أسطورة كذبة أبريل
يُعتقد أن أصل هذه الحكاية كان في فرنسا، مع بداية التقويم الجورجي الذي قدمه الكاهن "جورج" الثالث العاشر، والذي اعتمد في القرن السادس عشر، ومنذ هذا الوقت يحتفل البعض ببداية العام الجديد مطلع شهر نيسان/إبريل بدلاً من مطلع شهر كانون ثان/يناير، لذلك يصف البعض من يعتمدوا هذا التقويم بأنه كذبة إبريل.
كثيرة هي الجرائد و المواقع الإخبارية التي نشرت مقالات و أخبار و عناوين كانت جد مغرية للقراءة في الأول من هذا الشهر، ليتفاجأ بعدها القارئ بأنه ضحية كذبة أبريل، وأن كل ما اطلع عليه مجرد كذبة ومزحة، وذاك احتفاءا بمناسبة اليوم العالمي للكذب، هذه العادة السيئة التي انطلقت من أوربا و خاصة فرنسا حسب بعض الباحثين عن أصل الكذب، اتخذتها الدول التابعة للغرب بجدية أكبر وأصبحت تحتفل بالمناسبة من خلال إشاعة أخبار كاذبة في الأول من أبريل، من أجل البسط، و تناسي الهموم و تحقيق المتوخى و لو بالكذب، وكأن ما ينقصنا سوى الكذب.
احتفال الغرب و لو بشكل غير رسمي وغير قانوني بهذه العادة السيئة، له ما يبرره و ذاك أن الشعوب الغربية ربما ’’ملت’’ من كثرة الوعود الصادقة، و المشاريع الحقيقية، و الجدية و احترام المواعيد و ما تم الاتفاق بشأنه، و تحمل المسؤولية بمسئولية، ومحاسبة المسئولين، وتقديم الاستقالة من طرف من ثبت تورطهم في قضايا فساد أو عدم قدرتهم على تحمل المسئولية، وغيرها من الخصال المحمودة و النبيلة، فلا بأس أن يخصصوا يوما للكذب والمزاح .
أما نحن، فالكذب و البهتان صم أذاننا من كثرة تداوله، حتى أصبح سلوك عادي جدا، ومقبول، فما يزال المسئول عندنا يعدنا بإجراءات و مبادرات تنموية، وخطط إصلاحية، حتى يكذبها الزمان، ولا يستحي هذا المسئول أو ذاك عن كذبه، ولا يتوانى أن يظهر وجهه مرة أخرى لكن مع احمرار و انتفاخ على مستوى الأوداج من خيرات المسئولية، لكي يبشرنا بمشاريع إصلاحية أخرى، و هكذا دواليك.
المقالات التي كتبت بالمناسبة، وأوردت أخبار’’ سارة’’ نظير إجراءات سياسية قوية سيقبل عليها السيد بنكران مثلا، وغيرها من القصاصات الكاذبة ، وحتى ولو لم تختم بعبارة ـ إنها كذبة أبريل ـ كان القارئ سيكذبها تلقائيا وربما يضحك حتى تظهر نواجذه ، من غرابة الخبر. فرئيس الحكومة، رغم أنه على رأس الجهاز التنفيذي، و يمثل اختيار من صوت من الشعب، و الصلاحيات التي خولها إياه الدستور و منصبه الحالي، لا يجرأ أن يتحدث إلى المغاربة بصراحة، و يحدثنا عن من يعرقل عمله،
نريد يوم نسمع فيه الحقيقة، نريد مسئولون يتحدثون بمسؤولية ومن خلال المنصب الذي هم به متواجدون، لا أن يتحدثوا إلينا كمواطنين لا حول لهم و لا قوة.
الأجدر الاحتفال بيوم الحقيقة بدل أكذوبة أبريل.
Aucun commentaire