شخصية من الجنوب المغربي سأتناول اليوم الجزء الأول : انه الشيخ ماء العینین تحث عنوان ((الشيخ ماء العینین الوطني الغيور الذي هورمز ربط الصحراء بسوس)) الأستاذ الباحث : الحسين البقالي
شخصية من الجنوب المغربي سأتناول اليوم الجزء الأول من كبار الشیوخ البارزین الذین عرفتهم الصحراء المغربیة في أوساط القرن
الثالث
عشر الهجري وبالضبط في أوائل سنة 1270 ه انه الشيخ ماء العینین تحث عنوان ((الشيخ ماء العینین الوطني الغيور الذي هورمز ربط الصحراء بسوس))
يكتبها الأستاذ الباحث : الحسين البقالي
مقدمة
یعتبر الشیخ ماء العینین جامع للصفات الحمیدة والأخلاق العالیة، شخصیة میزتها
عدة صفات عن غیرها وخصال طیبة لم یكن یعرف إلا بها.
وهومن كبار الشیوخ البارزین الذین عرفتهم الصحراء المغربیة في أوساط القرن الثالث
عشر الهجري وبالضبط في أوائل سنة 1270 ه وسارت بذكره الركبان في كل مكان حل به
أو نزل به في طول البلاد وعرضها ، فبلغت شهرته الأفاق وسمع بذكره الداني والقاصي
والحاضر والبادي على السواء، فتألق اسمه في سماء العلوم والمعرفة بین الناس كشیخ وعالم
وفقیه ومتحدث وأدیب ومتصوف وقائد في میدان الحرب ومجاهد على رأس المجاهدین في
ساحة القتال، رائد إسلامي لا یشق له غبار في حیاة العلم والمعرفة وفوق منابر الخطابة
. والتوجیه
والإفتاء في
حلقات الوعظ
والإرشاد.
نبذة من حياته
ولد الشیخ ماء العینین في أقصي بلاد الجنوب المغربي بعاصمة الحوض من بلاد
شنقیط وذلك یوم الثلاثاء شعبان
1246 ه من أبوین عظیمین في الحسب والنسب، ولم یولد
لوالده المتعدد الأزواج في ذلك العام غیره من الأولاد الذكور، فكانت ولادته خيرا وبركة مع
أهالي الحي الذین ولد فیهم ومع والدیه، كما وافق شهر ولادته شهر شعبان، فنشأ الطفل
الجدید في أحضان أبویه وبین إخوته وعشیرته التي تؤویه، فتعلم من العلم ما تعلم وتثقف
وتتلمذ على ید والده الشیخ محمد فاضل بن مامین القلقمي و سمي بالقلقمي نسبة إلى قریته
القلاقمة بشرق موریتانیا فواصل د راسته على ید والده الذي انقطع إلیه دون انقطاع عن بقیة إخوته جعله یختص بانقطاعه تلك المسافات الطویلة لیتطلع ویرتوي من معین بحور العلم
الظاهرة والباطنة التي لم یطلبها ولم یسعى في طلبها أو تلقیها، من غیر والده وعنه، ففتح
الله به وعلیه، فأمضى الشطر الأول من حیاته في الأخذ والتلقي بین أهله، وأمضى الشطر
الثاني في
النظر والمطالعة
لمختلف الكتب
مع التدریس
والتألیف .
كان الشیخ ماء العینین عالما جلیلا مؤلفا ومجاهدا، فكان یلجا إلیه الخائفون ویرد إلیه
. الجائعون وكان مرشدا للمخطئین ورحیما بالضعفاء والمساكین .
وقد كانت مدینته السمارة التي أسسها سنة 1089 محط أنظار طلاب العلم كما كانت
سوق بها رائجة وقد اقتنى ماء العینین مكتبة من أعظم مكتبات شمال إفریقیا وأكثرها مرجعا
كما شمل تأثیره كثيرا من الطلاب ممن أصبح لهم شان ومكانة، وقد بلغ مرید وه أزید من
10000 الاف أو ما یزید، ما بین رجل وامرأة ومابین سقیم و صحیح البنیة یكسوهم و
. یقضي شؤونهم .
عاش الشيخ ماء العينين أغلب عمره متنقلا في فيافي الصحاري مع طلبته، إذ كان
مدرسة متنقلة حظيت بالاحترام وانتزعت تقدير الجميع لسيره في الأرض يبتغي الجهاد ضد
الاستعمار الفرنسي والإسباني، بث علمه الزاخر بكل ألوان المعرفة في الفقه والبيان
والمنطق وتحفيظ القرآن الكريم وتجويده، وبذلك اختار أن يقيم في بلاد المغرب بدعم
من أبيه، قدم في البداية إلى ولاية أطار (التابعة للتراب الموريتاني حاليا).
وكان شخصا محبوبا يهاب جنابه، فأهدى له ساكنة أطار الكثير من النخيل والعير،
ومن أطار وصل إلى الداخلة ولبث عند قبيلة أولاد دليم مدة من الوقت ليست بالقصيرة،
لأن هؤلاء الناس، كما يصفهم حفيده محمد الأمين "كرام"، ويضيف العلامة محمد
الأمين ماء العينين واصفا هذه المنطقة بـ"عنبرة المغرب" وهي المنطقة
المتاخمة لموريتانيا شرقا إلى الجزائر ومنها إلى جنوب المغرب.
Aucun commentaire