اخر الأخبار

شخصيات من الجنوب المغربي : مع الحلقة الثانية من شخصية المؤرخ والاديب و الفقيه والمقاوم والعالم...العلامة السوسي محمد المختار السوسي يكتبها الاستاذ الحسين البقالي


شخصيات من الجنوب المغربي : مع الحلقة الثانية من شخصية المؤرخ والاديب و الفقيه والمقاوم والعالم...العلامة السوسي محمد المختار السوسي 
يكتبها الاستاذ الحسين البقالي

اليكم الحلقة الثانية

أهم مؤلفاتهفقد أثرى المكتبة بعدد لا يستهان به من نوادر المخطوطات العربية التي اكتشفها في مختلف المكتبات المغربية، فقد تعددت الواجهات التي اهتم بها العلامة السوسي، فمن النضال الوطني إلى الإصلاح الاجتماعي، ومن التأليف التاريخي إلى الإبداع الأدبي، ومن التصنيف العلمي الشرعي إلى التربية والتعليم، وقد أنتج هذا النشاط الداؤب والعمل المستمر مؤلفات كثيرة تنيف على الثمانين جزءا، تميزت بعمق النظر ودقة التفكير وحسن الترتيب وسعة الإحاطة.
ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصر:
*ديوان ملك غرناطة يوسف الثالث.
*
مختصر رحلة العبدري لمؤلف مجهول.
*
طبقات المالكية لمؤلف مجهول.
وقد خلف رحمه الله مؤلفات بالغة الأهمية 
نذكر منها :
*
المعسول في عشرين جزءا.Résultat de recherche d'images pour "‫المعسول للمختار السوسي‬‎"
*” الإلغيات ” في 3 أجزاء تضمن مذكراته خلال نفيه إلى مسقط رأسه، ثم ” سوس العالمة ” بمثابة مقدمة لموسوعة المعسول  الشهيرة
*
سوس العالمة.
*
من أفواه الرجال.
*
رجال العلوم العربية في سوس.
*
اصفى الموارد.
*
بين الجمود والميع وهو رواية
من أفكار إسلامية.
*
تقييدات على تفسير الكشاف للزمخشري.
*
” خلال جزولة ” في أربعة أجزاء وهو وصف لأربع رحلات علمية في المناطق السوسية والمدون المغربية مليئة بالفوائد العلمية والأدبية والتاريخية .
*
ومجموعة من المخطوطات الناذرة "نهضة جزولة العلمية والدينية لعلامة سوس ومفخرتها"
*” معتقل الصحراء ”  ، و” معتقل الصحراء ” يشمل مذكرات المعتقل الصحراوي إثر النفي الثاني وفيه نبذة من نشاط النخبة السياسية المغربية في المنفى... من أجل أداء رسالته هذه، التي أداها في ظروف كانت في منتهى القساوة:ولم تكون سهلة بقرية " دوﮔادير " بـ" إلغ ".
1 ـ فقد كان منفيا من قبل الاستعمار إلى مسقط رأسه وبالضبط وفرضت عليه قيود مشددة لمدة خمس سنوات، منع خلالها من الاتصال بعامة الناس، ومن مغادرة بيته مهما كانت الظروف. وفي الوقت نفسه كان المراقب الفرنسي بـ" تافراوت " يستقدمه إليه ، أو يأتي عنده في بيته لاستنطاقه،أو تهديده، أو عرض بعض المغريات عليه، التي من شأنها أن تزحزحه عن موقفه الوطني السياسي الثابت.
وبعد ذلك، سمح له بحرية التنقل داخل إقليم سوس، ودامت هذه  الفترة أربع سنوات. مما أتاح التمكن من استكمال المعلومات المتعلقة بمؤلفاته التي كان يحررها في وقت واحد.
2 ـ  صادفت مرحلة نفيه هذه ( 1937 ـ 1946م.) مرحلة قيام الحرب العالمية الثانية، فأضاف المؤلف إلى مرارة النفي ومتاعبه، ما لحق الناس جميعا من الظروف الاقتصادية والاجتماعية لهذه المرحلة. فعانى من شظف العيش وقلة الملبس الشيء الكثير.
3 ـ  كان البيت الذي أقام به طيلة سنوات المنفى التسع متواضعا جدا، انعدمت فيه الوسائل التي من شأنها أن تبعث على النشاط، فالفراش عبارة عن حصير،ربما يضيف فوقه بساطا صوفيا متواضعا جدا... والإضاءة تكون بنور الشمعة أو قنديل الزيت، مستعينا بزوجته التي كانت تتولى مسك المصباح وتقريبه إليه من ورقة الكتابة إلى أكبر قدر ممكن.
4 ـ حينما رخصت له سلطات الحماية بالتحرك داخل سوس، صار يقطع الفيافي والجبال ممتطيا الدابة مع رفيقا حينا، ومنفردا حينا آخر. وبلغ عدد رحلاته تلك أربع رحلات:
أ ـ استغرقت الرحلة الأولى 29 يوما( 1 ـ 29 ربيع الثاني 1361هـ / أبريل ـ ماي 1942.)
ب ـ استغرقت الرحلة الثانية 23 يوما (9 شوال ـ 1 ذي القعدة 1361 هـ/ أكتوبر 1942م.).
ج ـ استغرقت الرحلة الثالثة 52 يوما (1 شوال ـ 22 ذي القعدة 1362 هـ / فاتح نونبر ـ 22 دجنبر 1943م.).
د ـ استغرقت الرحلة الرابعة ثلاثة أشهر وسبعة أيام ( 3 شوال 1363 ـ 9 محرم 1364هـ / شتنبر ـ دجنبر 1944م.).
نتج عن هذا الجهد المضني وضع عشرا المجلدات عن سوس استعرضها عليكم فيما يلي:
1 ـ المؤلفات التي تمكن من طبعها قبل وفاته:
         1 ـ سوس العالمة: في جزء  واحد.
         2 ـ الإلغيات: في ثلاثة أجزاء.
         3 ـ خلال جزولة: في أربعة أجزاء.
         4 ـ الـمعسـول: في عشرين جزءا.
         5 ـ منية المتطلعين إلى من في الزاوية الإلغية من الفقراء المنقطعين: في جزء واحد.
         6 ـ الترياق المداوي في أخبار الشيخ سيد الحاج علي الدرقاوي: في جزء واحد.
         7 ـ أصفى الموارد في تهذيب رحلة الشيخ الوالد: في جزء واحد.
         8 ـ من أفواه الرجال: في عشرة أجزاء، طبع منها ثلاثة.
         9 ـ إيليغ قديما وحديثا: في جزء واحد، صدر بعد وفاته بحوالي سنة.
وهكذا بلغ عدد المجلدات المطبوعة من آثاره السوسية: 35 جزءا.
2 ـ أما المؤلفات التي لم تر النور بعد فهي:
         1 ـ جول الفرا: في ثلاثة أجزاء.
         2 ـ مترعات الكؤوس في بعض آثار من أدباء سوس: في جزأين.
         3 ـ طاقة ريحان من روضة الأفنان: في جزء واحد[11].
         4 ـ قطائف اللطائف: في جزء واحد.
         5 ـ من مراكش إلى إلغ: في جزء واحد[12].
         6 ـ مجموعة في العادات الإلغية: في جزء واحد.
         7 ـ الرؤساء السوسيون: في جزء واحد.
         8 ـ رجالات العلم العربي في سوس: في جزء واحد[13].
         9 ـ عقود العقيان في إجازة الإخوان: في جزء واحد.
         10 ـ مشيخة الإلغيين من الحواضر: في جزأين.
         11 ـ أسانيد وإجازات سوسية: في جزء واحد.
         12 ـ مدن سوس المندثرة والموجودة: في جزء واحد.
         13 ـ محاضرات في الثوار السوسيين: في جزء واحد.
         14 ـ مجموعة من أنساب السوسيين: في جزء واحد.
          15 ـ مدارس سوس والعلماء الذين درسوا فيها: في جزء واحد.
         16 ـ مجموعة فقهية في فتاوى السوسيين المتأخرين: جزء واحد[14].
         17 ـ الصالحون المتبرك بهم من سوس أخيرا: في جزء واحد.
وبذلك يبلغ مجموع أجزاء آثاره السوسية ـ المطبوع منها والمخطوط ـ 73جزءا، تندرج تحت 23 عنوانا.
لا يتوفر وصف للصورة.

