اخر الأخبار

بناء الإنسان أولا :


بناء الإنسان أولا

أولا: القضاء على الأمية والجهل
مع الأستاذ: الحسين البقالي 

الإنسان ذاك الكائن البشري العاقل ولا يصبح إنسانا حقيقيا إلا إذا اتصف بصفات الإنسانية الايجابية... 

هو القادر على اتخاذ قرارات حقيقية...قرارات صادقة ..شجاعة قرارات صادرة منه هو .. من داخله،من بؤرته،ومن عقله وباطن قلبه من غير ان يتأثر بقرارات خارجية ،فهذا الإنسان الذي نحتاجه في عالمنا الإسلامي العربي الامازيغي ...إلى تأسيس فكر مجتمعي يلامس الهم الوجداني ويساعد على إزالة العتمة والجهل والتخلف ...

أولا

 ما نحتاجه قبل كل شيء هو القضاء على الأمية والجهل والتخلف وهو من أولوية بناء الإنسان وبالتالي لابد من ترسيخ قيمة العلم والمعرفة في مجتمعاتنا، فكلما زاد التعلم والقراءة والمطالعة (القضاء على الأمية)الحقيقية المتسمة  بالجودة ،والحكمة بعيدة عن تظخيم الأرقام وبناء الفرد القادر على اتخاذ قراراته...

ولا بدّ من العودة إلى بعض المبادئ والأرقام والأصول، إذا كان الوطن العربيّ مصمماً على محو الأميّة.

