اخر الأخبار

هل حان الوقت لتصالح مع الماضي الاستعماري والاعتراف بحق الدول في ماثرها التاريخية التي نهبتها وسرقتها الدول الاستعمارية

 هل حان الوقت لتصالح مع الماضي الاستعماري والاعتراف بحق الدول في ماثرها التاريخية التي نهبتها  وسرقتها الدول الاستعمارية

اعدادالاستاذ : الحسين البقالي الافراني


تاريخ الحكم الاستعماري في أفريقيا 


من المهم أن نلاحظ أن ظهور الاستعمار البريطاني الفرنسي لأفريقيا تزامن مع عصر العنصرية العلمية ، واعتقد البريطانيون أنه بسبب امتلاكهم لأسلحة متفوقة ومن ثم كانوا أكثر تقدماً من الناحية التكنولوجية من الأفارقة ، فإن لديهم الحق في استعمار واستغلال موارد الأفارقة باسم الترويج للحضارة . ونفس الشيء لجميع الدول الاستعمارية بريطانيا فرنسا بلجيكا يطاليا وألمانيا ...التي استغلت ونهبت الموارد المختلفة ووصل بهم ذلك الى نهب الحيوان والانسان والأرض والأرشيف وحان الوقت لرد ولو جزء منه لهذه الدول المنهوبة المسكينة... 

بعد تقرير عالم الاجتماع السنغالي فيلوين سار ومؤرخ الفن الفرنسي بينيديكت سافوي في عام 2018، وضع 

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نفسه في طليعة أولئك الذين يدعون إلى استعادة الممتلكات الثقافية المنهوبة في 

إفريقيا. وفي الوقت نفسه ، لحقت بعض البلدان ، مثل بلجيكا ، بالركب وقررت ألمانيا أيضا أن تحذو حذوها وتمضي قدما في عمليات استرداد الأموال هذه منذ يونيو 2022. 

وقالت وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك على تويتر إن التسليم "سيشفي جراح الماضي" و"يأخذ في الاعتبار التاريخ الاستعماري المظلم لألمانيا". في المجموع ، تم تخزين أو عرض أكثر من 1130 عملا فنيا في متاحف الإثنولوجيا الألمانية. هذه هي الأشياء الثقافية والمنحوتات والنقوش المصنوعة فنيا من البرونز والنحاس الأصفر ، وكذلك الأعمال في العاج والمرجان والخشب. 

تم التخطيط للعديد من الأنشطة الاحتفالية للترحيب بعودة هذه الأعمال إلى نيجيريا والتي سيتم عرضها خلال الربع الأول من عام 2023 

 

العديد من المتاحف المعنية 


المتاحف المعنية بعمليات الاسترداد هذه هي متاحف ليندن في شتوتغارت ، غراسي في لايبزيغ ، MARKK في هامبورغ ، متحف Rautenstrauch-Joest في كولونيا ، وكذلك المتحف الإثنولوجي في برلين. يحتوي الأخير وحده على 530 قطعة تاريخية من مملكة بنين السابقة ، بما في ذلك 440 قطعة برونزية ، تعتبر أهم مجموعة بعد المتحف البريطاني في لندن. 

التصالح مع الماضي الاستعماري 

ويأتي هذا الاسترداد في إطار سلسلة من التدابير التي اتخذتها ألمانيا مؤخرا في محاولة للتصالح مع ماضيها الاستعماري. لكن برلين ليست وحدها التي شرعت في هذا الطريق. 

تم نهب البرونز في مملكة بنين القديمة في جنوب نيجيريا في عام 1897. خلال الحملة البريطانية التي دمرت مدينة بنين وخلالها أخذ البريطانيون الآلاف من المنحوتات العاجية والمعدنية التي وزعت لاحقا في عشرين متحفا في ألمانيا. 

يتكون الوفد الألماني من أنالينا بيربوك ، وزيرة الخارجية الألمانية ، وكلوديا روث ، وزيرة الدولة للثقافة. 

 الاستغلال الفاحش حتى يومناهذا

فرنسا تحتفظ باحتياطات النقد القومية لـ 14 دولة أفريقية منذ عام 1961: (بنين، بوركينا فاسو، غينيا – بساو، ساحل العاج، مالي، النيجر، السنغال، توجو، الكاميرون، جمهورية أفريقيا الوسطى، تشاد، جمهورية الكونغو، غينيا الاستوائية، الجابون). 

