اخر الأخبار

البقالي : علاقة الزاوية البقالية بالمخزن

 


 

  علاقة الزاوية البقالية مع المخزن

  
لم تكن زاوية الحرائق من الزوايا التي كانت دائما موالية للمخزن أو معادية له ، بل كانت مواقفها دائما متأرجحة، حيث كان أولاد البقال دوما يقدمون الولاء و الطاعة للملك الجديد إذا كان ذلك بموجب شرعي وفق ما تقتضيه شروط البيعة الصحيحة في الإسلام. أما إذا كانت بيعته تخالف الشرع و ضد مصلحة الوطن فإنهم يعارضون ذلك بكل جرأة و شجاعة.

لقد كان سيدي علي الحاج تربطه علاقة وطيدة جدا مع المخزن السعدي و خير دليل على ما ذكر صاحب " الدوحة " ابن عسكر بقوله: " ... و زاد من نفوذ زاوية الحرائق ما كان لها من حظوة لدى السعديين لمساندتها لدعوتهم، و كان سيدي علي الحاج قد وفد على السلطان الغالب مرتين. فقام بحقه أحسن قيام. و خرج إلى لقاءه بظاهر فاس. و قضى حوائج الناس على يديه..."[1] من خلال هذا النص نستشف المكانة السامية التي حظي بها هذا الولي الصالح من لدن هذا السلطان السعدي، غير أن هذا الود و الصفاء بين المخزن و زاوية الحرائق سرعان ما سينجلي و ذلك مباشرة بعد تولي سيدي محمد الحاج ابن سيدي علي الحاج شؤون زاوية أبيه. و للإشارة فقط أن سيدي محمد الحاج كان من اكبر مناصري الحكم السعدي في الشمال. بل أكثر من ذلك كانت تربطه بالسلطان محمد الشيخ صلة القرابة حيث كانت أم السلطان السيدة شهبونة خالة سيدي محمد، غير أن صلة القرابة هاته لم تمنع هذا الوالي الصالح من كتمان كلمة الحق. فقد كان السلطان السعدي محمد الشيخ ينوي تسليم مدن القصر الكبير و العرائش و أصيلا للنصارى، لكن هذا الموقف كان يتعارض مع مواقف سيدي محمد و مع طموحات الشعب المغربي.

و قد كان إقدام الشيخ المأمون السعدي على تنازله للإسبان عن العرائش، و ذلك بعد انهزامه في فاس أمام أخيه زيدان و فراره إلى العرائش، و من ثم عبوره الضفة الأخرى إلى " طاغية الإصبنيول – فيليب الثالث – مستصرخا به على أخيه زيدان و ضامنا له عند انتصاره إعطاءه العرائش، السبب المباشر في تأزم العلاقات بين الطرفين.

و الغريب في الأمر أن عددا مهما من العلماء المسلمين أفتوا بجواز تسليم الشيخ المامون السعدي مدينة العرائش للإسبان، مستدلين على ذلك بأن فداء المسلمين سيما أولاد أمير المسلمين من يد العدو الكافرة يجوز تسليمه بلد من بلاد الإسلام، و من المؤكد أن هذه الفتوى الغريبة جاءت تحت الضغط و الخوف على أنفسهم من بطش و سطو المامون، غير أن القليل من العلماء لم يوافقوا على هذا الرأي و اكتفوا بالفرار دون إبداء الرأي الصائب، و من هنا برزت الشخصية المجاهدة البقالية رمز الوطنية الصادقة، ألا و هي شخصية سيدي محمد الحاج الأغصاوي الذي أنكر علانية تصرف المامون و فعله هذا، و قد حاول "علي" أخ سيدي محمد الحاج الإعتذار للسلطان من تصرفات أخيه الذي وصفه بأنه مجدوب تغلب عليه الأحوال، و من كان فب هذا الوضع لا يصح مؤاخذته، و كان يحاول بهذا التصرف أن يطفئ غضب السلطان خاشيا بذلك من أن يصيب أخاه بأدى، غير أن إصرار سيدي محمد الحاج علي الجهر بكلمة الحق و نصرة الوطن كانت فوق كل اعتبار، حيث رد على ما كتبه أخوه للسلطان برسالة صريحة صارمة، شديدة اللهجة، اعتبرت من أشهر الرسائل الجريئة المعارضة لتصرفات السلاطين الطائشة و المتهورة عبر التاريخ المغربي.

