اخر الأخبار

شخصيات من الجنوب المغربي : لسيد الحاج محمد الحبيب البوشواري الميلكي التنالتي (المعروف : سیدی لحاج لحبيب)


تافراوت سيتي - واش بصاح هذه صورة المرحوم الحاج الحبيب الله إرحمو 👇 |  Facebook

شخصيات من الجنوب المغربي : لسيد الحاج محمد الحبيب البوشواري الميلكي التنالتي (المعروف : سیدی لحاج لحبيب)  الحلقة الأولى

من اعداد الأستاذ الباحث : الحسين االبقالي


حياته:

لسيد الحاج محمد الحبيب البوشواري الميلكي التنالتي (المعروف : سیدی لحاج لحبيب) هو فقيه ومتصوف مغربي مشهور .كانت حياة العلامة كلها حياة جهاد وكفاح، لم يلق في لحظة منها السلاح ولم يخلد إلى الراحة والكسل، وإنما صبر وصابر ورابط في واجهات متعددة، أهمها: واجهة محاربة الجهل ثم واجهة محاربة الاستعمار:

فعندما اكفهر الجو السياسي في المغرب في أوائل القرن العشرين الميلادي، ووقعت وثيقة الحماية، شعر الحاج الحبيب – كما شعر غالب [[علماء سوسفقد كان أحد أعلام منطقة أيت باها علما وصلاحا، وقد خص له العلامة محمد بن عبد الله موحتاين، بحثا خاصا بترجمته، ونقتبس منه ما يلي

هو نجل الشيخ الولي سيدي الحاج عابد البوشواري دفين تاكوشت بقبيلة أيت صواب بضواحي تانالت، والمتوفى عام 1350 هـ موافق 1931 م وله من العمر ثمانون سنة، أما ابنه سيدي الحاج محمد البوشواري، دفين أيت باها، فقد ولد سنة 1316 هـ موافق 1898 م في قرية تيفيراسين بقبيلة أيت فَلاَّس التابعة لاتحادية قبائل أيت وادريم، والواقعة في دائرة أيت باها، وينتمي الى الشرفاء الوزانيين ثم الأدارسة الحسنيين، ودرس في بداية حياته العلمية على شيخه الفقيه سيدي المحفوظ الأدوزي، ثم على والده العلامة سيدي الحاج عابد البوشواري، ثم على العلامة الولي الصالح الشهير سيدي الحاج محمد الحبيب البوشواري دفين تنالت، ثم على الفقيه سيدي ابراهيم بن مبارك الصوابي الوانتودني، في مدرسة إيكونكا، على مقربة من أيت باها، وبعدما نهل من العلوم والعرفان اتجه الى التدريس، وتعليم طلبته فشارط في مدرسة سيدي ابراهيم اوعلي بقبيلة أيت وادريم، ثم انتقل الى مدرسة إيكُونْكَا، ثم مدرسة أيت يعزى بأشتوكن أوزاغار، ثم عاد الى مدرسة إيكونكا، فمكث فيها حوالي سبع سنوات، وبعدها لازم زاويته في بيته بأيت باها، وأثناء ذلك كان يتولى الخطابة والوعظ والإرشاد بالمسجد المركزي بأيت باها، كما كان يسرد فيه صحيح البخاري في شهر رمضان المبارك، وبقي على حاله تلك قانتا تائبا عابدا عامرا لبيت الله الى أن وافته منيته سنة 1391 هـ موافق 1971 م، فدفن بجوار مسجده في أيت باها، وبنيت عليه قبة وهي الآن ماثلة للعيان أمام زوار صاحب هذا الضريح الطاهر، وهو شرف كبير لموسم أيت باها أن يكون هذا الولي الصالح إمام وسيد هذا البلد العريق.

