اخر الأخبار

الموسيقى والأغنية الأمازيغية بالجنوب المغربي : الجزء الثاني اعداد الاستاذ : الحسين البقالي


الموسيقى والأغنية الأمازيغية  بالجنوب المغربي : الجزء الثاني
اعداد الاستاذ : الحسين البقالي
في البداية لا بد أن أقدم فكرة عامة عن الموضوع الذي نحن بصدده حيث سأنطلق من العنوان فهذا البحث عبارة عن أجزاء وهذا الجزء الثاني هو قراءة إذ لا يتوخى التعميق و التحليل بقدر ما يتوخى الإحاطة الشاملة بمعالم الموضوع هذه القراءة تهم الموسيقى والأغنية الأمازيغية  بالجنوب المغربي لمدونة #اخبار وثقافة الجنوب المغربي#. هذا النمط الموسيقي الذي تتميز به على الخصوص المنطقة السوسية والتي كانت مهده الأول , رغم ظهوره في فترة لاحقة بمنطقة الوسط من خلال مجموعة ءايمازيغن و بالريف من خلال مجموعتي اثران وبنعمان .


في بداية السبعينيات تأسست أول مجموعة غنائية عصرية، وهي مجموعة أوسمان التي يرجع لها الفضل في القيام بثورة فنية جعلت الشباب المغربي الناطق بالأمازيغية وغير الناطق بها يهتم بهذا النوع الجديد. في السنوات الأخيرة، لاحت في أفق الساحة الفنية مجموعات غنائية عصرية عبرت عن إبداعاتها وعرفت بمنتوجها الغنائي كما ساهمت قدر المستطاع في تفعيل المشهد الموسيقي ببلادنا وتكريس إشعاعه. بالرغم من هجرة هذه الأغنية من البادية إلى المدينة فإنها لم تبتعد عن الحدود التقليدية للأغنية الأمازيغية ما جعلها تتكيف مع مقتضيات العصر ومتطلباته
.دور مجموعة ''أوسمان''، التي ظهرت في بداية السبعينيات من القرن الماضي، في تطوير الأغنية الأمازيغية ، وذلك من خلال إدخالها الآلات الحديثة، والقيثارة والكمان، والأكورديون، والمقامات الموسيقية الحديثة، التي أوصلت المجموعة إلى مسرح "الأولمبيا "الشهير بباريس، حيث تألق أعضاؤها، وشقوا طريقهم في عالم الفن، خصوصا عموري امبارك، الذي كان من أبرز وجوه المجموعة، فمن هو هذا الفنان الأمازيغي الأصيل والمجدد؟ وكيف بدأ مساره الفني؟


