اخر الأخبار

شخصية من الجنوب المغربي :الحاج أحمدا بن محمد بن إبراهيم، أخنوش.


شخصية من الجنوب المغربي :الحاج أحمد بن محمد بن إبراهيم، أخنوش.
الحلقة الاولى  من إعداد الاستاذ : الحسين البقالي
نتيجة بحث الصور عن الحاج احمد اخنوش

هو الحاج أحمد بن محمد بن إبراهيم، أخنوش. ورد أنه ولد سنة 1909، في قرية “أكرض أوضاض” من قبيلة “تافراوت” بجبال الأطلس الصغير، – إقليم تيزنيت – وترعرع داخل أسرة تسمى “آيت براييم”، نسبة إلى جد أقصى اسمه: إبراهيم بن إعزا أخنوش، أول من استقر من تلك العائلة في قرية “اكرض أوضاض”، قادما إليها منذ زمن بعيد من “أكادير أخنوش”، الذي تنسب إليه العائلة.
في كتابه الصادر حديثا، “العصاميون السوسيون في البيضاء”، أرجع عمر أمرير، أستاذ جامعي باحث في التراث الأمازيغي ومعد برامج تلفزية، أول ظهور للسوسيين في البيضاء، إلى 1784 ميلادية.واحتلت تافراوت مكانة لائقة على الصعيد المالي والتجاري بالبلاد، وباعتماد معيار مقاربة الجغرافيا التاريخية، لا يمكن اعتبار تافراوت مدينة هامشية رغم وقوعها في الهامش والأطراف، بل كانت من المناطق الأساسية التي لعبت دورا متعاظما في تجارة العبور.غادر الحاج أحمد أولحاج أخنوش دواره ” أكرض أوضاض” بتافراوت، ترك البيت تحت رحمة صخرة قبعة نابليون لينتقل إلى العاصمة الاقتصادية هناك كان التفراوتيون شرعوا في ترسيخ اقدامهم المالية هناك فتتح أول محل له خاص ببيع المواد البترولية بالتقسيط. تدور الايام فسارت أشغاله بشكل جيد لتصبح في ملكيته سبعة دكاكين. كانت تلك أولى مؤشرات النجاح الذي يبشر بمستقبل زاهر ينتظر ابن أكرض أوضاض. المستقبل سيتضح أكثر بعد سنوات حينما سيعود إلى أكادير ويؤسس بها مصنعا للرخام.
بعصاميته بدأ أحمد أولحاج يخط مستقبله الشخصي حين اعتقلته سلطات الحماية الفرنسية، بسبب تعاونه مع حركة المقاومة، سجن الرجل ودمر مصنعه بالكامل.

نتيجة بحث الصور عن اكرض اوضاض

في هذا الصدد، يقول المؤرخ والأكاديمي الدكتور إبراهيم القادري بوتشيش، في حديث مع هسبريس، إن اسم تافراوت لم يرد في المصادر التاريخية المغربية إلا بكيفية شاحبة؛ بحيث أدمجها المؤرخون والجغرافيون ضمن المجال الجغرافي لسوس، أو مدينة تامدولت., ويقولبوتشيش، فإن الإشارات العابرة إلى مدينة تافراوت تكشف أنها ارتبطت بالحركة التجارية الواسعة لليهود؛ حيث نشأت فيها مملكة يهودية منذ القرن الحادي عشر قبل الميلاد، علما بأن اليهود نشّطوا الدورة التجارية العالمية قديما وحديثا.

وأورد أستاذ التاريخ بجامعة مكناس أن الموقع الجغرافي لتافروات، وغيرها من مدن الجنوب المغربي، ساهم في تألقها التجاري؛ إذ لعبت دور الوسيط في تجارة "الترانزيت" التي كانت تؤلف بين المجال الصحراوي والسودان الغربي عبر تجارة القوافل.

ولفت بوتشيش إلى أن تجار المنطقة كان يُشار إليهم، في مصادر العصر الوسيط، باسم "تجار الصحراء" الذين كانوا يجلبون ذهب السودان، مما جعل المدينة همزة وصل استفاد منها التجار ورجال الأعمال في كسب فائض إنتاج قوي وظفوه في مشاريعهم الاقتصادية.وأفاد بوتشيش بأن مدينة تافراوت انتقلت من منطقة استقطاب بشري، إلى هجرة العديد من التجار نحو مدن مغربية أخرى، وخاصة الدار البيضاء، واستطاع أهل سوس، وضمنهم فئة عريضة من أهالي تافراوت، الهيمنة على شرايين التجارة البيضاوية، بدءً من "تبقالت" إلى السيطرة على أكبر المتاجر، ومن بينها "موروكو مول" الذي أبدعته سلوى الإدريسي، عقيلة عزيز أخنوش.وتابع المؤرخ أن هذه الشخصية التفراوتية نالت إعجاب الأنتروبولوجي الأمريكي جان واتربوري، فوصفه بأنه شخصية شبه أسطورية في عالم التجارة والمال، مشيرا إلى تجار ورجال أعمال تفراوتيين كبار، من قبيل أحمد أولحاج أخنوش، وصهره أحمد واكريم، اللذين حققا في عالم التجارة والمال نجاحا قل نظيره في التاريخ المغربي المعاصر.


