المغرب والاتحاد الأوروبي الوضع المتقدم ،والتأكيد على موقف الاتحاد الأوروبي بشأن قضية الصحراء المغربية،
متابعة الاستاذ الباحث : الحسين البقالي الافراني
تجمع المغربَ والاتحادَ الأوروبي علاقات عريقة وعميقة ومتنوعة
تطورت على مرِّ السنين، بدأت بإبرام العديد من الاتفاقيات الثنائية في السبعينات
من القرن الماضي، شملت التبادل التجاري وتصدير المنتجات الفلاحية المغربية
لأوروبا، وانطلقت هذه العلاقات بتوقيع اتفاق تجاري بين المغرب والمجموعة
الاقتصادية الأوروبية في سنة 1969، واتسع نطاقها بإبرام اتفاق تعاون في سنة 1976،
ثم تعزَّزت أكثر بعد اعتماد اتفاق شراكة في سنة 1996، وبمخطط عمل الجوار في سنة
2005، وبمنح المغرب صفة الوضع المتقدم لدى الاتحاد الأوروبي في أكتوبر/تشرين الأول
2008. وقد شهد شهر أكتوبر/تشرين الأول، من سنة 2008، منح الاتحاد الأوروبي، على
هامش الدورة السابعة لمجلس الشراكة المغربي-الأوروبي، المغرب صفة "الوضع
المتقدم"؛ حيث أعطاه شراكة حديثة تعطيه حق المساهمة في العديد من مجالات
التعاون الأوروبي، ولكنها ليست بالعضوية الكاملة.
وفي هذا
السياق، حصل المغرب على صفة "الوضع المتقدم الذي يُعطَى بموجبه حقَّ ولوج كل
مجالات الفعل الأوروبي باستثناء الانضمام الكامل لبناه وهياكله، لاسيما التشريعية والتنظيمية.
ويأتي هذا الوضع ليتجاوز اتفاقية التعاون والشراكة التي أَطَّرَت، ولسنين طويلة،
العلاقات بين المغرب ودول الاتحاد الأوروبي،
وقد جدد الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية
والسياسة الأمنية، جوزيب بوريل، أمس الخميس6-01-2023 بالرباط، التأكيد على موقف
الاتحاد الأوروبي بشأن قضية الصحراء المغربية، الذي يثمن عاليا الجهود “الجادة
وذات المصداقية” التي يبذلها المغرب لإيجاد حل لهذا النزاع الإقليمي.
وقال السيد بوريل، في تصريح للصحافة، “أخذنا علما، ونثمن
عاليا الجهود الجادة وذات المصداقية التي يبذلها المغرب في هذا الصدد (إيجاد حل
لقضية الصحراء المغربية)”، موضحا أن “الاتحاد الأوروبي يدعم مسلسل الأمم المتحدة
ومبادرات المبعوث الشخصي لأمينها العام الرامية إلى
التوصل
لحل سياسي وعادل وواقعي وبراغماتي ودائم ومقبول من الأطراف وقائم على التوافق وفقا
لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة”.
وسجل السيد بوريل، الذي كان يتحدث خلال ندوة صحافية مشتركة عقب
مباحثاته مع وزير الشؤون الخارجية، ناصر بوريطة، أن “الاتحاد الأوروبي يشجع كافة
الأطراف على مواصلة انخراطها بروح من الواقعية والتوافق، في سياق تسوية تتماشى مع
أهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة”.
وأضاف رئيس الدبلوماسية الأوروبية أنه يدرك مدى الأهمية القصوى
لملف الصحراء، باعتباره “قضية وجودية” بالنسبة للمملكة.
وكان السيد بوريل، الذي يقوم بزيارة رسمية إلى المملكة بهدف تعزيز
الشراكة بين الاتحاد الأوروبي والمغرب، قد أجرى محادثات مع رئيس الحكومة، عزيز أخنوش،
أعرب خلالها المسؤولان عن الإرادة المشتركة للمغرب والاتحاد الأوروبي لتعميق
الحوار والتعاون في إطار شراكتهما الاستراتيجية.
وأضحت هذه الشراكة التاريخية التي
واصلت تطورها خلال السنوات الأخيرة، مرجعا في سياسة الجوار بالنسبة للاتحاد
الأوروبي في انتقال تاريخي إلى علاقة شراكة لا تصل إلى العضوية الكاملة في
المؤسسات الأوروبية، باعتبار أن المغرب ليس بلدًا أوروبيًّا لكنه في وضع استثنائي
لم يُمنح من ذي قبل لأي بلد غير أوروبي، بل لم يحصل عليه حتى بعض الدول الأوروبية
كتركيا التي لم يتسنَّ لها تحصيل بعض امتيازات الوضع المتقدم الممنوح للمغرب.
.
Aucun commentaire