اخر الأخبار

نهاية الموسم الدراسي يحتاج الى تدبير محكم

نهاية الموسم الدراسي المداومة وتوقيع محضر الخروج عقد المجالس والبنية واستعمال الزمن والأرشيف  وتدبير ملفات التلاميذ إلى غير ذلك ترسانة من المهام التي لا تنتهي من المهمات التي تتطلب العناية والتدبير الجيد.. .ولهذا يجب على رؤساء المؤسسات التعليمية التعامل معها بحكمة وتبصر لكي لا تصبح نقمة عليها...

فالمداومة وما تطرحه من اشكاليات واكراهات

"في نهاية الموسم... تختبر المؤسسة حنكة مدبرها"

نهاية السنة الدراسية تُعدّ من أكثر الفترات حساسية داخل المؤسسات التعليمية، لما تتطلبه من دقة في التدبير وحسن في التصرف، ومن هذا المنطلق، نهيب بالسادة رؤساء المؤسسات التربوية أن يتعاملوا مع هذه المرحلة بروح من المرونة والحكمة.

صحيح أن هناك مقررًا وزاريًا ومذكرات تنظيمية تحدد الإطار العام لهذه الفترة، غير أن التطبيق الحرفي والجامد لما ورد فيها، دون اعتبار لخصوصية السياق المحلي ومجريات الواقع، قد يفضي إلى توترات داخل فرق العمل التربوي والتقني، بل وقد يسهم في إذكاء صراعات مجانية تُسيء إلى مناخ المؤسسة أكثر مما تخدمه. فعديد من هذه المذكرات يتّسم بالتناقض والابتعاد عن واقع الممارسة، أما البرمجة الرسمية الخاصة بتوقيع محاضر الخروج وعقد المجالس، فهي – للأسف – تفتقر إلى الحد الأدنى من الواقعية والانسجام، ويكاد يقال عنها إنها عبثية في بعض جوانبها.

ومن هنا، نُحذر الزملاء المديرين من الانزلاق نحو تطبيق آلي ومتصلّب لهذه التوجيهات، وكأنها نصوص جامدة لا تحتمل التأويل، لأن هذا النهج لا يخدم المصلحة العامة، ولا يراعي خصوصية المؤسسات وظروفها.

بل إن ما نشهده أحيانًا من ارتباك وتداخل في التعليمات، يجعلنا نميل إلى الاعتقاد بأن هناك نوعًا من "الفوضى المدبرة"، هدفها تقويض ما تبقى من تماسك المدرسة العمومية، وخلق صراعات جانبية تستهلك الجهد وتُضعف الثقة داخل المنظومة. ويبدو أن من يضع هذه البرمجة الرسمية بعيد تمامًا عن نبض المدرسة، ولا يدرك تعقيدات الحقل التربوي وتحدياته اليومية.

وفي هذا السياق، لا ينبغي الزج بالإطار المتصرف التربوي في صدام مباشر مع زملائه من باقي الأطر، لأن في ذلك تكريسًا لصراع وهمي لا يخدم إلا من يسعى إلى ترسيخ فوضى خلاقة تُضعف المدرسة وتفتّت أدوارها.

ولعل ما يزيد هذا الوضع التباسًا، ما يقع أحيانًا من رفض بعض المديرين توقيع محاضر الخروج لفئة من الأطر، مما يدفع النقابات إلى التدخل لدى المدير الإقليمي، الذي يتدخل بدوره لمطالبة المدير بمراجعة قراره، ليعود فيمنح التوقيع لمن تم رفضه سابقًا. فهل كان الأمر يستحق كل هذا التوتر لو وُفّرت من البداية مقاربة مرنة، عادلة، وعقلانية؟

إن التعامل الإيجابي من طرف رئيس المؤسسة، واعتماده لقدر من التفهم والإصغاء، يبقى أفضل من العودة القسرية عن قرار متسرّع، تحت ضغط خارجي.

فالأطر التربوية والإدارية، التي بذلت قصارى جهدها طيلة الموسم، وانخرطت بكل صدق في مختلف مراحله التعليمية، تستحق من الإدارة المدرسية تقديرًا واعترافًا، لا تعقيدًا وتضييقًا.

ألا يجدر بنا أن نُيسر عليهم ختام الموسم الدراسي؟

إن حسن التدبير لا يُقاس بحدّة القرارات، بل بمدى قدرة المسؤول على الجمع بين احترام المقتضيات القانونية، وروح العدالة والإنصاف، في إطار يحفظ كرامة الإنسان ويصون كيان المؤسسة.

Aucun commentaire

'; (function() { var dsq = document.createElement('script'); dsq.type = 'text/javascript'; dsq.async = true; dsq.src = '//' + disqus_shortname + '.disqus.com/embed.js'; (document.getElementsByTagName('head')[0] || document.getElementsByTagName('body')[0]).appendChild(dsq); })();