في كل عام من شهر مارس الفلاحي يقام موسم تاعلات في أول يومي اربعاء وخميس فيه، وهو نسبة للولية الصالحة السيدة للا فاطمة بنت محمد المعروفة بـ “للا تاعلات” : صالحة عابدة رابعة زمانها، من قرية إيمي نتاكاض وتنتمي الى أيت علا بقبيلة تاسكدلت بإيلالن، عمت شهرتها بلاد سوس، وشهد لها أكابر العلماء وأهل الخير والدين بالصلاح والولاية، وعلى رأسهم العلامة سيدي امحمد بن صالح المعطي البوجعدي، الذي راسلها طالبا دعاءها، وعليها مشهد كبير يقام حوله موسم سنوي كل بداية شهر مارس الفلاحي ايام الاربعاء والخميس ويختم بالدعاء في يوم الجمعة، وهو موسم متوارث منذ أن كانت على قيد الحياة حيث يقصدها الناس آنذاك لصلاة الاستسقاء في سنوات الجفاف في شهر فبراير، وقد توفيت سنة 1207 هـ وكانت معمرة ومسنة حيث عاشت قرنا كاملا، حتى تجاوز عمرها أكثر من 110 سنوات.وكانت معاصرة للسلطان مولاي اليزيد العلوي الذي توفي قبلها سنة 1206 هـ، وبعد وفاتها بنى القائد الحاج احمد إكني الحاحي – قائد تارودانت وتيدسي ضريحا على قبرها سنة 1255 هـ، وذكرت كتب التاريخ التي تناولت سيرة هذه المرأة الولية المشهورة بسوس ب«تعلات» أن اسمها الحقيقي هو فاطمة بنت محمد، هلالية الأصل، من بني عبلي، وبنو عبلي فرع من بني الحسن الذين ينتهي نسبهم إلى عبد الله بن جعفر. وكانت معروفة بلقب «رابعة زمانها» نسبة إلى رابعة العدوية بمصر التي عرفت بزهدها وتقواها وصلاحها. وصفت السيدة «تعلات» من طرف من أرخوا لسيرتها على أنها: «عالمة عجيبة الحال، من الصالحات القانتات الصابرات الخاشعات، الذاكرات لله كثيرا، العابدات. انتشر صيتها، وعم بلاد سوس والغرب، وأثنى عليها الناس، ذاع ذكرها بالولاية والصلاح عند الخاصة والعامة، وتحكى عنها كرامات كثيرة، وشهد لها بذلك أكابر العلماء العاملين وأهل الخير والمحبة والدين. قال عنها الفقيه محمد بن أحمد البوقدوري: «ومن كرامات هذه الولية الصالحة أن الفقراء الناصرين يزورونها كل عام في أول فبراير، فإن أجدبت السنة صلوا صلاة الاستسقاء، وإلا فلا. وكانوا يبيتون فيها ليلة الجمعة، ويحيون تلك الليلة بالذكر والمذاكرة..كما يحكى أن السيدة تعلات كانت متزوجة برجل من أيت علا وعقد نكاحها مؤرخ تأريخا عجيبا، ففي أسفل وثيقة نكاحها كتب: «انتهى في اليوم الثاني عشر من الشهر الثاني عشر من العام الثاني عشر من القرن الثاني عشر من الهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام. ومما حكاه الرواة عن زوجها، أنه كان على خلاف فقهي كبير معها خاصة فيما يتعلق بجواز التوسل بالأولياء ساعة الشدة والكرب، حيث يحكى أنه حين أراد أن يسافر زوجها إلى الحج، خاطبته السيدة تعلات: «إذا هاج البحر واشتدت الرياح، ولم تستقر السفينة، فنادني باسمي، فنهرها ولم يبال بكلامها، وحدث أن اشتد بهم البحر والريح ذات يوم، وتلاطمت الأمواج، وأيقنوا بالغرق، ثم تذكر تلك الكلمة التي قالتها له زوجته، فناداها باسمها، فهدأت أمواج البحر، حتى