القيادة التربوية ودورها في بناء الانسان الصالح
القيادة التربوية ودورها في بناء الانسان الصالح
من تقديم واعداد : الأستاذ الحسين البقالي
القيادة الناجحة تحرك الناس في الاتجاه الذي يحقق مصالحهم على المدى البعيد.
القيادة دور وعملية تهدف الى التأثير في الآخرين.
الشخص القيادي هو الذي يحتل مرتبة معينة في المجموعة ويتوقع منه تأدية عمله بأسلوب يتناسق مع تلك المرتبة. والقائد هو الذي ينتظر منه ممارسة دور مؤثر في تحديد وإنجاز اهداف الجماعة. والقائد الناجح هو الذي يقود نحو الاتجاه الصحيح فعلاً
وليس الشخص الذي يناور ليتزعم الناس.
وتعتبر القيادة الادارة الرئيسة التي من خلالها تستطيع المؤسسات تحقيق أهدافها وهي القادرة علي التنسيق بين العناصر المختلفة . ومن خلال ماسبق يتضح أن للقيادة دوراً هاماٌ في الأدارة وهذا الدور يبرز في الجانب الانساني أكثر منه في الجوانب الاخري . وتعمل القياة علي تحقيق التكامل بين الجوانب التنظيمية والانسانية والاجتماعية للعملية الإدراية .
وإذا نظرنا بعين جادة فإننا نجد أن القيادة لا يمكن أن تزدهر في فراغ حيث أكدت جميع نظريات القيادة الحديثة أن القيادة الفعالة هي أنتاج تفاعل القائد مع التابعين حيث يحتل القائد دوراً رئيساٌ في مسئولية عن انتاج الأفراد العاملين معه .
ومن هنا نجد أن القائد يقع علي عاتقه مسئولية تحقيق أداء يتسم بالكفاءة والفعالية وذلك بأقصي طاقة ممكنة وأقل تكلفة ممكنة .
أوامره بتعميم التعليم وجعله مجانياً وبني العديد من المدارس. ( يوسف حسن, 1423, 2002م).
- القيادة التربوية في الفكر الإسلامي:
لقد حدد الفكر الإسلامي في أساسه الديني ( حيث القرآن الكريم) المنطلقات الأولي للفكر التربوي , فقد وجدت التربية مع النظريات الأولي للإنسان فالله سبحانه وتعالي هو المعلم الأول ( وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين, قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ماعلمتنا)
ومن هذا المنطلق فإن مفهوم القيادة التربوية في الشرق الإسلامي كان على العكس مع مفهوم تربيه الغرب تماما فالإنسان المسيحي يعمل للآخرة وحدها أما الإنسان المسلم يعمل للدنيا وللآخرة , فالدنيا هي مزرعة المسلم فهو يزرع في دنياه ما يجني ثماره في أخراه ولذلك فإن القرآن الكريم الذي نزل علي سيدنا محمد كان معلناً بدء الرسالة وتعتبر شعارها في نفس الوقت ( أقرأ بإسم ربك الذي خلق ) كما كان أحاديث الرسول صلي الله عليه وسلم كلها تؤكد على العلم والحث عليه.
فالعلماء ورثة الأنبياء ومن هنا فإن قيادة التربية اللامركزية في بداية الأمر كانت تعليم المسلم نفسه بنفسه وأن يعلم الآخرين في حلقات المساجد.
وأتسمت الإدارة في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام بالبساطة حيث كان الرسول صلي الله عليه وسلم هو القائد ورئيس القادة كلهم وكان تعيين القيادات يقوم على التوثق من المهارات والنزاهة والإستقامة والشورى بالإضافة إلي تمتعهم بحسن الخلق وسعة العلم والجدارة والأمانة والقوة قال تعالي : ( إن خير من أستأجرت القوي الأمين)
وناقش كثير من العلماء إنشاء العديد من المدارس ومن هنا نجد أن من أهم النظريات القيادية في الفكر الإداري المعاصر والتي يتبناها الباحثون هي نظرية المدخل المشترك لكونه أقرب المداخل إلي المفهوم العام للمنهج الإسلامي وذلك فيما يخص توفر المقومات والعوامل الخارجية ( الموقفية والبيئية ) لظهور ونشأة القيادة ورغم هذا التوافق بين نظرية المدخل المشترك ومقتضي المفهوم العام للمقومات والشروط القيادية الإسلامية فإن هناك بعض الفروق والإختلافات ولعل من أبرزها: أن المدخل المشترك لم يحدد لنا تلك العوامل الخارجية غير الشخصية ( الموقفية والبيئية ) التي تسهم في ظهور وإستمرارية القيادة أو أختفاءها فهي عوامل غير واضحة متروك أمر تحديدها لطبيعة وظروف تلك المواقف البيئية المتغيرة والمتباينة ومع ذلك فإستمرارية أو عدم إستمرارية القائد يصبح رهناً بأي تغيرات موقفية وبيئية بينما نجد أن الشروط القيادية الإسلامية شروط ثابتة ومحدده وكلما كانت متوفرة ومتكاملة مع بعضها البعض فإن ذلك يؤدي إلي إستمرارية القائد في القيادة (يوسف حسن 1423هـ ؟ | 2002 م) .