على نهج نملة تسقط حبتها من الأعلى فتعود لتلتقطها سار أخنوش الأب من جديد على نفس الطموح الذي رسخه والده ، وكرر المحاولة بعد خروجه من السجن، رغم أنه وجد أعماله قد انهارت إلا أنه عاد من جديد إلى مجال البترول وأسس صحبة محمد واكريم شركة “إفريقيا”، التي يعرفها المغاربة اليوم بمحطاتها الموزعة على كل الطرق المغربية. أخنوش الأب سيتجه لاستيراد البترول من الخارج. أول صفقاته الكبيرة، سيستورد عبرها 200 ألف لتر من البترول الخالص من الاتحاد السوفياتي السابق. واجهته مشكلة التخزين فصنع لها من مخلفات القواعد العسكرية الأمريكية خزانات بسيطة وبدائية. سنة 1974 وبسبب الظروف الدولية سيعيش المغرب أزمة بترولية خانقة فيصبح أحمد أولحاج رجل المرحلة بامتياز. استدعاه القصر الملكي وطلب منه أن يمد مختلف مرافق الدولة بمخزونه من البترول.. الحس الوطني لأخنوش لم ينته بخروج الفرنسيس من المغرب. خلال المسيرة الخضراء مول المتطوعين بالغاز مجانا. نهاية السبعينات سيتجه مول البترول إلى السياسة ليؤسس “حزب العمل”. الدافع هو تحطيم حزب “الاستقلال”، حزب البورجوازية الفاسية، حزبه تشكل من قدماء المحاربين الأمازيغ، ودعم عن طريقه بشكل غير مباشر، خوفا من غضب الحسن الثاني، الجمعيات الأمازيغية. السياسة أفادت أخنوش في تطوير مجموعته التي أصبحت تسمى “أكوا”.

وأورد أمرير، نقلا عن كتاب “من أخبار أنفا والشاوية عبر العصور”، لصاحبه المعروفي هاشم عبير الزهور، أن تلك السنة شهدت “انتقال أولى العائلات السوسية إلى البيضاء، نهائيا، وبنسائها وأفراد عائلاتها، وبالمألوف من عاداتهم الاجتماعية والعلمية ومهاراتهم اليدوية”.


نتيجة بحث الصور عن الحاج احمد اخنوش

المصدر وصل إلى أسماء عشرة من تلك العائلات، وحددها في “اجضاهيم” و”الكنداوي” و”براد” و”الصنهاجي” و”بوالضربات” و”بوالزرع” و”الكابوس” و”أناكوف” و”أبلاط” و”الغزواني”، أكد أيضا، أن السلطان سيدي محمد بن عبد الله، هو الذي كانت له اليد في استقدام تلك العائلات.
وكانت رغبة السلطان، الذي وجد مدينة “أنفا” القديمة قد اندثرت معالمها وتحول اسمها إلى “كازابلانكا” بعدما استعمرها البرتغاليون في القرن 15، من وراء استقدام تلك العائلات، وتكليفها بالعمل في المرسى الجديد للمدينة، وحراسة الأمن بداخلها.
ويظهر، أن اختيار السلطان للسوسيين من أجل إعادة تأسيس البيضاء، وراءه انبهاره بمنطق الاستقامة: “أغراس أغراس”، الذي يعرفون به إلى اليوم، فقال المعروفي في عبير الزهور، إن السلطان استقدمهم “لما جبلوا عليه من طبيعة الجد والحزم والأنفة”.
إشراف السلطان على تشكيل الحضارة البيضاوية الجديدة، لم يعتمد فيه فقط على “سواسة”، بل استقدم أيضا، أسرا من الشاوية ودكالة، المعروف أفرادها بـ”الشجاعة والكرم”، وأسرا من أهل فاس، المعروفين بـ”المدنية والحضارة”.
وأورد عمر أمرير، اعتمادا على مصادر ووثائق تاريخية، أن الأسماء العشرة التي سماها “السوسيون السابقون إلى البيضاء”، اشتغل بعضهم في البناء، مثل “المعلم اجضاهيم” الذي بنى “جامع السوق”، والفقيه محمد الصنهاجي،  الذي تولى منصب محتسب البيضاء، وكان من الأعيان فـ”أنفق على بناء جامع الشلوح”، الشهير إلى اليوم.
الجيل الثاني من “سواسة” الذين قدموا إلى البيضاء، خلال القرن 19، وعلى غرار الجيل الأول، لم تكن رحلاتهم إلى المدينة، خالية من تكبد المشاق والصعاب.

Aucun commentaire

'; (function() { var dsq = document.createElement('script'); dsq.type = 'text/javascript'; dsq.async = true; dsq.src = '//' + disqus_shortname + '.disqus.com/embed.js'; (document.getElementsByTagName('head')[0] || document.getElementsByTagName('body')[0]).appendChild(dsq); })();