و إليك نص الرسالة بلفظها و نصها:


«أما بعد، فما كتب لك به أخي سيدي علي بعضه حق، و بعضه كذب، فبأي موجب قلعت محلتك من سلا و أتيت مهر و لا لهتك حرمة الإسلم، أتعين لك نفع في عبادة الأوتان و الأصنام، و الله ما تبدل دينب لا أنت و لا أخي سيدي علي قل ما يكون لي أن أبدله عن تلقاء نفسي و قد ربطت على نفسي عقد المنع بأعظم الإيمان الذي تعهده مني أنت و غيري، و الله لا وافقتك أنت و لا أخي و لا أبي لو كان في أمر لم يأمر به الله و رسوله، و قد وجب علينا الغيرة على الإسلام و النصرة لأهله على الملة الإسلامية، و النظر لهم خلعا و إثباتا فإن عشنا فنعم البضاعة و إن متنا فبيننا و بين الجنة ساعة فالله لو وصلت إلى ثغر تطوان إلا و لقيتك بالله و رسوله حمية على الملة الإسلامية حتى تسمع مني ما قال فيه سيدنا محمد صلى الله علية و سلم"معظم الدين النصيحة" و ماذا رأيت مناقط في جانبك أولا و آخرا، و الآن لا أرى لك عهدا و لا عهده، بل الوجود كله يخاطبني باللعنة الصريحة بسبب خلطتك فالحمد لله الذي قلب قلبي عن محبتك فلعله أراد بي خيرا لأني وصلتك في الله و قطعتك في الله لم أخشى في الله لومة لائم و ليس محمد بقائم و الموت محيط بكل أحد قنطرة بين دار البقاء ودار الفناء فإن لقيت الله و هو راض عني فلا أبالي بما ألقى قبل لقاء الله، نعم لو بعثت أربعة رجال من سلا بما ظهر لك لوقع الكلام مع الناس، و يتفاوضون في النظر، لكن الحاضر بغير ما سولت لك نفسك إنك تسمع كلام من لا خلاق له كأن الخلق ليس لهم خالق و ليس لهم غافر، و أنك أحطت بجميع الخلق و انفردت بالإيجاد، و الإعدام له فإن أردت قبض أرواحهم فافعل، و إن كنت تقتل و الله يغفر فلا فائدة في قتلك إذ الموت سبيل مسلوك ينتهجه المالك و المملوك، فأنا اليوم و أنت غدا و عند ربكم تختصمون فكيف يا مخذول تسلم للنصارى دمرهم الله حصون المسلمين و معاقيل الدين و المساجد الذي يعبد الله فيهم كتابه و انتصبت محاربهم لقبلة الإسلام و ما يمنع النصارى أن يجعلوه أروية لدوابهم إن ملكوها و كيف النسبة للإسلام ممن لا ينصر شرائع الدين و لو كان الخير فيك كل من كلمك في أمر محمد تقول له بدل هذا الكلام عني، أنا أعرف به منك لكان أسلم لك من هذا
الخوض، لكن انطمست بصيرتك عن منهاج الحق، و لو كنت مصاحبا للعلماء أهل الورع و الدين يقتدى بهم دنيا و أخرى لحسنت سريرتك و سريرة تابعيك الآن و محمد حر لله ما كان و لا يكون عليه ملك لأحد قل فالله الحجة البالغة فلو شاء لهداكم أجمعين، و من أسر سريرة كساه الله رداءها و السلام على من اتبع الهدى و صلى الله على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم تسليما هاجل الأخيار مات بالسيف و أنا ملحق بهم و السلام ».

الملاحظ من خلال هذه الرسالة، أن سيدي محمد الحاج كان متفقها في الدين له غيرة إسلامية و دراية واسعة بالكتاب و السنة، و لم يكن مجدوبا كما ادعى أخوه و عددا من المؤرخين الموالين للمامون بل كان رجلا عالما عاملا، يخشى ربه و يأمر بالمعروف و ينهى عن المنكر. و قد استند سيدي محمد الحاج في معارضته هاته إلى الحديث النبوي الشريف الذي أخرجه البخاري، أن النبي عليه أفضل الصلاة و السلام قال إن الدين النصيحة. قلنا لمن يا رسول الله؟ قال: لله و لكتابه و لرسوله و لأئمة المسلمين و عامتهم) و قد زاد سيدي محمد الحاج لفظة معظم الدين النصيحة كالإشارة لما اشتمل عليه هذا الحديث من أمور الدين التي هي من المهمات فهي من مهماته.