يُكثر القرآن الكريم من ذكر يوم الحساب الذي يجب أن تكون صورته دائمًا أمام الأعين على نحو يؤدي بالإنسان إلى البعد عن الغفلة والطيش وتضييع الأوقات دون فائدة، قال تعالى: ﴿ لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ ﴾ [النساء: 114]، قال ابن عطية في تفسيره: « الضمير في "نجواهم" عائد على الناس أجمع، وجاءت هذه الآيات عامة التناول». وعندما يذم القرآن الحياة الدنيا مقابل الآخرة فإنما يذم ما فيها من اللهو واللعب والاستغراق في زينتها: ﴿ وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ﴾ [العنكبوت: 64]،
- المهارات الاساسية : ان نجاح القائد التربوى يتطلب توافر مجموعة من المهارات الاساسية التى تعد واجبة للادارى الناجح حيث يتوقف نجاح الادارى على مدى وجود وتوافر هذه المهارات ولا يشترط توافر هذه المهارات فقط بل لابد من قدرته على توظيفها عمليا اثناء ممارسته لاعماله وتعامله مع الاخرين .وهذه المهارات تتمثل فى :
- المهارات الفنية : ان هذه المهارات فهما ودراية وكفاية فى مجال معين من النشاطات المتخصصة كذلك التى تتصل بالاساليب والعمليات والاجراءات التعليمية التعلمية ووضع خطة لنظام الاتصال التربوى وتفويض السلطة وتنظيم الاجتماعات وادارة الوقت فمتى توافرت مثل هذه المهارات وتم توظيفها التوظف الامثل فانها بطبيعة الحال ستنعكس على الاداء الجيد والانتاجية داخل المؤسسة التربوية وهناك سمات وقدرات ترتبط بالمهارات الفنية للقائد منها قدرته على تحمل المسئولية وفهمه العميق للامور الى جانب الحزم والايمان بالهدف الذى يسعى من اجله ومن اهم هذه السمات الثقة بالنفس والقدرة على الانجاز والرغبة فى اداء الواجبات واتخاذ القرارات المناسبة وتقبل النقد والاعتماد على النفس وهذا لا يعنى ان يكون القائد متخصصا فى كل العلوم بل عليه ان يكون علم علم بشئ من هذه العلوم والمعارف الانسانية وان من اهم الخصائص المميزة للمهارات الفنية كونها اكثر تحديدا من غيرها ن المهارات الاخري من حيث وضوحها عند اداء القائد لعمله وتميزها بالمعرفة والمهارة فى تحليل وتبسيط الاجراءات عند انجاز العمل والقدرة على تحرى الفرص المناسبة للاتصال الفعال مع اطراف العملية التربوية وتقديم المعرفة لهم وتشجيع العاملين وحفزهم والثناء علي من يستحق منهم .
- المهارات الانسانية :
اذا كانت المهارة الفنية تعنى بفهم اساليب العمل واتقانه وفهم اجراءته ولوائحه فان المهارة الانسانية تعنى بدرجة كبيرة بفن التعامل مع الناس وتنسيق جهودهم وخلق روح التعاون الجماعى بينهم . وتعرف هذه المهارة بانها مقدرة المسئول التربوى على التعامل الفعال والسلوك كعضو فى جماعة وكعنصر فعال فى تنمية الجهود التشاركية ضمن الفريق الذى يتولى قيادته ويتصف القيادى المتمتع بمهارات انسانية متطورة بانه انسان يعرف نفسه ويعرف نقاط ضعفها وقوتها فهو مدرك لاتجاهاته ومسلماته واثق بمقدرته على التعامل مع الافكار وان القائد التربوى يفترض فيه ان يعيش هذه المهارات الانسانية بشكل يجعله جزء غير منفصل عن كيانه وعليه ان يجعل من نفسه قدوة ومثلا يحتذى به .
ان الانسان دائما بحاجة الى الاشادة بجهوده وابراز انتاجه وتقبل اقتراحاته وتشجيع اتجاهات الابداع والابتكار لديه مما يدفعه للتقدم والانجاز وللعلاقات الانسانية ثلاثة اهداف هى :
تحقيق التعاون والمشاركة مع العاملين
حفز الافراد على العمل
اشباع حاجات الافراد الاقتصادية والنفسية والاجتماعية
وتتطلب المهارة الانسانية ان يكون القائد مدركا بوعى لميول اتجاهات العاملين ومتقبلا لاقتراحاتهم لاظهار روح الابتكار لديهم وباعثا على الاطمئنان وملبيا لطلباتهم واشباع حاجاتهم ومتفهما لمشاعر العاملين وثقته بهم .
وجود قدر معين من الخصائص المكتسبة كالقدرة على الإقناع والاتصال و الإحاطة بجوانب الأمور قبل البت فيها، والقدرة على إيجاد الحلول للمشكلات والثبات في مواجهة الأزمات .
توافر الجانب الأخلاقي في القائد الإداري ، وذلك باتصافه بالصبر والأمانة والشرف والنزاهة، الإخلاص والتفاني في العمل، حتى يصبح القدوة الحسنة لجميع العاملين في المنظمة.
تفهم السياسة العامة والأهداف العامة والعمل على تحقيقها ومراعاة المصلحة العامة .
توافر قدر معين من المعارف والمهارات والخبرات المتعلقة بالعمل الذي يتولى قيادته .
يتبيع
Aucun commentaire