العلامة محمد المختار السوسي الرجل الوطني المقاوم والمجاهد إ
ن الحاجة إلى المختار السوسي ليست حاجة إلى قلم ينضاف إلى الأقلام الموجودة، أو مؤرخ من حماة الذاكرة الوطنية، بل إلى فكر مجاهد آمن بهوية الوطن ونظر لوجوده. فقراءة الرجل النهضوية والإصلاحية لمغرب الاستقلال تأسست على رفض مطلق لمنطق التغريب الاستعماري واستعادة لمبادئ معركة التحرير التي لم يمت المجاهدون والشهداء من أجل رقعة جغرافية فقط بل من أجل منظومة من القيم بدأت تتلاشى في وطن الاستقلال. لذا فالتأسيس لنهضة المغرب تنطلق من استعادة روح المقاومة ومبادئها. يقول المختارالسوسي: “إننا اليوم في فجر نهوضنا، فيجب علينا أن نتنبه إلى مقوماتنا لنحافظ عليها، ونسترجع ما كاد الاستعمار يأتي عليه بمحاولاته الشتى”. فالوجود الدائم والمضمر للاستعمار فينا عبر بذوره الفكرية والثقافية تفرض مراجعة دائمة لمفهوم الاستقلال. “أيكفي أن نقول إننا مستقلون اليوم من غير أن نراجع قائمة مقوماتنا التي كنا بها أمة عظيمة امتدت أجنحتها حتى حلقت على إسبانيا المسلمة وعلى الجزائر وتونس وليبيا ؟
فمشروع السوسي المقاوم مازال يحتاج إلى استعادة وقراءة تفصيلية واستحضار حين استشراف المستقبل. وقد تكون البداية هي استكمال مشروعه الفكري التوثيقي، من خلال مؤسسة بحثية تحمل اسمه وتقارب تراثه العلمي.  
فمعلوم أن الأوضاع السياسية في المغرب لم تستقر بعد للاستعمار إلا في بداية سنوات الثلاثين، ذلك أن أجزاء مهمة من الأقاليم الجنوبية، والجنوبية الشرقية ظلت تقاوم ببسالة لصد الزحف الاستعماري الفرنسي والإسباني عن هذه المناطق، وبالتالي تحرير الأقاليم الوسطى والشمالية التي سقطت في قبضته، ولم تتوقف تلك المقاومة إلا في سنة 1934م.
وفي الوقت الذي كانت المقاومة المسلحة قائمة على أشدها في تلك المناطق،كانت الحركة الوطنية السياسية في السنوات الأولى لنشئها تنظم نفسها، وتكون هياكلها وخلاياها وخاصة في المدن الرئيسية، وكانت هذه الحركة ترى أن مقاومة الاستعمار يجب أن تنطلق أساسا من أمة متطورة فكريا، وثقافيا، وخلقيا، فكانت تطرح مطالب، أو تقوم بمبادرات لتحقيق تلك الأهداف. ولعل قصيدة قديمة لمحمد المختار السوسي تصور بما فيه الكفاية نظرة رجال هذه الحركة إلى واقع المغرب في ذلك العصر ـ ومعلوم أنه كان أحد مؤسسيها ـ. ومما ورد فيها قوله:
1 ـ حتى متى شعبي يـعـبده الـجهـل
2 ـ كأن لم يكن يوما مديرا لـتـلكم الـ
3 ـ كأن لم يكن بين الشعوب محـكـمـا
4 ـ كأن لم يكن فينا الـمرابـطي الـذي
5 ـ وأبناء عبد المومن الـطالعـون فـي
12 ـ كأن لم يكـن اقـتـدار ونـظـرة
13 ـ وأي نبوغ في اخـتـراع تمديـن
14 ـ وعزم وحزم واقـتحـام مـعامع
16 ـ أجل إننـا كـنا وكـنا وهـكـذا
17 ـ ولـكـن إذا ألـقيت يومك نظـرة
18 ـ تشاهد ما يرفضّ قـلبـك حسـرة
19 ـ لتسقط على الأرض السماوات ولتقم
20 ـ فقد ضاق بالشعب الجهول خنـاقـه
21 ـ فهلك يريح البال أول مـن ان ترى

