اساتذة وباحثون بأفران الأطلس الصغير حول التراث اليهودي بالجنوب المغربي
من اعداد الاستاذ : الحسين البقالي
على ضفاف وادي ايفران الاطلس الصغير استقرار اليهود اول مملكة يهودية بالمغرب
استقر اليهود في البداية في مغارات على ضفاف وادي ايفران، وبعد أن حصلوا على موافقة السكان الامازيغ شيدوا حيا سكنيا خاصا بهم أي الملاح.. بعد استقرار اليهود في دوار «السوق أوفلا»، شرعوا في بناء مكان للإقامة وللعبادة. وبني الملاح بطرق تقليدية، فالخشب جلب من غابة للعرعار في دوار تسكلا قبل أن تنقرض حاليا. ومن حين لآخر كانت تنشب احتكاكات مع السكان الأصليين .. وبعد صدامات دامية هاجر جزء من يهود افران نحو دوار اكماض، حيث تشهد مقبرة يهودية قديمة على هذا التواجد المحدود….
في بعض الفترات التاريخية منعت الطائفة اليهودية من دفن موتاها في مقبرة الأجداد، التي تلقب ب «معرة» وهو الاسم الذي يطلقه اليهود المغاربة على المقابر، سواء كإجراءات للنكاية والمضايقة من جانب المحليين، أو بسبب بعض الصراعات المستمرة بين اليهود والسكان الأصليين، مما يجعل خروج أي يهودي من الملاح محفوفا بالخطر.. لم يجد اليهود أي حل سوى إنشاء مقبرة مؤقتة داخل الملاح في مكان يدعى «لمكيرة» حيث يوجد تل يضم سبع طبقات للقبور.. استمر الوضع حوالي قرن ونصف. واندلعت لاحقا صراعات بين اليهود والقبائل الامازيغية مما خلف هجرات جديدة لجزء من اليهود نحو اكركار بايت جرار بتغجيجت حوالي 5663 حسب التقويم العبري ثم إلى تيزنيت حوالي 5670 حسب التقويم العبري.. وفي خضم الحروب الداخلية بين السكان المحليين واليهود تعرض الملاح لأعمال النهب والسلب، حيث تعرضت الممتلكات والكتب إلى التخريب.. وآخر نهب للملاح وقع خلال حرب ايت ميزال وهيلالة، حيث تم تدمير العديد من رقوق جلد الأغنام التي تحوي نصوص مقدسة وتاريخ الطائفة اليهودية
إفران الأطلس الصغير (إقليم كلميم) – دعا أساتذة وباحثون، اليوم السبت بإفران الأطلس الصغير (إقليم كلميم)، إلى تثمين التراث اليهودي بالجنوب المغربي، باعتباره ثروة حضارية وثقافية تشهد على تفرد تجربة المملكة في مجال تعايش الأديان والثقافات.
وأبرزوا، خلال ندوة نظمتها العصبة المغربية لحقوق الإنسان حول “التراث اليهودي بالجنوب المغربي”، أن هذا التراث، الذي لا يزال قائما في شكل مدافن وأحياء ومآثر ومواسم وما شابه ذلك، رمز دال على التعايش بين الأديان بالمغرب.
وفي هذا الإطار، اعتبر أستاذ التاريخ بجامعة ابن زهر بأكادير، عبد الله استيتيو، أن المغرب يمثل تجربة فريدة في العالم الإسلامي من حيث الطريقة التي تعامل بها مع فسيفساء مكوناته الاجتماعية.
ودعا إلى ضرورة الحفاظ على هذا الموروث والعمل على تثمينه عبر مداخل مختلفة نظرا لأهميته في تاريخ وحاضر المملكة، مبرزا أنه تعبير تاريخي عن قرورن من التعايش والتسامح ونبذ العنصرية والفرقة. من جانبها، قالت السيدة لطيفة الوحداني، العضو بمجلس جهة كلميم – واد نون، “إننا أمام موروث ثقافي غني ومتنوع يتجلى في مآثر ومدافن وحرف اختص بها اليهود” وصارت جزء من مناخ التعايش والتعدد الثقافي بالمغرب ورافدا من روافد ثقافة المملكة. وحثت السيدة الوحداني على العمل على تثمين هذا التراث من خلال التنمية السياحية، وبذل جهود أكبر للتعريف به وبمميزاته وخصائصه والحفاظ على شواهده.
من جهته، قال رئيس العصبة الأمازيغية لحقوق الإنسان، أنغير بوبكر، إن الهدف من هذه الندوة هو فتح النقاش حول سبل حماية وتثمين التراث اليهودي بجنوب المغرب نظرا لمكانته ضمن الحضارة المغربية.
وأضاف السيد بوبكر، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن تنظيم هذا
اللقاء يأتي أيضا بالنظر لأهمية البعد العبري واليهودي في دستور المملكة الجديد، مبرزا أن العصبة تروم من خلال هذه الندوة إعادة الاعتبار لهذا الموروث الثقافي والحضاري وتعريف الطلبة الجامعيين بما تزخر به منطقة إفران الأطس الصغير من تراث وتاريخ زاخرين.
وحضر طلبة جامعيون وفاعلون محليون أشغال الندوة، التي نظمت بتنسيق وتعاون مع وزارة الثقافة والشباب والرياضة –قطاع الثقافة، وجامعة ابن زهر بأكادير.
Aucun commentaire