بوجلود..شخصية عيد الأضحى.. الدشيرة انزكان وكل عموم سوس يكرس الاحتفال بالتقاليد السوسية فى كل عيد أضحى. الحسين البقالي
في سابقة تعتبر هي الأولى من نوعها تنكرت الفنانة الأمازيغية فاطمة تابعمرانت بجلود المعز وتنظاف لشباب منطقة سوس الذين يرتدون جلود الأضاحي، ويضعون على وجوههم طلاء أسوداً يُخفي ملامحهم، ويقومون بتغيير نبرة الصوت.
مهرجان بيلماون السنوى, والذى يكرس الاحتفال بالتقاليد السوسية فى كل عيد أضحى. ويتميز هذا المهرجان بمشاركة الجمعيات المحلية التي تؤطره وأغلب هذه الجمعيات أمازيغية وتكون حاضرة بقوة من خلال الشعارات والرسائل التي تحمل خلال الاستعراض وتطالب عبر هذه الرسائل بالنهوض بالثقافة الأمازيغية.
إنها ظاهرة "بوجلود" أو "بيلماون" بالأمازيغية أو حتى "بولبطاين" بتعبير ساكنة المدن الشمالية، شباب يلبسون جلود الأضاحي ابتداء من عشية اليوم الأول للعيد كي يحيوا هذه الظاهرة التراثية الضاربة في القدم، يتجمعون على شكل مجموعات صغيرة، كل واحد تنظم كرنفالها لوحدها الذي تجوب به أزقة وشوارع مدنها، وهناك من هذه المجموعات من اتفقت على التواجد بساحة معينة بدل التشتت في كل مكان، يقول التاريخ أن هدفهم هو نشر الفرحة والسرور بين المغاربة في أجواء العيد السعيد، بينما يقول الواقع أن "بوجلود" تحول في الكثير من الأوقات إلى مصدر إزعاج للساكنة وإلى أداة للتسول وطلب الصدقة المقنعة بالاحتفال، بل إن هذا المخلوق الهجين تحول لجلاد انتقام ينفذ أحكام شخصية بين الكثير من المتنازعين..وللأشارة فمدينة الدشيرة الصغيرة التي تشهد هذه الاحتفالات تعرف حضور آلاف المتتبعين خلال أيام عيد الأضحى لمتابعة كرنفال بوجلود وما تصاحبه من احتفالات وطقوس تتميز بالفرجة والمرح وتقليد الشباب المتخفي بجلود الأضاحي لبعض الشخصيات والسخرية منها، وغالبا ما تكون مضحكة إما باقتباس لباس السلطات المحلية أو مهن معينة أو شرطة " مزورة ".... كما تقام عدة أنشطة أهمها "الكرنفال" اضافة الى ظاهرة بوجلود أو كما يسميها محبوها "عادة بوجلود" لأنها وحسب تعبيرهم تندرج ضمن التقاليد السوسية، بالإضافة إلى سهرات فنية بكل من تكمي أوفلا وساحة أيت أوبيه التي عرفت هذه السنة تكريم بعض الوجوه الفنية من طرف جمعية أناروز بتعاون مع المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية.
بوجلود..شخصية عيد الأضحى..
مباشرة بعد وجبة غذاء أول أيام عيد الأضحى، تبدأ أولى أفواج مجموعات "بوجلود" في التقاطر على الأحياء السكنية، تتكون المجموعة ما بين 6 و20 شخصا، بعضهم يضرب الطبل وفق ضربات متتالية محدثا لحنا شبيها بالألحان الإفريقية الصادحة، وبعضهم يرقص على هذه النغمات، وبعضهم الآخر يقوم بطرد الأطفال الذي يتبعونه ويبعدهم إلى أقصى مدى ممكن، أما بعضهم الآخر، فيتكفل بعملية طرق المنازل وطلب المال من الساكنة أو اعتراض سبيليهم والتهديد بالضرب بحوافر الخرفان إن لم يعطوهم بعض المال..
هذه الأدوار لا تخضع لتقسيم صارم، فمن كان يرقص يطرق هو الآخر أي منزل يجده أمامه، ومن يطرد الأطفال يعترض سبيل فتاة ما، تتشابك المهام بالقدر الذي تتشابك فيه الأزياء الغريبة التي يلبسها هؤلاء الشباب، هناك من يضع جلود الأضاحي على كل أنحاء جسده، وهناك من لبس ما يسمى بالمغربية "الدربالة" أو "بوشرويطة"، أي ذلك اللباس الذي يغطي الجسد من الكتف حتى القدمين، والذي يتكون من قطع ثوب مزركشة تمت خياطتها على ثوب طويل، وهناك كذلك من تنكر بهيأة امرأة أو شرطي أو حتى صحفي، أما وجوههم فمن الصعب تبيانها، ما دامت الأقنعة البشعة التي يرتدونها كفيلة بإخفاء ملامحهم..
اعداد الأستاذ الباحث : الحسين البقالي من تيزنيت
Aucun commentaire