اخر الأخبار

تأملات جسر طريق الحرير الصيني للعالم





جسر طريق الحرير الصيني للعالم وعلاقته بالإصلاح والانفتاح 

يكتبها: الأستاذ الباحث الحسين البقالي 

في شهر11/2013 كان لي شرف الفوز بإحدى الجوائز المهمة لجمهورية الصين الشعبية : وهي الجائز الخاصة الكبرى لكأس هاينان حول المعلومات الاصلاح والانفتاح في الصين الذي نظمته إذاعة الصين الدولية والحكومة الشعبية لمقاطعة هاينان، وكانت جائزتها زيارة الصين مجانا ...فكم كانت هذه الزيارة رائعة وكنت من بين الفائزين الستة في العالم و وحدي في العالم الاسلامي والعربي. ومن هذه الزيارة اكتشفت الصين العملاقة الصين دو الحضارة والتاريخ العريق الضخم بالإنجازات. وزرنا منطقة هاينان كأول مقاطعة في الجنوب الصيني التي بدأ فيها بوادر الاصلاح الاقتصادي  والانفتاح على العالم بفضل الزعيم الصيني  دنغ شياو بينغ.. وزرنا مع مجموعة من المستثمرين والصحافيين مناطق الاستثمار في جنوب الصين هاينان وشمال الصين بكين وتيادجين... ومجموعة من الماثر التاريخية كسور الصين العظيم والقصر الامبراطوري ولمقبر الثلاثة عشرة .... كانت أياما حافلة بالأحداث ،ومن هنا عرفت أن التنين الصيني تستعد للحلم الصيني أعتبره الثورة الثالثة “الحزام الاقتصادي لطريق الحرير”  إنه مبادرة طرحها الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال زيارتيه لكازاخستان سبتمبر الماضي ولإندونيسيا أكتوبر الماضي، ويعتبر خطوة هامة تتخذها الصين من أجل تعميق الإصلاح والانفتاح وخاصة تعزيز الانفتاح نحو غرب الصين. إن “الحزام الاقتصادي لطريق الحرير” الذي يغطي مناطق الصين وغرب آسيا وأوروبا، و”طريق الحرير البحري في القرن الـ21″ الذي يمتد من الصين إلى منطقة الخليج مرورا بجنوب شرقي آسيا والمحيط الهندي والبحر العربي، يشكلان حزاما اقتصاديا معمم الفائدة على أساس المنفعة المتبادلة والكسب للجميع ويتميز بطابع الانفتاح والاستيعاب.

وعندما اجتمع مندوبو الحزب الشيوعي الصيني في العاصمة الصينية بكين، من 18 إلى 22 ديسمبر عام 1978، في الجلسة الكاملة الثالثة للجنة المركزية الحادية عشرة للحزب الشيوعي الصينيما تقرر هناك في قاعة الشعب الكبرى كان بمثابة التغيير البعيد المدى الذي يصفه المؤرخون عند التطرق إليه، في بعض الأحيان بـ "الثورة الجديدةأو "الثورة الثانية". نحن نتحدث هنا بالطبع عن تطبيق وإدخال "سياسة الإصلاح والانفتاح"، التي سبق أن أشرت الهيا ثم مباشرة تاتي الثورة الثالثة“الحزام الاقتصادي لطريق الحرير”ولا ننسى الثورة الأولى ثورة 1949

وطريق الحرير لقب أطلق على مجموعة الطرق المترابطة التي كانت تسلكها القوافل والسفن بين الصين وأوروبا بطول 10 آلاف كيلومتر، والتي تعود بداياتها لحكم سلالة Han في الصين نحو 200 سنة قبل الميلاد.

