من المسؤول عن الشغب والعنف داخل المؤسسات التعليمية
ربما لا يعلم من هو بعيد عن مهنة التعليم أن وراء كل إدارة صفية فاشلة.. إدارة مدرسية مؤسسة لا تقوم بمهامها في : تفعيل لائحة السلوك ، التواصل الفعال ويعتبر العنف في المجال المدرسي من بين الظواهر الملفتة والمقلقة التي تهتم بها سوسيولوجية التربية خصوصاً في السنوات الأخيرة، هذا المجال أي "المدرسة" الذي من المفروض فيه أن يتسم بالانضباط والنظام والامتثال للقوانين التي تعرفها كل المؤسسات التعليمية.
فالمؤسسة التعليمية سابقاً، كانت أشبه بمكان للتعبد لما له من قدسية وإجلال، وإلى حد الآن نجد العديد من الأفراد الذين يشتغلون داخل الوسط التعليمي وخارجه ينظرون بأن العلاقة بين المعلم والمتعلم يجب أن تتأسس على الاحترام المتبادل والتقدير من كل الجانبين، وعلى المتعلم أن يلتزم داخل الفصل، إذا كان يطلب العلم والمعرفة.
منزل الطالب ووليه ، توفير بيئة تعليمية جاذبة ، صنع هيبة للمعلم والاستاذ من خلال دعمه نظاميا ، وضع خطة صارمة لمتابعة الطلاب والتلاميذ المشاغبين .
المعلم أو الاستاذ لا يتحملان الخطأ لوحدهما من الناحية الفنية.. فالمعلم أو الاستاذ ليس وحده من يتعامل مع الطالب ولكنه العنصر الأخير الذي سيواجه بعض فشل المؤسسة التعليمية بشقيها الإداري و التعليمي..لا أقول أن المعلم او الاستاذ ليس عليه شيء، ولا أقول أنه ليس مخطئا في مثل موقف ضرب لأحد تلامذته ، فلابد له من سمات شخصية وفنية تمكنه من ضبط نفسه وفصله بطريقة مهنية وليس بالتهديد و الضرب .ولا ننسى أيضاً أن عامل الأسرة له دور كبير في ارتكاب الأبناء العنف داخل المدرسة، بسبب ضعف العلاقات والروابط التي تجمع بين الأبناء والآباء، وجهل هذا الأخير بفهمهم الصحيح للتربية والإرشاد، مما يجعل الأبناء عرضة للانحراف ومعرضين للفشل في حياتهم الدراسية، وبالتالي اتخاذهم سلوكيات عنيفة قد يجدون فيها المتنفس الوحيد في إثبات نفسه أمام الآخرين لابد من التعاون مع الاستاذ والادارة واالمؤسسة وأولياء وأمهات التلاميذ والطلاب وحتى الأمن المدرسي لكبح جماح التلميذ المشغب والعنيف. كم أن علمنا ملأ بالعنف الاعلام ... وتقابلها نظريات الأفلام تبعد الأفراد عن الواقع، وتمهد الطريق أمام التوجهات العدوانية والإجرام. وحسب مجندي النظرية الثانية، فإن التأثير السلبي لأفلام العنف يتجلى عبر عوامل ثلاثة هي: التعلم والتقليد، الإثارة، والبيئة والاستعداد الوراثي.
ولكن ما أرمي إليه ويفهمه كل عاقل أو عامل في التعليم.. هو أن المدرسة ومؤسسة تعليمية متكاملة، لكل فرد فيها مهام تتعلق بانضباط التلاميذ والطلاب و احترامهم لمعلميهم ومدرستهم .
المدرسة منظومة وفريق واحد إذا تكاملت وتظافرت جهودهم .. لما ترى مثل هذه المناظر ..
ما ظهرت ابتسامة الطالب في وجه معلمه الغاضب إلا ومن ورائها أسباب كثيرة .. هذا مشهد المحصلة لكثير من التفاصيل الإدارية و الفنية و مئات من المواقف التربوية.. فهذا هو المشهد الأخير .. ويا ترى أين بقية المشاهد و كيف هي الكواليس ؟
كل فرد في فريق المدرسة او المؤسسة التعليمية له مهام محددة يقوم بها وفق الأدلة الإجرائية و النظامية التي وضعتها الوزارة ، ولكن التقصير فيها من قبل أحدهم يصنع شرخا سيواجهه في النهاية الشخص المكلف بمقابلة المنتج النهائي.. الطالب سيواجه المعلم .
هنالك لمسات بسيطة من خلف كواليس مشهد الضرب إذا ما عولجت فلن ترى الضرب مطلقا ، ربما لن ترى بعضها حتى في الأدلة النظامية، أذكر منها :
إشباع حواس الطالب فنيا وعاطفيا، عمل اللقاءات الإرشادية لسماع الطالب ، تذليل المعوقات والعقبات التي تواجه المعلم في الصف ، الابتسامة، الصداقة، الحزم، الحب ، التشجيع و الدعم للطلاب و المعلمين و الإداريين، ملاعب المدرسة، آليات واضحة وسهلة ومتفق عليها من قبل الجميع ، النشاط اللاصفي الحقيقي وغيرها .
حارس المدرسة و مدير المدرسة وحارس عام وناظر ومدير في مؤسسة ثانوية ووكيل شؤون الطلاب و الموجه الطلابي ومعلم التربية الفنية، و معلم التربية الرياضية و معلم و بقية المواد وكذالك الطاقم الإداري هم بقية أبطال هذا المشهد المريع .. ولكن من خلف الكواليس
اعداد الاستاذ : الحسين البقالي
Aucun commentaire