عيد الحب في زمن العولمة

في عيد الحب اريد أن أكتب عن الحب في زماننا .
ففي عصرنا الحالي عصر العولمة، فقصص الحب ليست كلها وردية جميلة، فذائما تبدأ نظرة وإبتسامة ثم موعد فلقاء فقبلة فزواج ،وهناك من يكتب نهاية قصة حبهم بدماء محبوبهم:
طلاق وضرب وتعنيف قتل وتقطيع للجثات وحرق وانتقام... اختلفت الأسباب والنتيجة واحدة ...هذا هو الحب الأكثر انتشارا في زماننا هو الحب المرضي الذي ينتهي بطرفي العلاقة الى نقطة الاعودة ،حيت ينتهي بأحدهم الى القبربينما الثاني يتجرع حسرة فقدان حياته بين قضبان السجن يسترجع ذكرياته مع الحبيب .
 هكذا يتحول كيد النساء الى سلاح قاتل ،فليس كل العاشقين  القتلة ذكورا، بل إن العنصر النسوي يمكنه أن يقتل بإسم الحب ،فالقصص تتكرر من العاشق والعاشقة ،فهناك من رفضت امه اقترانه بمن أحب وقتلها،بسبب فتاة أحبها قتل صديقه ،هناك من يضع حدا لحياة عشيقته المتزوجة وينتحر ،الخيانة فهناك من اعطت لزوجها الحب فبحث عن جسد سيدة اخرى فانتقمت ،فهناك من خانها زوجها فبلغت والتحقت بالجماعات الارهابية ...
وللأسف تفشت مثل هذه الجرائم بالمجتمع المغربي بشكل كبير والسبب هو العالم الخيالي الذي يبنيه المحب اتجاه حبيبه هو الذي يدفعه للانتقام منه بشتى الوسائل حتى اذا وصل الأمر حد القتل.بالاضافة الى ضعف الوازع الديني ويحاولون ايجاد الحلول عن طريق العنف او التطرف نتيجة سيطرة المشاعر الجامحة المنحرفة وذلك بعدم قدرة السيطرة على عواطفهم.
وفي عصرنا تناسينا في زحمة العلاقات العابرة التي صرنا نعيشها المعنى السامي للحب. وتناسينا قول الله سبحانه وتعالى " الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين للتطيبات أولئك مبرءون مما يقولون لهم مغفرة ورزق كريم".
فيالعالم في عيد الحب افهموا الحب بمعناه الواسع الذي يشمل كل ماهوحق وخير وجميل وسعادة لا المعنى الضيق العقيم  الذي لايتجاوز حدود جسم امرأة ،
فهل للحب عيد؟ فالحب فهو في حد ذاته عيد في عيد يحتفي به المحبون في كل يوم...عندما يفكركل منا في الأخر،وعندما نلتقي اونتجول في الشارع او الحديقة نشم رائحة الأزهار...ونسامح في كل مرة عندما نثور على بعضنا لأتفه الأسباب،وتنزل الدمعة  ونمسحها لبعضنا البعض ، ونعود كأن شيئا لم يحدت ،فبالصبر نحقق أحلامنا ...
هذا هوالاحتفاء الحقيقي بالحب وهذا هو الحب....
      الأستاذ : الحسين البقالي