غير أن إجهاره بالحق أفضى به إلى مقتله، و بالتالي فقد فاز بالشهادة لقول الرسول عليه أفضل الصلاة و السلام: (أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر) أخرجه الترميذي و أبو داوود.

غير أن ظروف مقتله اختلف فيها المؤرخون اختلافا كبيرا إلا أن صاحب "جوهر الكمال" رجح أن تكون الرواية التي رواها له أحد فقهاء بني حسان هي الأصح و الأقرب إلى الصواب، بحيث تقول الرواية:"أن قبيلة بني حسان و القبائل المجاورة، منها زاوية الحرائق، قد ناصروا سيدي محمد الحاج و دافعوا عنه، و خاضوا معه معارك ضاربة ضد جيوش السلطان و قد استمرت هذه المعارك زهاء سبع سنوات، و حينما تيقن سيدي محمد من دنو أجله و أن الناس يسقطون من أجله بكثرة، سلم نفسه للسلطان، فقتله السلطان عام 1017 هـ/1605م"[1] و الدليل على صحة هذه الرواية هو ما جاء في رسالته "لو وصلت تطاون إلا لقيتك بالله و رسوله حماية للكلمة الإسلامية و غيرة على لأمة المحمدية". و هناك دليلا آخر هو ما أورده المهدي الفاسي في "ممتع الأسماع" من أن الشيخ المامون "أنفذ إليه جيشا فاتوا به، و قتل صبرا فمات شهيدا رحمه الله تعالى"[2] فإرسال الشيخ المامون السعدي الجيش إلى سيدي محمد الحاج يعد خير دليل على أنه كانت هنالك مواجهة مسلحة بين الطرفين. .
كما أن مكان قتله قيل فيه الكثير، فهناك رواية تقول بأنه قتل بقبيلة بني حسان في محل يعرف حتى الآن ب:"وطا سيدي محمد الحاج"[1]، هاته الرواية تستند إلى رواية أحفاد سيدي محمد الحاج الذين يؤكدون أن مقتله كان بقبيلة بني حسان، و هناك رواية أخرى تقول إن مقتله كان بمدينة فاس عاصمة الدولة السعدية آنذاك، و لما علم رجال بني حسان بمقتله سارعوا إلى فاس بغية نقل جثته إلى قبيلتهم، لكن أهل فاس لم يدلوهم على مكانها و رغبوا في أن يدفن بينهم، و هذا خير دليل على حب أهل فاس لهذا الولي الصالح و احترامه و تقديره على معارضته تلك، و استيائهم من تصرف الشيخ المامون السعدي، و لم يعثروا رجال بني حسان سوى على رأسه الذي دفنوه بقبيلتهم، و لهذا السبب لقب سيدي محمد الحاج ب: "أبي قبرين" أي له قبر بفاس و بالضبط باسويقة بن صافي بالطالعة الصغرى حيث أحاطه أهل فاس بمختلف أصناف التجلة و التوقير، و وضعوا له سياجا خاصا، و قبر آخر ببني حسان.

و لم تزد هذه الواقعة شرفاء أولاد البقال و زاويتهم الحرائق إلا المزيد من التبجيل و الاحترام و التوقير.

و لم تكن هذه هي المرة الوحيدة الذي عارض فيها أحد الشرفاء البقاليون الحكام و إنما كانت هناك معارضة أخرى من طرف العلامة المولى الطيب البقالي الذي عارض المولى سعيد العلوي عندما طالب أهل تطوان من أن يبايعوه، غير أن السيد الطيب البقالي عارض ذلك، قائلا له:«لا نبايعك، فقال له، لماذا؟ فقال: لأن بيعة عمك مولانا سليمان في أعناقنا، و لا يحل لنا عزله بدون موجب شرعي»[2] فقبض عليه و أودعه السجن مع بقية علماء تطوان المعارضين، ثم جاء المولى سليمان العلوي إلى الحكم فأطلق سراحه، و عرض عليه قضاء تطوان، فأبى الشريف البقالي و فضل الاشتغال بالعلم على عادة أجداده. و من خلال ما تقدم يتضح بجلاء أن شرفاء أولاد البقال، كانت لهم شيمة أخرى تنضاف إلى شيمهم العديدة، و هي أنهم يبدون فائق الإخلاص و الاحترام و الطاعة للسلطان إذا كانت بيعته مشروعة، أما إذا كان هناك تحايل أو فساد في السلطان فإنهم يكونون هم السباقون إلى المعارضة و العصيان.