لشيخ المصلح سيدي الحبيب التنالتِي، وما كان هذا كله ليكون لولا أن ساق الهدي الإلهي تلك الطائفة الصالحة من تلاميذه لإحياء ذكراه، فقد أحسنت صنعاً فِي فعلها ذاك، وسيشهد لها التاريخ المعاصر بذلك، فجزاهم الله خيراً وأحسن إليهم، وهم داخلون بلا شك تحت عموم قوله صلى الله عليه وسلم: “من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلَى يوم القيامة” وهي فِي الحقيقة ذكرى لمن كان له قلب، وطالما شغفَتِ القبائل الأخرى بمن هو دون سيدي الحاج الحبيب، لإحياء آثاره ونشرها، والاحتفاء بذكراه، لكن هذا فضل ساقه الله لأهل تنالت واختصوا به، دون غيرهم فكانوا أهلاً له.ولد رضي الله عنه في دوار آيت الطالب ابراهيم بآيت ملك قبيلة من قبائل هشتوكة , و أصل أبيه دوار تاغربوت بآيت فلاس قبيلة من قبائل آيت ودريم , ولكن جده انتقل إلى دوار أزمل بإدا ومحمد بقبيلة من قبائل هشتوكة أيضا ثم انتقل أبوه إلى آيت ملك حيث ولد الشيخ المترجم له , لأن والده الحاج ابراهيم تزوج أولا بإدا ومحمد وأنجب هناك أولادا منهم مولاي محمد وهو الذي ترك ابنين هما مولاي أحمد ومولاي سعيد وتوفي مولاي سعيد ولم يكن له عقب , و أما مولاي أحمد لا زال حيا و له أولاد و بنات وهو الوارث وحده للشيخ المترجم له , وهو المكلف بضريحه حاليا , ولما تزوج سيدي الحاج ابراهيم في / آيت الطالب ابراهيم / بأم الشيخ السيدة رحمة , وجد لديها بنات و أنجب معها ولدين الشيخ المترجم له سيدي محمد الحبيب و شقيقه سيدي الحاج الطيب , وتوفي الأب و تركهما يتيمين قبل بلوغهما , والحاج الطيب هذا كان عالما أديبا له قصائد ومحاورات بين آل الشيخ ماء العينين تخرج على يد أخيه الشيخ محمد الحاج الحبيب , ولما سافر إلى المشرق قاصدا أداء فريضة الحج توفي في المدينة المنورة حيث ظل محتفظا على عزوبته رحمه الله .الحمد لله وحده اللهم صلي على سيدنا محمد الحبيب , هذا تقييد أنساب شيخنا الحاج محمد الحبيب منسوخة من أصلها / شجرتهم / :

*** السيد الحاج محمد الحبيب بن الحاج ابراهيم بن الحاج عبد الله بن الحاج محمد . فتحا . بن احمد بن محمد بن السيد عبد الله بن السيد محمد بن أبي بكر المدفون تحت / الزبوج/ وهي شجرة أزمور / بالأمازيغية / بقرية آيت وغزان – بن امحمد بن يعقوب بن محمد بن السيد الحاج احمد المدفون في بلدة آيت وسوا بهلالة بن ابراهيم بن علي بن محمد -فتحا – بن عمر بن محمد بن موسى بن داود بن مخلوف بن هاشم بن علي بن عبد الرحمن بن أبي القاسم بن السيد مولاي الطيب الوزاني بن احمد بن محمد بن ادريس الذي دفن بفاس بن ادريس الكبير الزرهوني بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن سيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ورضي الله عنه آمين و نفعنا ببركاتهم و أرواحهم وببركة الجد الأعلى سيدنا محمد بن عبد الله رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم . قيده الفقير إلى ربه ابراهيم بن العربي التدماوي الملكي دارا .2

استقيت من كبار تلاميذ الشيخ سيدي الحاج الحبيب أنهم أقاموا مناسبة متواضعة لشيخهم حين لقي ربه قبل أربعين سنة، وحضر فيها تلاميذه وكبار أعيان قبائل تنالت وهم وقتها لا يتجاوزون المائتين على أقصى تقدير، ثُم اتفقوا فـي اجتماع بينهم بعد ذلك أن تُقام فِي العام المقبل ذكرى سنوية للشيخ، ومع اختلافهم أولاً فِي كيفية إقامتها، والترتيبات التِي ستَجري بها، ومن سيتولَّى الإشراف عليها لكنهم سرعان ما توحَّد رأيهم، واجتمعت كلمتهم على وضع الأسس الكبرى للسير العام لتلك الذكرى، ومنذ ذلكم الحين بدأت تلكم الذكريات تتوالَى إلَى الآن، وذلك شأن كل ما أسس على التقوى من الله ورضوان.