 وقد أطلق عليها هذا الاسم عام 1877 من قبل جغرافي ألماني لأن الحرير الصيني كان يمثل النسبة الأكبر من التجارة

 عبرها. وقد كان لطريق الحرير تأثير كبير في ازدهار كثير من الحضارات القديمة، مثل الصينية والمصرية والهندية والرومانية، وهو يمتد من المراكز التجارية في شمال الصين، حيث ينقسم إلى فرعين. يمرّ الفرع الشمالي عبر شرق أوروبا وشبه جزيرة القرم حتى البحر الأسود وصولاً إلى البندقية. أمّا الفرع الجنوبي فيمرّ عبر العراق وتركيا إلى البحر الأبيض المتوسط أو عبر سوريا إلى مصر وشمال إفريقيا... إنه نظام دولي عادل يؤسس على التعاون وتشريك الأمم جميعا في التنمية وإقرار السلام الدائم القائم على ربط البلدان والقارات بشبكات السكك الحديدية والجسور والأنفاق وتيسير انتقال البشر والبضائع والأفكار برا وبحرا وجوا.

إنها الفكرة التي أطلقها الرئيس الصيني شي جين بينغ، بعيد توليه السلطة عام ٢٠١٣. المبادرة التي يعرفها كثيرون بأنها "طريق الحرير الجديد" ويعتبرونها، بمثابة إحياء للمسار التجاري الذي ربط بين الصين والدول الواقعة غربها امتدادا إلى دول المشرق العربي والبحر المتوسط ثم لأوروبا منذ ٢٠٠٠ عام قبل الميلاد، أحيت باب أمل أمام التقاء الشرق والشرق، ثم الشرق بالغرب بل دول الجنوب مع الجنوب والشمال مع الجنوب، بأسلوب مغاير لما كنا نشاهده منذ بداية حقبة التحرر الوطني وانتهاء الاستعمار التقليدي الذي انتهى رسميا، مع انتهاء الحرب العالمية الثانية.

 المتحمسون لمبادرة الرئيس الصيني يرونها باب أمل لنهاية عصر العولمة المتوحشة، وفاتحة خير على الدول التي تريد التعاون فيما بينها، على أسس من العدالة والمساواة في الفرص التجارية والاستثمارية. يعلل هؤلاء وجه نظرهم بأن الصين تمكنت خلال فترة وجيزة من جذب ٦٥ دولة و٣٥ منظمة دولية للانضمام إلى المبادرة، التي ستربط آسيا بأوروبا وأفريقيا، بل امتد نطاقها لتشمل القارة الأسترالية ونيوزيلندا، ليصبح طريق الحرير الجديد، بوابة لتعزيز أواصر العلاقات الاقتصادية والتجارية والسياسية بين هذه الدول.

يرى آخرون أن المبادرة مازالت تتركز عند نقطة دعم العلاقات التجارية بين الصين والدول التي تقع في مسار السفن والقطارات التي تسير على خطى القوافل التجارية القديمة برا وبحرا، ولا تتناول أي جوانب سياسية في ظل رغبة مؤكدة للصين، بألا تتدخل في الشؤون السياسية للدول وأن تظل على حيادها في القضايا الدولية الشائكة التي تثير القلاقل العسكرية والسياسية في أنحاء العالم.

يكتبها: الأستاذ الباحث الحسين البقالي 

3 commentaires:

  1. الفكرة التي أطلقها الرئيس الصيني شي جين بينغ، بعيد توليه السلطة عام ٢٠١٣. المبادرة التي يعرفها كثيرون بأنها "طريق الحرير الجديد"إ ويعتبرونها، بمثابة إحياء للمسار التجاري الذي ربط بين الصين والدول الواقعة غربها امتدادا إلى دول المشرق العربي والبحر المتوسط ثم لأوروبا منذ

    RépondreSupprimer

'; (function() { var dsq = document.createElement('script'); dsq.type = 'text/javascript'; dsq.async = true; dsq.src = '//' + disqus_shortname + '.disqus.com/embed.js'; (document.getElementsByTagName('head')[0] || document.getElementsByTagName('body')[0]).appendChild(dsq); })();