لقد لعب أولاد البقال دورا كبيرا في الحياة السياسية، و يتجلى ذلك بوضوح من خلال استعانة المخزن العلوي بهم لإخماد نار الفتن و الحروب بين القبائل المتطاحنة فيما بينها، حيث أشارت المصادر التاريخية في هذا الصدد إلى أنه وقعت فتنة بين أهل وزان و بني مستارة، و لإخماد هذه الفتنة استعان المولى عبد الرحمن العلوي بالشرفاء البقاليين، مستغلا النفوذ الكبير الذي كانوا يحظون به داخل القبائل، و طلب منهم التدخل لفك النزاع بين الطرفين، فقد أرسل في هذا الموضوع كتابا عام 1284 هـ/1877 م


جاء فيه:«ساداتنا أولاد البقال الأخيار، آل زاوية فيفي و الحرائق كبيرا وصغيرامن غير
تخصيص، سلام الله عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته، بوجود مولانا أيده الله و نصره، و بعد، فقد سمعنا ما وقع بين بني مستارة و البركة الحاج عبد السلام ولد سيدي الحاج العربي، و ساءنا ذلك غاية فنحييكم، و بالفضل منكم أن لا تقصروا في إصلاح ذات البين و إخماد هذه الفتنة كما هي عادة أسلافكم المتقدمين من السعي و الصلاح...».

كما برز دور الشرفاء البقاليين أيضا في عهد المولى الحسن الأول، حيث برزت على الساحة السياسية شخصية بقالية أخرى لها شأن كبير و كلمة مسموعة ألا و هي شخصية الشريف عبد السلام البقالي، الذي كان مستشارا للسلطان و كانت كلمته لا ترد يهابها جميع ولاة الأمور في المملكة، و كانوا يسعون جاهدين للتقرب منه، و عن هذه الشخصية يقول عبد الوهاب بن منصور:" ... إن الفقيه عبد السلام بن علي البقالي من الشخصيات المغربية الأطهار، التي كان لها تأثير على السلطان و بطانته و رجال مخزنه، فكان الوزراء و الكتاب و الولاة و الأمناء يتقربون و يتنافسون إلى جلب مرضاته و التماس صالح دعواته..."[2]، و تقديرا للخدمات التي أسداها هذا الشريف البقالي للبلاط الملكي أصدر السلطان المولى الحسن الأول ظهيرا يمنحه فيها دارا بالعرائش تكون ملكا له و حرما ءامنا و زاوية و ملاذا لآل البقال.

و هكذا عاملت الدولة العلوية شرفاء أولاد البقال بنوع خاص من الاحترام و التقدير و يتجلى ذلك من خلال ظهائر الاحترام و التوقير التي كانوا يقدمونها لهم و التي سنقدمها كاملة في ملحق هذا البحث، و مع ذلك لا بأس من تقديم إحداها و إدراجها في هذا المبحث تعميما للفائدة، و يتعلق الأمر بظهير شريف أصدره السلطان سيدي محمد بن عبد الله لفائدة الشرفاء أولاد البقال مؤرخ في 21 شوال عام 1203هـ/1789م جاء فيه بعد الحمدلة و التصلية:

«جددنا بحول الله و قوته، و شامل يمنه و بركته، لحملته الأكرمين الشرفاء الأمجدين، أولاد الولي الصالح سيدي يخلف البقال، نفع الله به، حيث ما كانوا و سكنوا جبلا ورطا أننا أبقيناهم على عادتهم المألوفة المعروفة لهم من التوفير و الاحترام و الرعي المستدام، كما كان


.