ثُم بدأت تشتهر مع مرور الأيام وانصرام الأعوام، فازدادت فيها عوائد حسنة، وآثار محمودة، وتقاليد مرضية، وينتقي لها المجلس العلمي المحلي لاشتوكة أيت باها علماء أكفاء، وصلحاء أتقياء لتذكير الناس بمناقب الشيخ وآثاره، وإرشادهم بما فيه صلاح دينهم ودنياهم، وسينظم ندوة في الموضوع نحت عنوان: أثر رجال التصوف في ترسيخ الأمن الروحي يؤطرها عدد من المرشدسن الدينيين فضلاً عن الإشراف على قراءة القرآن، والأمداح النبوية، ومختلف القصائد الأخرى التي جرى عمل السوسيين على إنشادها فِي مناسباتهم المختلفة.

حضر في هذه الذكرى هذه الذكرى أكثر من ألْفي شخص، علاوة على الوفود الرسمية، ومختلف الزوار من كل مناطق المغرب، وما من ذكرى والحمد لله إلا والتِي بعدها خير منها، سيما مع تشوق الكثيرين للسماع لكرامات الشيخ، وزهده وصلاحه ليزدادوا إيماناً، ومن ثَم يسعى المنظمون والمشرفون على الذكرى إلَى إبراز كفاحه فِي التدريس، ومقاومته ضد الاستعمار، فكانت كل آثاره وكأنها تدل عليه هناك.

فبعد التمهيد بحفريات عامة حول مجمل المراحل التاريخية للذكرى، لا بأس أن أُذَكِّر السادة القراء الأعزاء ببعض سيرة الشيخ سيدي الحبيب التنالتي، وامتداداته الصوفية التي من معينها شرِبْ، وكذا بعض شيوخه الذين أخذ عنهم عِلْمَيْ الظاهر والباطن، وتلاميذه الأحياء الوارثين لسره، والتذكير بالمدارس التي شارط فيها، وغير ذلك من الأمور المتعلقة بحياته رحمه الله.

منابع المشرب الصوفِي وأصوله عند الشيخ سيدي الحبيب التنالتِي: 

لا جرم أن الشيخ المربِّي سيدي الحاج الحبيب تربَّى على يد كبار مشاهير المتصوفين فِي عصره يتقدمهم والده سيدي الحاج إبراهيم البوشواري الدرقاوي، وعميد الناصريين في وقته الفقيه سيدي الحاج عبد الرحمن البوشواري المشهور بالحاج عابد –والِدُ الفقيه البركة سيدي الحاج محمد فقيه مدرسة أيت إعزا – والعلامة أبِي العباس الجشتيمي، وكذا الشيخ ماء العينين، بل أذن له الأخير لتلقين جميع أوراد الطرق الصوفية، وكان الشيخ ماء العينين يُـقَبِّل الحاج سيدي الحبيب بين عينيه كلما زاره كما أخبرنِي بذلك فقيه مدرسة أيت اعزا المرحوم سيدي الحاج محمد البوشواري.

فأنت ترى تعدد مشارب أولئك السادة الصوفية، لكن الشيخ سيدي الحبيب غرف من معينهم الروحي على قدر إناه، ومن هنا كانت تنشئته الروحية، ومنبع تربيـته الصوفية، فتأثر بهم غاية التأثر، وهكذا تدرج فِي مختلف المقامات زمناً طويلاً بِحكم كثرة المواظبة على الأوراد، ومجاهدة النفس، ونقاء السلوك، والتحلي بالزهد والورع، حتى انتهت إليه القطبية فِي زمنه، كما أجمع على ذلك من بعده من كبار الصوفيين، فأحرى بمن دونهم ممن لا يعتبر خلافهم في ذلك، وقديماً قيل: لو سكت من لا يعلم لقَلَّ الخلاف.

مشارطـاته: 

بعد أن تلقى الشيخ الصالح سيدي الحاج الحبيب العلم على عدد من الشيوخ ظهرت نجابته مبكراً وانفرد على كثير من أقرانه بجمعه -فِي نشأته العلمية- بين علمَيْ أسرار الحقيقة وفقه الشريعة، فاتجه بعد ذلك للمشارطة بعدد من المدارس الكبيرة كالمدرسة الهوزالية بقبائل إندوزال، ومدرسة تازمورت قرب تارودانت، ومدرسة أبِي الرجاء باشتوكة .