“السياسة المالية التي تحكم هذه المجموعة المتنوعة من الدول غير معقدة، لأنها في الحقيقة مُدارة من قِبل وزارة المالية الفرنسية، بدون الرجوع إلى أي من الإدارة المركزية لأي من الاتحاد الاقتصادي والنقدي لدول أفريقيا الوسطى WAEMU أو مثيله لدول غرب 

  • الالتزام بجعل اللغة الرسمية للبلاد هي اللغة الفرنسية وأيضًا لغة التعليم: “نعم سيدي، أنت تحتاج أن تتحدث الفرنسية، لغة موليير”، تم تأسيس منظمة لنشر الثقافة الفرنسية وكذلك اللغة تحت مسمى “المنظمة الدولية للفرانكفونية” مع عدد من الأقمار الصناعية والمنظمات التابعة لها تحت رعاية وزارة الخارجية الفرنسية. في الواقع، إذا كنت تتكلم الفرنسية فقط، فإنك تستطيع الوصول إلى أقل من 4% من الأفكار والمعرفة الإنسانية، وهذا محدود للغاية. 

  • الالتزام بالعملة الفرنسية للمستعمرات “الفرنك الأفريقي”: هذه هي البقرة الحلوب لفرنسا، لكن هذا نظام خبيث حتى إنه أثار استنكار الاتحاد الأوروبي نفسه، لكن فرنسا غير مستعدة بعد للانتقال من هذا النظام الاستعماري الذي يضع حوالي 500 مليار دولار في الخزانة الفرنسية. 

خلال بدايات ظهور عملة اليورو في أوروبا، اكتشفت دول أوروبية المخطط الفرنسي لاستغلال المستعمرات السابقة. العديد منهم وخاصة دول الشمال كانوا مفزوعين واقترحت على فرنسا التخلص من هذا النظام، ولكن محاولاتهم باءت بالفشل.مثلا الجزائر 

مثلا الجزائر دائما تطالب فرنسا باسترجاع ارشيفها وكشف عن جرائمها 

تختلف فرنسا والجزائر أيضا بشأن التراث الوطني الجزائري، ويقول الجزائريون إن الاحتلال الفرنسي لم يخرج خالي الوفاض، بل حمل الجنود الفرنسيون معهم قطعا فنية وكتبا وخرائط تاريخية، وهو تراث وطني ما زال موجودا في المكاتب الفرنسية حتى اليوم، وتقول الجزائر إن على فرنسا أن تعيد ذلك. 

وتذكر السلطات الجزائرية أن القوات الاستعمارية رحلت نحو فرنسا بعد دخولها الجزائر عشرات الآلاف من الوثائق التي تعود إلى الحقبة العثمانية بالجزائر. 

في المقابل تنظر فرنسا للمسألة من زاوية مختلفة، وقال مدير الأرشيف الوطني الفرنسي إيرفيه لوموان إنه تم التوصل إلى اتفاق عام 1966 لإعادة الأرشيف التاريخي للجزائر، خاصة الوثائق التي تعود للعهد العثماني ووثائق فنية من عام 1830 إلى عام 1962، لكن الجزائر عادت وطالبت بالمزيد بعد هذا الاتفاق. 



وفي المغرب المغاربة يطلبون فرنسا بالكشف عن ارشيفها الذي يثبث أحقية التاريخية الحقيقية للمغرب بكل الدلائل والبراهين في صحراءه وفي أرضه الصحراء المغربية ...وتعمل مؤسسة أرشيف المغرب مشكورة على محاولة استعادة مجموعة من الوثائق، إذ وجهت هذه المؤسسة العمومية المتمتعة بالشخصية المعنوية والاستقلال المالي والمحدثة بموجب القانون رقم 69.99 المتعلق بالأرشيف طلبات رسمية إلى السلطات الفرنسية المعنية؛ غير أن هذه الأخيرة رفضت التفاعل بشكل إيجابي مع الموضوع.

فهذه الوثائق سوف تكون مهمة للمغرب لما لها من حفظ ذاكرة المملكة المغربية، لافتا إلى أنه خلال زيارة الرئيس الفرنسي ماكرون إلى الجزائر منذ أشهر، طرحت قضية إعادة كتابة التاريخ المشترك؛ ولكن المشكلة أن الوثائق بيد فرنسا لا الجزائر. وقد قلت، وقتها، إن إعادة كتابة التاريخ المشترك هذا لا يمكن أن يحصل بدون مشاركة المغرب؛ لأن جزءا من هذا التاريخ المشترك المزعوم يندرج فيه المغرب من الناحية الترابية. ولذلك، فإن أي مبادرة من هذا النوع بين فرنسا والجزائر ستكون مؤامرة جديدة ضد المغرب.


اعدادالاستاذ : الحسين البقالي الافراني

 

 

 



>

Aucun commentaire

'; (function() { var dsq = document.createElement('script'); dsq.type = 'text/javascript'; dsq.async = true; dsq.src = '//' + disqus_shortname + '.disqus.com/embed.js'; (document.getElementsByTagName('head')[0] || document.getElementsByTagName('body')[0]).appendChild(dsq); })();