اخر الأخبار

القصبات بالجنوب المغربي: سحر المجال وغنى التراث

نتيجة بحث الصور عن القصبات بالمغرب
القصور والقصبات واكودارارث المغاربة يجب الافتخار به فمن أجله انعقدت اللقاءات والمهرجانات والندوات ...
وجميع هذه الندوات والمحاضرات واللقاءات المختلفة. .. تطالب بترميم وإعادة إحياء هذا التراث بهدف إدماجه في الدينامية التنموية التي يشهدها المغرب.
من اعداد الاستاذ : الحسين البقالي

وتواجه هذه المعالم الأثرية، وهي بنايات رائعة بالطين الجاف والتي تعتبر أرشيفا حيا على تاريخ المغرب وعلى تقاليده الضاربة في القدم وعلى حضارة متفردة في كل عهد وحدث تاريخي عاشه المغرب، مرحلة متقدمة من التدهور ضربت أسسها الجماعية وإطارها المعماري، ما يجعل قيمتها عرضة للاندثار.
تعتبر القصور أحد أهم أشكال التراث العمراني في هذه الدول،  إذ يرجع بعضها لأزيد من ألف سنة. و تتميز أساسا بكونها محاطة بأسوار شاهقة بها أبواب متعددة و أبراج مراقبة.
نتيجة بحث الصور عن القصبات بالمغرب
تعتبر القصبة أو تغرمت من أهم أنماط البناء المعماري التقليدي الذي تتميز بها منطقة الجنوب الشرقي للبلاد مما جعل إقليم ورزازات ينعت بإقليم ألف قصبة وقصبة، وهذا دليل على وجود هذا البناء العريق في مختلف مناطقه على جنبات وادي دادس فقد ارتبط تشييد هذه البنايات بالظروف التاريخية التي عرفتها المنطقة ومنها فترة التغلغل الاستعماري أي خلال القرنين 19 و 20 حيث أنشأت من ذوي النفوذ وأعوان المستعمر.
يرجع أصل التسمية حسب لسان العرب لإبن منظور الى "والقصب كل نبات ذو أنابيب، واحدتها قصبة. وكل نبات كان ساقه أنابيب(...) فهو قصب، والقصبة جوف القصر وقيل القصب وقصبة البلد مدينته، والقصب جوف الحصن يبنى فيه بناء وهو أوسطه"1.
والعرب في الغالب يطلقون هذه الكلمة على كل ما له شبه كبير بنبات القصب-مجازيا- وانتقلت بعد ذلك للدلالة على تلك المباني المحصنة ذات الأبراج العالية في كل زاوية قلما نجدها ثنائية الأبراج أو دونها تأخذ عادة شكلا بنائيا دفاعيا
وتعرف القصبة بالأمازيغية باسم باسم "تغرمت" التي هي تصغير لكلمة "اغرم" (القصر) وفي سوس يطلق عليها سم "اكادير" و"تغرمت" هي "الدار الكبيرة المبنية بالحجر والتي لها أبراج في أركانها الأربعة وهي تقع في الغالب على مرتفع منعزل مشرف على حوض ماء أو على وادي وهي سكنى الملاك الكبير، أو الأسرة الكبيرة التي تضم كانونين فاكثر"2
أما عند روبيرمونتاني" فالقصبة هي البناية التقليدية التي تأخذ شكلا بنائيا حربيا ودفاعيا، تأوي فئات اجتماعية معينة ومتميزة كالتي لها نفوذ مادي كالأسر الميسورة والتي لها ثروات وملكيات في المنطقة، وهي من بين أهم مميزات الزعامة بالقبلية، إنها مسكن"الأمغار" الذي يتموقع وسط القبيلة ويكون مزينا بالأبراج3.
نتيجة بحث الصور عن القصبات بالمغرب
جل هذه التعاريف لا تختلف عن البناء التقليدي الصرف للقصبة عبر تاريخها الطويل، رغم التطورات في البناء تحت تأثير التحولات المناخية، إنها الإرث الحضاري والرموز والدلالات الثقافية، التي تحمل ابعادا اجتماعية وأدوارا اقتصادية، ووظائف دفاعية، ولعل الوظيفة السياسية بالدرجة الأولى ما جعل هذه القصبات تحمل اسماء مختلفة، ويبقى مصطلح "تغرمت نايت أمغار" 
و"تغرمت-ن-
لخلفة" طاغيين في منطقة ايت سدرات في فترة تاريخية تنتهي في حدود نهاية القرن 19 وبداية القرن20م
لقد عرفت منطقة دادس وايت سدرات حركة تجارية ثانوية باعتبارها مناطق وسيطة بين الشمال والجنوب كما عرفت وفود بشرية سواء على شكل هجرات أو استعمار، هذا كله حمل معه ثقافات مختلفة في جميع ميادين الحياة أثرت على الحياة الأصيلة، ولعل الجانب العمراني من بين ما عرف بعض التطورات والتأثيرات الخارجية، وظهرت بذلك أشكال وأنواع من القصبات والأبراج مخالفة للنمط التقليدي المتوارث، ويعتبر الباحث الفرنسي "إميل لاوست" من بين من صنف القصبات الى نوعين. ولقد ميز بين القصبة الحديثة التي هي الدار الكبيرة المبنية بالحجر وهي للملاك الكبار، والقصبة المتوسطة المبنية بالطابية وهي للملاك الصغار.
وعلى هذا التقسيم، وحسب قسم التراث الثقافي في مناطق الأطلس والجنوب تصنف القصبات الى نوعين:

