اخر الأخبار

احواش امازيغي رائع ahwach اكثر من روعةاحواش العود عظمة الموروث الشعبي المغربي





أحواش ليست مجرد رقصة عادية، إنها وجه آخر للحياة الباعثة على الإبداع والشعر والتأمل في الجمال بذاته، إنها صورة حية تعكس تفاعل الإنسان الأمازيغي مع محيطه الطبيعي والبشري في تفاعل يكشف بجلاء هموماً أو آمالاً أو أحاسيس وتأملات وصوراً مجردة في الخيال ويحولها عبر أنساق إبداعية إلى صور فنية جمالية.
وتتنوع وتتختلف حسب الطبائع السائدة في هذه المناطق، والروافد التاريخية التي تأثرت بها، بل إن بعض الباحثين في تاريخ الفنون الشعبية بالمغرب، يربطون هذه الرقصة، برقصة أخرى قديمة اندثرت تدعى "الدرست" اشتهرت بها قبائل الأمازيغ منذ مئات السنين، تقول الرواية التاريخية أنها عبارة عن "مجموعة من الرقصات المتصلة، عمادها ترديد الأهازيج القديمة، ونقر الدفوف " وعنها تفرعت باقي رقصات "أحواش".
وحين يبدأ قرع الدفوف، وترديد أول أبيات الشعر الأمازيغي، يكون الرجال (الراقصون) قد انتظموا في صفوف مقابلة لصفوف النسوة، اللواتي يشترط فيهن أن يكن من غير المتزوجات، حيث تمنع القبيلة على أي فتاة المشاركة في أداء هذه الرقصات بعد الزواج. تنطلق الرقصة بـ"تحواشت" وهي المرحلة الأولى التي تضبط فيها الفرقة إيقاعها، تبدأ الصفوف مع نقر بطئ للدف في التمايل يمنة ويسرى، تتحرك النسوة في منحى معاكس للرجال، فإن رددوا هم بيت شعر مرتجل أو من وحي الثرات، حتى تجبنهن بدورهن بمقطع آخر، في محاورة غنائية راقصة تتواصل طوال أطوار أداء "رقصة أحواش" يسميها أهل المنطقة بـ"تنطامين".


الجلباب والبلغة والخنجر لاكتمال اللوحة
وبجانب استقامة الصف، وترتيب القامات مع ممارسة أنواع الحركات والخفة، لا بد من وحدة اللباس، حيث يرتدي المشاركون في أحواش زي الحفلات والأعياد المميز للقبيلة، فالرجال يلبسون الجلباب الوطني والقميص (تشامير) والبرنس والعمامة البيضاء ويتقلدون الخنجر الفضي، و"أقراب" (المحفظة الجلدية المزركشة بالحرير) بينما تتزين النساء بالحلي التقليدية التي تتكون عادة من القطع الفنية المسبوكة و كريات اللوبان.


"
أعلام" مايسترو "أحواش"
يترأس المجموعة الراقصة أكثرهم وجاهة وخبرة بالرقص، وعرف بفنونه المتوارثة، ويسمى "أعلام" أي: ملقن الحركات، فهو قائد الجماعة، تصدر منه الإشارات اللازمة خلال الرقص برسم أداء الحركات في دقة وانتباه، وسرعة وذوق. ويشترط فيه أن يكون على معرفة بالأوزان والألحان والقاعات، ويتمتع بثقافة وأذن موسيقية رهيفة، يستطيع بها التمييز بين الألحان والأوزان والإيقاعات المتشابهة والمعقدة، وأن يكون كذلك خبيرا بالحركات وفنونها، مما توارثه الناس عن الأولين أو أحدثوه، مع معرفة القياسات الزمنية الإيقاعية والنغمية وخفة الحركة والتحكم في توازن الجسم.
يضطلع " أعلام" في المجموعة الراقصة، بدور قيادي مهم، فهو المسؤول في الرقص عن وحدة الحركة وتناسقها الإيقاعي مع الإنشاد، يراقب الضبط في أدائها، والانضباط في ملازمة الصف، فهو قائد الإبداع الجماعي عليه المعتمد في اختيار الحركات وترتيب أدائها وجودتها، بحسن ذوقه وذكائه وفنيته، وطول تجربته العملية في المراقص، لكي يمنح لوحة متكاملة.






Aucun commentaire

'; (function() { var dsq = document.createElement('script'); dsq.type = 'text/javascript'; dsq.async = true; dsq.src = '//' + disqus_shortname + '.disqus.com/embed.js'; (document.getElementsByTagName('head')[0] || document.getElementsByTagName('body')[0]).appendChild(dsq); })();