ثُم ألقى عصى التدريس بمدرسة تنالت سنين عدداً، رافعاً راية التربية والتعليم عالياً، فدرس عنده هناك أغلب طلبته، ما زالت آثارهم ترفرف فِي عدد من المدارس العتيقة والجوامع الكبرى بسوس وخارجه .

تلاميذ سيدي الحاج لحبيب:

تخرج على يد قطب وقته: الشيخ الصالح سيدي الحاج لحبيب عدد من الطلبة ممن نفع الله بهم البلاد والعباد، واستمروا على رسالة شيخهم ظاهراً وباطناً، أشهرهم من الأحياء: العارف بالله سيدي الحاج نْدَارْ وَمَانْ، والفقيه المصلح الحاج عبد الله أيت وغوري عميد مدرسة إداومنو، والفقيه البركة سيدي الحاج محمد البوشواري شيخ مدرسة أيت إعزا، والفقيه الصوفِي أحمد اليربوعي شيخ زاوية ومدرسة تراست العتيقة، والفقيه المفسر سيدي محمد الغالِي الدادسي شيخ المدرسة التنالتية حالياً، وآخرون يطول ذكرهم هنا عرضاً بَـلْهَ استعراضاً.

بيد أن المختار السوسي ذكر فِي موسوعته المعسول [الجزء 17 من الصفحات 286 إلَى 288] عدداً من تلاميذ الشيخ سيدي الحبيب وأوصلهم إلَى أكثر من ثمانين تلميذاً، غير أن أوسع إحصاء لتلاميذه على الإطلاق ما قام به الفقيه عبد الله موحتاين فِي كتابه: الرتائم الجميلة فِي ذكريات الحبيب الجليلة [ص 372 وما بعدها] إذْ أوصلهم إلَى 279 تلميذاً، وهم فيما أظن أكثر بكثير من العدد المذكور، ذلك أنِّي سألت عدداً من تلاميذ الشيخ الحبيب المباشرين عن تخميناتهم عن عدد تلاميذه بالكلية فأغلبهم يُوصل تلاميذه إلَى 500 وآخرون إلَى 700 طالب، ويغلب على الظن أن كِلا التقديرين صحيح وواقع، بل ومُـتَوَقَّع، لأن الشيخ سيدي الحبيب بدأ يُخَرِّج الطلبة منذ سنة 1340 هجرية إلَى وفاته فِي 26 محرم 1397 أي: 57 سنة متصلة فِي التدريس والتربية.

المصلح سيدي الحبيب التنالتي والاستعمار:

وهكذا ظل الشيخ العارف المصلح سيدي الحبيب التنالتي يشجع تلاميذه ومريديه سراً ضد الاستعمار حتى شلت حركة المحتل، وضعف أمره، فزلت أقدام جواسيسه بعد أن اعتقدوا ثبوتها، فما لهم فِي سوس بعد ذلك من قوة ولا ناصر، وتراجعوا إلَى معاقلهم لأنهم علموا إن أعادوا الكرة مَن أضعف ناصراً وأقل عدداً، فكان للشيخ دور هام فِي إزاحة المستعمر من سوس فِي عز قوته وجبروته يَحِقّ للسوسيين أن يتباهوا بضراوةِ جهاده ضد المستعمر، وبسالة دفاعه عن حوزة الوطن، خصوصاً عند مقارنته مع المجاهدين فِي سوس بشكل عام، وكبار المقاومين فِي المغرب بشكل أعم.   

يتبع


1 commentaire:

  1. ابراهيم احماد
    الله يرحمو
    · رد · مشاركة · 1 أ
    Abde Arkha
    ربي يرحمو رحمتا واسعتا أنك على كل شيء قدير
    · رد · مشاركة · 1 أ
    Mohmad Bolhawa
    الله لا إله الا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن رسول ألله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قالي ربنا اغفر لي خطيئتي
    · رد · مشاركة · 1 أ
    Hassan Lghzal
    lah irhmo
    · رد · مشاركة · 1 أ
    Hassan Boutaam
    رحمه الله

    RépondreSupprimer

'; (function() { var dsq = document.createElement('script'); dsq.type = 'text/javascript'; dsq.async = true; dsq.src = '//' + disqus_shortname + '.disqus.com/embed.js'; (document.getElementsByTagName('head')[0] || document.getElementsByTagName('body')[0]).appendChild(dsq); })();