاحترام.


في الأعياد والمناسبات، كانت تامغارت تُعتبر الأيقونة التي تجمع القرية بأسرها. كانت تُعد الطعام وتزين البيت وتستقبل الضيوف بوجه بشوش وقلب مفتوح. كان الجميع يعرف أن الاحتفال لن يكتمل بدون لمستها السحرية الجميلة.


تمر الأيام، وتكبر تامغارت، لكنها تظل دائمًا رمزًا للقوة والصمود في قريتها. تعلمت الأجيال الجديدة منها الكثير، وكان الجميع ينحني احترامًا وتقديرًا لدورها العظيم في المجتمع.

 في احد الليالي الباردةسمع لها احفادها تحكي لهم معاناتها  القاسية فقال لها ابنها الكبير :  سيدتي لك  منا كل الود والاحترام يازعيمة القرية يا أم كل واحد منا بفظلك ترعرعنا و كبرنا وبفظلك اكلنا خيرات قريتنا ... 

لك منا مرة اخرى مليون شكر...


وتدعو تمغارت الزعيمةإلى ضرورة إيلاء المزيد من الاهتمام بالمرأة القروية، وخلق فرص عمل تضمن لهن عيشا كريما، مع تشجيعهم على اقتحام عالم السياسية من أجل الدفاع عن حقوقهن أسوة بالرجال...


وهكذا، تبقى قصة تامغارت تروي للأجيال القادمة، لتكون دائمًا مصدر إلهام لكل امرأة تعيش في القرى، تُعطي حياتها بكل حب لأجل مستقبل أفضل لأبنائها.

الحسين البقالي من المملكة المغربية.

Aucun commentaire

'; (function() { var dsq = document.createElement('script'); dsq.type = 'text/javascript'; dsq.async = true; dsq.src = '//' + disqus_shortname + '.disqus.com/embed.js'; (document.getElementsByTagName('head')[0] || document.getElementsByTagName('body')[0]).appendChild(dsq); })();