قطعت بهم السفينة بلا مشقة ولا محنة. وذكر الفقيه البوقدوري ايضا أن السيدة تاعلات تركت قصائد شعرية أمازيغية سوسية، في موضوع التوسل والإرشاد ومدح الرسول صلى الله عليه وسلم، ومنها هذه المنظومة الرائعة المنقولة من رسالة للباحثة الأستاذة خديجة كمايسين، وفيها حوالي 50 بيتا شعريا، وفيما يلي مطلع هذه المنظومة: أصالي على محمد الرسولي * * * إيهوزا إيكنوان إيهوزا العرشي إيهوزكن أيا حبيب الرسولي * * * نوزن تيبراتين أيي داك تلكمي أويدا رانين نرا أداون إينيخ * * * إيدا الواصيات أمودو نراتي أتامنم سربي دنابينخ أوري * * * لي ماتيلكمن نتان أداون مليخ ويقام قرب ضريحها موسم ديني يحضره جم غفير من الأئمة وحفظة كتاب الله، وأما تاريخ تأسيسه، فقد أسس عام خمسة وخمسين ومائتين وألف من الهجرة، من طرف القائد المسمى الحاج أحمد إكني الحاحي الذي نزل بتارودانت وتدسي، حيث لاتزال أطلال داره باقية بتدسي. وعلى هذا فقد كان بين موتها وبين تأسيس موسمها 48سنة. ومنذ تأسيسه وهو يشهد تدفق أعداد كبيرة من حملة الكتاب يأتون إليه من كل فج عميق، ويعكفون على قراءة القرءان ليلا ونهارا، لا سيما ليلة الجمعة، فإنهم يحيونها بتلاوة القرءان من صلاة العشاء إلى صلاة الصبح، وهي طريقة مشهورة بسوس لقراءة القرآن بشكل جماعي. قال عنها العلامة الحضيكي : اسمها فاطمة بنت امحمد نيت واعلا الهلالية، وأصلها من قرية إيمي نتاكاض، وتنتمي الى بطن أيت عبلي وهم فرع من أيت الحسن المنحدرين من أيت تاسكدلت، وهؤلاء ينتمون الى بني ظريفة الايلالن، وكانت رابعة زمانها، عالمة عجيبة الحال، لها شهرة الى ما وراء حوز مراكش، وكانت من الصالحات القانتات الصابرات الخاشعات الذاكرات الله العابدات، وقد انتشر صيتها وعم بلاد سوس والغرب، وأثنى عليها الناس، وفشا وذاع ذكرها بالولاية والصلاح عند العامة والخاصة في جميع الناس، وتؤثر عنها كرامات، وشهد لها بذلك كله أكابر العلماء العاملين، وأهل الخير والمحبة والدين، ومنهم الشيخ الامام العالم سيدي امحمد بن صالح المعطي البوجعدي، كما كان يراسلها بعض أكابر تلك الجهات، وكات متزوجة برجل من أيت علا وعقد نكاحها مؤرخ تأريخا عجيبا وفي خاتمتهحرر في اليوم 12 من الشهر 12 من العام 12 من القرن 12 الهجريوقد توفيت سنة 1207 هـ أي بعد وفاة السلطان المولى يزيد العلوي بسنة واحدة والذي توفي قبلها سنة 1206 هـ، وكانت معمرة ومسنة حيث عاشت قرنا كاملا، حتى تجاوز عمرها أكثر من 100 سنة.” (منقول)
موسم تاعلات مناسبة دينية في الجنوب المغربي
Reviewed by
اخبار وثقافة الجنوب المغربي
on
mars 19, 2016
Rating:
5
';
(function() {
var dsq = document.createElement('script'); dsq.type = 'text/javascript'; dsq.async = true;
dsq.src = '//' + disqus_shortname + '.disqus.com/embed.js';
(document.getElementsByTagName('head')[0] || document.getElementsByTagName('body')[0]).appendChild(dsq);
})();
Aucun commentaire