كأن لم يكن قطب السيادة من قـبل
ـمماليك يحمي ما يشاءويحتل
إذا قال يحني الرأس من رأسه يعلو
به تم الاستعلاء للشعب والطـول
سما الأرك شوسا لا ينهنههم صول
مسددة تـرمي الصعـاب فتنحـل
يدعمها الدين المطهـر والـعـدل
يمهدها الكون المثـقف والـنصل
يقول لسان العلم من قـوله الـقول
فكم لوعة تذكو وكم زفـرة تعـلو
عليه ويستذري الدموع فـتـنهـل
قيامة شعبي فالهلاك ولا الـجـهل
وقد ساء محياه وقد طفـح الـكيل
ملايين سبعا لا شعور ولا عـقل[1]
وهكذا انطلقت الحركة الوطنية تدعو إلى الإصلاح الديني والخلقي، ومحاربة التخلف الفكري والثقافي،فتشجع على إنشاء مدارس عصريةحرة، وتطالب بإصلاح اقتصادي واجتماعي، من شأنه أن يحد من هيمنة الأوروبيين على المرافق الرئيسيةفي التجارة والصناعة والفلاحة، ومن تسخير المرافق الاجتماعية لفائدتهم، وحرمان المواطنين منها، من : تعليم وصحة وعمران، وغير ذلك.
يعتبر العلامة محمد المختار السوسي (1900م ـ 1963م) أحد أعلام أو رواد النهضة المغربية الحديثة، فلا يمكن الحديث عن الحركة الإصلاحية الدينية، أو عن نشوء الحركة الوطنيةالسياسية، دون أن يدرج محمد المختار السوسي في مقدمة كبار أعلامها، ونفس الشيء يقال عن انبعاث الحركة الأدبية، أو التعليمية، أو تطور وإنعاش حركة والتأليف، حيث يوجد محمد المختار السوسي حاضرا في كل هذه المجالات، ومحتلا مكانة بارزة ومتميزة في كل منها.

Aucun commentaire

'; (function() { var dsq = document.createElement('script'); dsq.type = 'text/javascript'; dsq.async = true; dsq.src = '//' + disqus_shortname + '.disqus.com/embed.js'; (document.getElementsByTagName('head')[0] || document.getElementsByTagName('body')[0]).appendChild(dsq); })();