اخر الأخبار

نصيحة لكل الأساتذة الذين يمارسون مهنة حرق الأعصاب

 




أعجبني ماكتبه محمد ال في حائطه في اليسبوك وأريد مشاركته معكم  مقال هادف ...

محمد حماني


نصيحة لكل الأساتذة الذين يمارسون مهنة حرق الأعصاب
و "النورونات"، مهنة الأمراض المزمنة الفتاكة: ضغط، سكري، أعصاب ... حافظوا على صحتكم من خلال الفصل بين حياتكم العامة في الواقع و بين حياتكم المهنية و أنتم تمارسون مهامكم، لأن المستوى المتدني للتلاميذ قد يدفع البعض منكم إلى القسوة على الذات من خلال لومها و عتابها و التشكيك في قدراتها، و هذا له عواقب وخيمة على الصحة النفسية و البدنية، لذلك تعامل بمهنية و احرص على تقديم الدرس بتجرد و دون انفعال مع ضعف مستوى التلاميذ، فالتلميذ الذي يمتلك الحد الأدنى من الكفايات و القدرات لكي يساير وثيرة الدروس المقررة، سيفهمك و ستظهر عليه آثار مجهوداتك، أما من لا يمتلك حتى مستوى الشهادة الابتدائية، و أنت تدرسه دروس في مستوى الثانية باكالوريا، فهذا التلميذ يحتاج إلى عملية جراحية مستعجلة و نظام تعليمي مكثف و خاص جدا، و أنت لا تملك إلا وعاء زمني ضيق و ملزم باستكمال الدروس، فلا تحشر ذاتك في الزاوية التي يريد الكل حشرك فيها، فأنت لست نبي و لا تملك عصى سحرية، لا تستمع لكل المغرضين الذين يحملون الأساتذة ما آلت إليه المنظومة التعليمية من خراب و تدني المستوى، فقط احرص على تقديم دروسك بمهنية، و احرص على الالتزام بالحضور و بذل مجهود في الفصل، مع تطوير أدائك الصفي من خلال تكوين ذاتي مستمر، ثم بعد ذلك تصبح الكرة في ملعب التلميذ و الأسرة و الوزارة الوصية، فالتلميذ الذي يعاني من أمراض نفسية و اضطرابات في الشخصية يجب تعيين أخصائي نفسي لتتبعه، و الأسرة التي لا تعرف سوى التناسل و لا تهتم إلا بتوفير الأكل و اللباس، يجب أن تراقب أطفالها و تحرص على تربيتهم و منحهم الحب و الاهتمام و الإرشاد، فالأسرة هي الأقرب إلى التلميذ و هي من يجب أن تراقبه عن كثب، و ألا تتركه فريسة للشارع و وسائل التواصل الاجتماعي، و لذلك فإخلال الأسرة بواجبها يجعل مجهودات الأساتذة تذهب أدراج الرياح، أما الوزارة الوصية فمهمتها السهر على توفير البنيات التحتية و إصلاح منظومة الأجور و التعويضات و الترقيات، مع الاهتمام بالتعليم الأولي و سلك الابتدائي علاوة على تمييز إيجابي لصالح الأساتذة المنفيون في الجبال و البوادي النائية و لصالح أساتذة السلك الإبتدائي عموما ...

زملائي الأعزاء، ما حملني على كتابة هذه الأسطر هو ارتفاع نسبة الأساتذة الذين يعانون من أمراض مزمنة نفسية و بدنية، و ذلك بفعل الضغوطات النفسية و العصبية، و التي يزيد من تأجيجها الإعلام من خلال التحريض على الأساتذة، علاوة على الأسر التي ابتلعت طعم الإعلام، فأصبحت تعلق تقصيرها و إهمالها لأطفالها على الأساتذة، ناهيك عن المشكلات المادية المرتبطة بهزالة الأجور و دوامة القروض ... و المشكل أن أغلب الأساتذة تجدهم قابعين في سجن النظرة النمطية و أحكام القيمة السائدة، فيزيد ذلك من حدة لوم و جلد الذات و اتهامها بالتقصير و القسوة عليها، فيدخل الأستاذ في مقدمات مرض الاكتئاب و الضغط و السكري و الأعصاب ... و تذكروا كم من أستاذ مات في الفصل أو خارجه جراء سكتة قلبية أو دماغية ... و لذلك تذكر أيها الأستاذ أن مستواك المهني و المعرفي لا يقاس بمستوى التلميذ، و لا بنسبة النجاح و لا حتى بالمعدلات المحصل عليها، فالذي يدرس تلاميذ يتوفرون على الحد الأدنى من القدرات و الكفايات، سينجح في مهمته دون أن يحرق أعصابه و "نوروناته"، أما من يدرسون تلاميذ/ضحايا سياسة[ على الاساتذة ... #مراعات نفسية التلميذ ... #التلميذ هو محور العملية التعليمية التعلمية ... #لا يجوز إخراج التلميذ من القسم] ... فهؤلاء الضحايا إشرح لهم أو لا تشرح لهم، إن تشرح لهم سبعين مرة لا يفهمون ... هؤلاء إن أرادت الدولة تأهيلهم يجب أن تسطر لهم برنامج خاص، و ما يرافق ذلك من موارد مالية و بشرية ... أو يجب على الأسرة _إذا كانت لها الإمكانيات المادية_ أن تعين أخصائي نفسي و أستاذ يتكفل بتتبع التلميذ بشكل فردي و يومي، لتدارك ما فاته في الأيام الخالية، لعله يستطيع إنقاذ ما يمكن إنقاذه ...

و خلاصة القول أوجه نداء لكل من يردد بشكل ببغائي: "الأساتذة شابعين عطل و راحة"، أقول لكم أن ساعة واحدة في القسم مع ثلاثين طفل أو مراهق، تعادل شهر عمل في مكتب مكيف تتعامل مع الوثائق و الأختام، و مع مواطنين راشدين هم من يحتاجونك و يريدون قضاء مآربهم ... فكفى من ظلم الأساتذة الذين رغم كل الظروف استطاعوا تربية و تعليم و تكوين عشرات الآلاف من الأطر العليا ... لقد نجحوا في ما فشلت أنت فيه مع أطفالك و فلذات كبدك ... للأسف ماذا تنتظر من أمة يهان فيها الأستاذ حتى أصبحت كلمة "أستاذ" في المخيال الجمعي مرادف لكل ضروب الاحتقار و الشفقة و قلة القيمة و الفقر و المعاناة.

Aucun commentaire

'; (function() { var dsq = document.createElement('script'); dsq.type = 'text/javascript'; dsq.async = true; dsq.src = '//' + disqus_shortname + '.disqus.com/embed.js'; (document.getElementsByTagName('head')[0] || document.getElementsByTagName('body')[0]).appendChild(dsq); })();