القصبة البسيطة
وهي القصبة العتيقة الأصلية المتوارث من القدم، وهي معروفة قدما بشكل معماري مميز داخل القصر، وتعكس الإتقان والدقة المحكمة في البناء بواسطة التراب المدكوك على شكل قوالب مستطيلة في تداخل أفقي وعمودي، وتكون ذات الأبراج والزوايا الأربعة، وهذا الصنف هو نفسه الذي ينتشر في نطاق إمتداد القصور التي لا تتوفر على الأسوار لأن هذه القصبات تلعب دور المراقبة والدفاع
ومن أهم القصبات من حيث هذا النوع، قصبة "ايت لعجين" بايت عمر ابراهيم، قصبة ايت لعربي بايت همو، قصبة ايت حمدي بايت عربي، قصبة ايت موجان بايت يدير، قصبة ايت فاسكا بايت زياد...
القصبة المركبةهي من انجز القصبات الحديثة المرتبطة بالفترة الكلاوية، ابتداء من سنة 1840م. حيث بدأت التنظيمات القبلية المتوارثة في الانحلال، لأن الأمغار أو الشيخ كان عليه حين ذاك أن يصبح خليفة الكلاوي مع إبقائه في القصبة أو تعلن الحرب ضده4، بمعنى أن الكلاوي وضع حدا للقصبة الأصيلة، وظهرت بذلك مجموعة من قصبات متلاصقة الواحدة بالأخرى، يبقى التنظيم الغير المحكم سمتها الأساسية نظرا لتداخل الغرف وغياب تصميم منظم، كترتيب النوافذ الكبيرة والاختصار في أحجام المباني وزخرفتها ويمكنها أن تستوعب اسر كبيرة.
1. قصبة تاوريرت
2. قصبة تمدوت
3. قصبة امريديل
4. قصبة شفشاون
5. قصبة الوداية
6. قصبة تمنوكالت
7. قصبة باب اوريكا
8. قصبة اكفاي
9. ايت بن حدو

    هذه هي القصبة المركبة توجد في أيت سدرات نغيل قصبتين تمثل هذا النوع وهي: قصبة بالمدني "الخليفة الأولى للكلاوي". وقصبة محداش الخليفة الثانية، الموجودتين خارج ايت يول، ثم هناك قصبة الحمدوي في طور البناء بزاوية سيدي داود وهي قصبة مركبة ضخمة يراد منها فندق سياحي، وهي تحمل دلالات المعمار التقليدي الصرف مع تداخل تأثير العمارة الحديثة... 
    و للقصبات خصوصيات ايكولوجية أيضا :
    تبنى القصبات أساسا بالتراب المدكوك على شكل قوالب تسمى التابوت أو اللوح تتداخل بشكل أفقي و عمودي و تؤسس على أساسات حجرية مقوية ’ خصوصية هذا البناء المتميز بسمك جدرانه الكبير و الذي يتجاوز 90 سنتمرا عرضا و بعلو أسقفه عن الأرض بحوالي عشرات الأمتار – يصل أحيانا إلى خمسة و عشرين مترا – و بحجم النوافذ الصغير و انفتاحها على جهتي الشرق و الغرب فقط ,و هي كلها خصائص تقف حائلا و عازلا أمام التأثر بعوامل الحرارة و البرودة و الرطوبة و الجفاف الخارجية و تصنع مناخا داخليا معتدلا مغايرا للمناخ الخارجي و يزيد من اعتدال هذا المناخ إنشائه داخل وسط طبيعي فسيح من الأشجار الوارفة الضلال طيلة السنة و حدائق من المنتجات الطبيعية الفارزة للاوكسجين و التي تعمل على تصفية الهواء و ترطيبه ,إذن فروعة البناء بالمواد الطينية المنتشرة بواحة سكورة كما على نطاق واسع في منطقة الجنوب الشرقي ككل بادية للعيان ٬ ومن خلالها يمكننا اكتشاف أصالة وخبايا الهندسة المعمارية لهذه المنطقة٬ سواء في شقها الإيكولوجي والجمالي٬ أو فيما يتعلق بقدرتها على الاستدامة ومقاومة قساوة الطبيعة.

    العمر الافتراضي لمثل هذا النوع من البناء حسب الخبراء يقدر بحوالي 300 سنة و يتميز بخصائص تقنية فريدة تصنفه في خانة البناء الايكولوجي لعدة اعتبارات أهمها اكتفائه بنفسه أثناء الفصول المناخية الأربعة و عدم الحاجة إلى تدفئة أثناء الشتاء أو تبريد أثناء الصيف كون هذا النوع من البناء المؤسس على التراب و الطين يحول دون الثأتيرات الخارجية للحرارة و البرودة و يعزل داخله بنمط فريد يعمل على الحيلولة دون الإمداد الشمسي أثناء الصيف و يضاعفه أثناء الشتاء و هو يسمح أكثر من غيره بمرور أمن للهواء .

    يتبع 
    المراجع :مجموعة من الكتب التاريخية
    histoirecv
    welovebuzz.com  

    Aucun commentaire

    '; (function() { var dsq = document.createElement('script'); dsq.type = 'text/javascript'; dsq.async = true; dsq.src = '//' + disqus_shortname + '.disqus.com/embed.js'; (document.getElementsByTagName('head')[0] || document.getElementsByTagName('body')[0]).appendChild(dsq); })();