المغرب بلاد الصلحاء والأولياء : دور التجانيين في نشر الاسلام بافريقيا
المغرب والمساعدة الاستثنائية لمنظمة التحرير الافريقية والأفارقة
ومن المؤكد بان الفضل كل الفضل في اتخاذ اهم قرارات المؤتمر كان بطبيعة الحال راجع بالدرجة الاولى الى صاحب الجلالة محمد الخامس وابنه الملك الحسن الثاني نصره الله الذي ابى من جهة اخرى الا ان يقدم مساعدات استثنائية لمنظمات التحرير الافريقية قدرها 5 مليون من الدراهم والحقيقة فان كل هذه الاعمال الجليلة التي قام بها عاهلنا العظيم انما هي في الواقع تاكيد للدور القيادي الذي كان للمغرب في افريقيا منذ اقدم العصور، والذي لابد لهذا البلد بحكم رسالته الخالدة ومسؤوليته التاريخية ان يستمر فيه وخصوصا ما دامت هذه القارة تعاني من الاستعمار والتمييز العنصري ومشاكل التخلف الاقتصادية والتبعية السياسية ولا يمكنني هنا الا ان اشير قبل نهاية هذا العرض ان العقيدة الاسلامية هي التي كانت دائما عبر تاريخ جهاد الامم الافريقية المرير القوة الرئيسية الحية التي بفضلها استطاعت افريقيا ان تتصدى للغزو الاستعماري ثم الصمود والثبات والصبر خلال الفترات التي كانت فيها تحت وطاة الاحتلال.
واخيرا عندما وجدت من القدرة خلال العشرين سنة الماضية ما يمكنها من ان تطالب بالحرية والاستقلال او ان تقهر الدول الاستعمارية على الاعتراف لها بحقوقها، وما من شك في ان هذه القوة التي تختزن طاقات ثورية هائلة هي التي سمن كذلك في المستقبل القدرة على التحرير الاقتصادي والثقافي وتعينها على ارساء قواعد نهضتها وتقدمها وعلى تحقيق وحدتها وازالة الفوراق الاجتماعية والحواجز الاقتصادية التي تعرقل نمو القارة وازدهارها.
دور الطريقة التيجانية في نشر الإسلام بافريقيا
ليس من باب الصدفة القول أن الطريقة التجانية انتشرت في صفوف أعيان المجتمع المغربي لولا ارتكازها على المذهب المالكي، الذيتميزت مضامينهبالاعتدال والوسطية، ولعل هذه السمة ساعدت التجانيين في بدايتهم الأولى على مواجهة الخصوم؛من خلال ترجيح كفة الوسطية على «التطرف» كما هو الحال بالنسبة لمتصوفة المشرق الذي يستند على المذهب الحنبلي، في نشر الدين الإسلامي بطرق LOJGT?
حافظ المغرب على علاقات مميزة مع دول غرب إفريقيا منذ العصور القديمة. وقد اتسمت هذه العلاقات باستمراريتها وقوتها في العقود والقرون الأخيرة.
وهكذا، يذكر محمد فاضل باري وسعيد إبراهيم كريدية في كتابيهما "المسلمون في غرب إفريقيا: تاريخ وحضارة" (طبعات دار الكتب العلمية، 2007)، أنه "عندما ظهرت سلالة المرابطين في شمال إفريقيا في القرن الحادي عشر الميلادي، شكلت جبهة إسلامية قوية امتدت من غرب إفريقيا إلى المغرب والأندلس وكان لها فضل كبير في انتشار الإسلام في هذه البلدان".
يزعمون أن الدعاة المرابطين سافروا "من السنغال إلى ما يعرف الآن بغينيا وساحل العاج والنيجر ، ودخلوا إمبراطورية غانا الوثنية في النصف الثاني من القرن الحادي عشر ، أي في عام 1076".