يوقرهم و يعظمهم سيدي مولاي إسماعيل رحمه الله و سيدنا الوالد قدس الله روحه، و بيدهم ظهائر الأسلاف المتقدمين لظهور مسكنتهم و محبتهم الصالحة الطيبة و ولايتهم النيرة، فيعمهم ما يعم السادات الأشراف من الأجلال و الأعظام، و قد حررنا لهم ما يليق بمدشرهم من مصالح أهل الحرف المهمات لصالح المساكين، كالحداد و النجار و الحجام الذين بزاوية سيدي علي الحاج البقالي بالحرائق من قبيلة اغزاوة.

و السلام، في إحدى و عشرين من شعبان عام 1203».[1]

كما كانت كلمتهم مسموعة، و لها صدى في آذان السلاطين العلويين، الذين كانوا يصغون لشكواهم، و يلبون رغباتهم، و يتضح ذلك من خلال الشكوى التي قدموها هؤلاء الشرفاء للمولى عبد الرحمان في حق السيد المفضل بن المختار الذي كان مقيما على شؤونهم، و بمجرد توصل السلطان العلوي بشكواهم بادر إلى عزله، و ذلك رفعا للضرر و تلبية لمطلبهم، و فيما يلي ظهير عزله:«الحمد لله وحده و صلى الله على سيدنا محمد و ءاله و صحبه و سلم تسليما... أحباءنا الأخيار السادات أولاد البقال وفقكم الله و سلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته، أما بعد:

فقد بلغنا كتابكم على يد خالنا القائد عبد السلام بن عبد الكريم شاكين لما لحقكم من ضرر الشيخ المفضل بن المختار، فاعلموا أن جماعتكم كانت وردت صحبته لحضرتنا الشريفة و طلبوا نصب رجل، فقدمناه على شرط حسن السيرة و ترك الطمع...».[2]

أما بخصوص خطة القضاء في قبيلة اغزاوة فقد كان المخزريف يتعلق بتعيين أحد القضاة البقاليين ألا و هو السيد عبد الله البقالي بمنطقة فيفي و الحرائق و نواحيهما و نصه: «الحمد لله و صلى الله على سيد
ن العلوي يتعمد تعيين قضاة من الشرفاء البقاليين أنفسهم، و ذلك لدرايتهم بأحوال الناس و لحسن سيرتهم في مجال القضاء و لمروءتهم، و فيما يلي ظهير شنا و مولانا محمد و ءاله و صحبه و سلم و كافة شرفاء أولاد البقال، السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته، بوجود مولانا أيده الله و نصره و بعد: فقد ولينا في تلكم النواحي على خطة القضاء الفقيه سيدي عبد الله بن أحمد البقالي و أوصيه أن يحكم بمشهور مذهب مالك... ».[1]


و لفظة "سيدي" التي ميز بها السلطان القاضي الجديد لها عدة دلالات و أقل ما يمكن قوله هو أن السلاطين العلويين كانوا يكنون فائق الاحترام و التوقير لشرفاء أولاد البقال، و ما للظهائر العديدة التي بحوزة هؤلاء الشرفاء إلا دليلا واضحا على هذا التبجيل.

و قد حظيت قبيلة اغزاوة و المناطق المجاورة بشرف زيارة المولى الحسن الأول لهم و ذلك عام 1306هـ، كما زار المنطقة السلطان محمد الخامس و ذلك سنة 1957 م.

و الجدير بالذكر أنه نظرا للمكانة الكبيرة التي حظيت بها منطقة الريف الغربية في قلوب السلاطين جعلت السلطان المولى إسماعيل يبقي على سلاح أهلها و لم يعمد إلى تجريدهم منه، في حين جرد جميع مناطق المغرب من السلاح، و هذا يوضح بجلاء تقديره لجهود هذه المنطقة في الدفاع على حوزة البلاد ضد التهديدات الأجنبية بوجه عام، و مساهمة صلحائها و أولياءها و منهم شرفاء أولاد البقال في الحركة الجهادية بشمال المغرب على وجه الخصوص.


 هذا الموضوع مقفول ولا يمكنك الرد عليه. علاقة الزاوية البقالية بالمخزن

Aucun commentaire

'; (function() { var dsq = document.createElement('script'); dsq.type = 'text/javascript'; dsq.async = true; dsq.src = '//' + disqus_shortname + '.disqus.com/embed.js'; (document.getElementsByTagName('head')[0] || document.getElementsByTagName('body')[0]).appendChild(dsq); })();