والبداية هي تعديل التعريف الذي لا يزال شائعاً للأميّة، أي «الأميّة الأبجدية». فهو لم يعد ملائماً لعصرنا هذا. ولم يعد مقبولاً اعتماده في إحصاء الأميين. فالتعليم ينبغي له أن يزوّد التلميذ بالمعرفة التي تؤهله لأداء دوره ولو في الحدود الدنيا، داخل المجتمع.  ويستتبع هذا التعديل في تعريف الأميّة، تطوير الأساليب المعتمدة في جمع البيانات، حتى لا تكون هذه البيانات غطاء لأميّة مبطّنة، حين يصنَّف الأمي متعلماً، بسبب عدم اعتماد التعريف الملائم. فهناك «أميّة أبجديّة» و«أميّة وظيفيّة» و«أميّة معرفيّة»، ولا بد من التمييز بينها.أول مَن أدرَك أهمية تعليم الأُميِّين هو النبيُّ صلى الله عليه وسلم، ونحن جميعًا مَدْعُوُّون إلى إدراكِ أهمية هذه القضية، وأولُ مَن أدركها هو النبيُّ صلى الله عليه وسلم؛ فقد كان يَبني أمةً، وكانت هناك أشياءُ أخرى يمكن أن يبدأَ بها، لكن مِن أهم الأشياء التي بدأ بها ترقية الإنسان؛ فقد انتقل صلى الله عليه وسلم من مكة - شرَّفها الله - إلى المدينة النبوية، وكان أهل المدينة يقرؤون ويكتبون؛ لأنهم كانوا تجَّارًا، ويعرفون ذلك لأجلِ تِجارتِهم، لكن أهل المدينة كانوا يشتغلون بالفلاحة، وكان الذين يكتبون في المدينة أقلَّ مِن الذين يكتبون مِن أهل مكة.
وحين وقَع أَسْرى مِن أهل مكة بعد انتصار غزوة بَدْر الكبرى، جعل النبيُّ صلى الله عليه وسلم فداءَ الواحد منهم أن يُعلِّم عشرةً مِن أهل المدينة الكتابة والقراءة؛ لأنه حين يُخرِجُ أحدُ الناس الآخرَ مِن الأمية والجهل يكون قد حرَّره، فيستحق هو أيضًا أن يتحرر، فالحرية بالحرية، فالذي يُعلِّم الناس يُحرِّرهم، والذي يستَبْقيهم في الجهل يتركهم في مكان لا يليق بهم وبإنسانيتهم، ثم إن هؤلاء الذين أرادوا أن يتحرَّروا بسهولة وبسرعة - عليهم أن يُعلِّموا الناس بأيسر السبل وأحسنها، واستخدام أفضل الوسائل في التعليم؛ لأنه كلما طال العمل طال الأَسْر.فلابد من جودة التعليم فاذا كان الالتحاق بالمدرسة الابتدائية ضرورياً ليتعلّم الأطفال مبادئ القراءة والكتابة، فإن هذا الالتحاق ليس كافياً بالطبع، إذ لا بد لهذا التعليم من أن يكون على مستوى من الجودة، وإلا كانت نسبة التسرّب والرسوب عالية. ولمستوى جودة التعليم أو عدم جودته علاقة مباشرة بنوعين من أنواع الأميين: المتسرّبون من المدارس، والعائدون إلى الأميّة بعد المدرسة. فالتسرب والهذر المد راسي آفة تؤدي إلى الأمية وبالتالي يحسن بالمدرسة أن تراقب سلوك التلاميذ الذين «يقودون» الآخرين إلى التسرّب ، «إعادة التمدرس» لتعزلهم عن التلاميذ، حتى لا ينتشر «الوباء»، وتعالج قضيتهم بما يُقتضى من معالجة نفسية وتربوية وإدارية.
ولا يصوّر تقرير المعرفة العربي لعام 2010 – 2011 (برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، UNDP) مستوى التعليم الابتدائي في عديد من الدول العربية في صورة زاهية، لا سيما في القراءة والعلوم والرياضيات، وهي عناصر أساسية في التعليم. وثمة «تفاوت حاد» في مستويات التعليم الابتدائي وجودته، بين البلدان العربية. وهذه مسألة مرتبطة بالفقر، ذلك أن كثيراً من البلدان العربية لا تولي مدارسها الابتدائية المجانية، ما تحظى به المدارس الخاصة، المدفوعة الرسوم، من اهتمام بمستوى التعليم وجودته. والعائلات الميسورة تستطيع أن تدفع رسوماً لتعليم أولادها في المدارس الخاصة، التي قد توفر تعليماً أفضل. ناهيك عن القدرة لدى الميسورين على توفير حصص الدروس الخصوصية، في المنازل. وهذا ما لا تستطيعه العائلات الفقيرة. بل إن ثمة فروقاً بين مستوى التعليم الابتدائي في المناطق الحضرية، والمناطق الريفية، في تسع بلدان عربية.
وهذا يعني أن ثمة حاجة إلى تعليم الكبار، حتى في بعض الدول العربية التي تعتمد التعليم المجاني الابتدائي للأطفال، لأن بعض التعليم لا يبلغ مستوى يسمح بتصنيف المتعلم على أنه غير أمي
فكلما كان الاهتمام بالقراءة والتعلم أكبر،كلما زاد الوعي والحضور الفاعل في التعاطي مع الأمور الحياتية الأخرى،وبرزت تلك الفعاليات بصورة أكثر و أكبر في الثقافة والسياسة والاقتصاد...وبالتالي بناء الذات و الإنسان المدرك لمحيطه المساهم في بناءه ونموه وتطوره...مر على الثورات العربية التي مازال الجدل قائما حول تسميتها بالربيع العربي،وأصبح هم القيادات والنخب ووسائل الإعلام الخوض في مفردات الحكم والانتخابات والديمقراطية وتمثيل الشعب والشرعية والدستور وقضايا الإصلاح والفساد... وغيرها ،غير أن قضايا الاجتماعية التعليم الصحة مكافحة الفقر التهميش البطالة...وقضايا الثقافة بمفهومها الشامل ،تم تجاهلها أوعلي الأقل لم تعطي لها ألأهمية المطلوبة ،باستثناء بعض المعارض هنا وهناك وبعض الندوات والمهرجانات التي أصبحت عالة على الثقافة وليس الثقافة بمفهومها الشمولي .فيا سادة نحن نحتاج إلى ثورة تعليمية ثقافية تبني الإنسان وتساهم في بناء مستقبله..فلابد اليوم ان نتيح للجميع الفرص الكبيرة ،في التعلم والقراءة والمطالعة وصحة جيدة... وبمشاركة جميع أطياف المجتمع في بناء الوطن .يتبع بناء الإنسان مع الأستاذ : الحسين البقالي
ثانيا :


Aucun commentaire

'; (function() { var dsq = document.createElement('script'); dsq.type = 'text/javascript'; dsq.async = true; dsq.src = '//' + disqus_shortname + '.disqus.com/embed.js'; (document.getElementsByTagName('head')[0] || document.getElementsByTagName('body')[0]).appendChild(dsq); })();