حافظت العلاقات على زخمها على مر القرون، وتم استبدال الإمبراطوريات والسلالات التي رسخت نفسها في المغرب بالزوايا والصوفية. وهكذا، وفقا لعبد الباقي مفتاح، مؤلف كتاب عن الشيخ أحمد التيجاني وأتباعه، فإن غالبية المسلمين في هذه المنطقة من أفريقيا يعتبرون أنفسهم تيجانيين: 80٪ من الغينيين يقولون إنهم تيجانيون، مقارنة ب 70٪ من الإيفواريين المسلمين و 90٪ من السنغاليين.
المغرب وغينيا، اتفاق دائم
وحتى اليوم، تعد دول غرب إفريقيا، بما في ذلك غينيا، من بين أهم حلفاء المغرب في القارة. حافظ حكام هذا البلد دائما على علاقات وثيقة مع الملوك المغاربة.
بعد نهاية الحماية الفرنسية في المغرب وغينيا في أواخر 1950s ، عمل البلدان معا لمساعدة بقية القارة الأفريقية على التخلص من الاستعمار. في عام 1961، دعا الملك محمد الخامس إلى عقد اجتماع في الدار البيضاء حضره العديد من القادة الأفارقة، مثل المالي موديبو كيتا، والغيني أحمد سيكو توري، والمصري جمال عبد الناصر، والغاني كوامي نكروما، والإمبراطور الإثيوبي هيلا سيلاسي الأول، ورئيس الحكومة الجزائرية المؤقتة فرحات عباس.
المغاربة واحتضانهم الطريقة التيجانية
الملوك المغاربة المعاصرون دأبوا على ربط العرش بشيوخ الطريقة، فكان الملك الحسن الثاني قد عين بظهير ملكي سيدي البشير بن السيد محمد الكبير بن سيدي البشير شيخا للطريقة التيجانية. وبقي كذلك حتى عين الملك المغربي محمد السادس في سنة 2009 بظهير ملكي سيدي محمد الكبير بن السيد أحمد بن السيد محمد الكبير بن سيدي البشير شيخا للطريقة التيجانية. ومنذ خمس سنوات توجه المغرب إلى الطرق الصوفية، خصوصا عندما بدأت الجزائر تستعمل ورقة التيجانيين، في محاولة لنزع البساط الروحي من تحت أقدام المغرب، فأقام بفاس أكبر محفل للتيجانيين عبر العالم، شيوخ ومريدو الطريقة التيجانية تجمعوا بالعاصمة العلمية والروحية، بإيعاز من النظام المغربي الذي أطر اللقاء، والذي جرى تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس، وبالإشراف المباشر لوزير الأوقاف المغربي أحمد التوفيق، وخلاله وجه الملك رسالة إلى المريدين والشيوخ يحثهم على إدراك الدور التاريخي للملوك العلويين، في رعاية مشايخ الطريقة التيجانية ومساعدتهم على نشر التربية الروحية، وترسيخ قيم الإسلام المثلى على منهج التصوف السني..
إن التيجانيين بالسينغال يدعون ملك المغرب بأمير المؤمنين أو سيدنا. كما يخصص ملك المغرب هبة سنوية للزاوية التيجانية بالسينغال. وكان الرئيس السينغالي السابق عبدو ضيوف, يستجدي الملك الراحل الحسن الثاني في كل انتخابات رئاسية. حيث يشكل التيجانيون أغلبية انتخابية. ولم يكونوا يصوتون لأي مرشح إلا بعد استشارة أمير المؤمنين. لذلك حرص كل رؤساء السينغال على تخصيص أول زيارة لهم إلى الخارج بعد التنصبب إلى مدينة فاس معقل شيخ التيجانيين. إلا أنه في ولاية الرئيس الحالي تم القطع مع هذا العرف. , أم أن الرئيس الحالي له أغلبية أخرى. على كل لا زال إخواننا السينغاليون من الحجاج يزورون الزاوية التيجانية بفاس في طل رحلاتهم إلى الحج.
يكتبها الاستاذ الباحث : الحسين البقالي الافرني
Aucun commentaire