الملاحظ في إبداعات البعض من هذه المجموعات هو عدم التوفيق بين تراث قديم وآلات حديثة، حيث قامت فقط بتغيير الشكل دون المضمون فاستبدلت الآلات العتيقة بأخرى حديثة. هذا ممكن أن يضفي جمالية موسيقية من نوع آخر على الأغنية الأمازيغية شريطة الاحتفاظ بالأصالة، فقبل استعمال هذه الآلات يجب القيام بدراسة طابعها الموسيقي ومجالها الصوتي حتى يمكنها أن تنسجم مع الآلات التقليدية. جل الآلات الحديثة تطغى بشكل واضح على الآلات العتيقة، ما يجعل التعبير الموسيقي غير صادق. أخيرًا لا ننكر بأن هذه المجموعات أعطت نفسًا جديدًا للأغنية الأمازيغية التي فرضت وجودها وأصبحت حاضرة في الحفلات والأعراس وفي الساحة الفنية التجارية على وجه الخصوص.
أحواش تيرويسا...النمطين الموسيقيين السائدين قبل الستينات:
كان النمط الموسيقي السائد قبل أواسط الستينات من القرن الماضي متجليا من خلال ثلاث تمظهرات رئيسية حيث نجد بالأساس فن احوايش بكل تلا وينه حسب المناطق من اجماك,اهنقار,ادرسي,اهياض,إلى اهواري واكناوي . وكانت الآلات الموسيقية المستعملة عبارة عن آلات إيقاعية (كانكا-الون – تكنزا - اكوال -...) إضافة إلى آلات نفخية ( العواد بكل أشكاله ).
كما تجلى النمط الموسيقي السائد آنذاك في فن تيرويسا الذي سطع نجمه مع الرايس الحاج بلعيد – بوبكر ازعري – جانطي – عمر اهروش – بوبكر أنشاد – صفية ءولت تلوات وآخرون .
أما النمط الثالث و الذي وجدنا فيه أبحاثا , فيتعلق بما يسمى "تمهظرين" و هن عبارة عن مجموعة من النساء يستعملن آلات إيقاعية ويحيين أفراحا كالأعراس و غيرها من المناسبات . وهذا النمط مختلف تماما عن مشاركة العنصر النسوي في احوايش.
الإرهاصات الأولى للمجموعات العصرية
لقد ظهرت الإرهاصات الأولية للمجموعات الغنائية الامازيغية في بداية الستينات بمدينة انزكان بضاحية اكادير حيث كان شباب المدينة مولعا بالة الكيتارة وآلة البانجو بعد أن أدخلت هذه الآلات إلى المغرب من طرف بعض المغاربة المقيمين بالخارج . ومن الأسماء التي ميزت تلك الحقبة بمدينة انزكان المعلم المدني وقد ساهم هذا المخاض الموسيقي بشكل كبير في ظهور مجموعة : ناس الغيوان : التي تميزت بالتنظيم والظهور إلى الجمهور عكس مجموعات مدينة انزكان كلقدام و الجاديل التي أجهضت قبل أن ترى النور.
اوسمان أول مجموعة امازيغية عصرية
ظهرت اسمان , كأول مجموعة امازيغية عصرية منظمة ومجددة في بداية السبعينات التي كان للأساتذة إبراهيم أخياط الصافي مومن علي , ومحمد مستاوي , دور كبير في تكوينها وتاطير أفرادها , وكذا خروجها إلى الساحة الفنية و الإعلامية.
و لقبت المجموعة في بدايتها من طرف البعض بلقب " ناس الغيوان الشلوح" وهنا أقول بان ظهور اوسمان كان أكثر تطورا و عصرنة آنذاك , فقد استعملت المجموعة آلات متطورة , كالكورديون , الكمان , والغيتار. كما استطاعت المجموعة أن تضم إليها طاقما من خيرة الموسيقيين والعازفين كطارق المعروفي , بلعيد العكاف , وعموري مبارك , وآخرون.
مجموعة ازنزارن...عهد جديد من الموسيقى الامازيغية :
لقد احدث ظهور مجموعة ازنزارن سنة 1974 ثورة في الموسيقى الامازيغية العصرية , حيث استطاعت هذه المجموعة اكتساح الجمهور المغربي بفضل ألحانها القابلة للنفاذ إلى مسامع الناس , وكلماتها العذبة , وأدائها الرائع وعزفها المميز , فردد الناس في كل أنحاء المغرب آنذاك- عوداس اتاسانو- , وهكذا اشتغلت مجموعة ازنزارن في خط تصاعدي , لترتقي بلونها الموسيقي الجديد , سواء من حيث الكلمات , لتوجه المجموعة إلى اختيار الكلمة الهادفة في إنتاجها على مدى سنوات الثمانينات -ءيمحضان , توزالت , اطان-...أما فيما يخص المقامات الموسيقية , فقد تميزت المجموعة بالاستفادة من المقامات العالمية , كالمقام التركي ومقام راست , و المقام الغربي.
كما عملت ازنزارن بالبحث في المقامات المغربية كالمقام الكناوي , واحكاز , واشلحي. وتعتبر ازنزارن مدرسة مميزة من بين العديد من المجموعات الموسيقية الامازيغية الأخرى التي حاولت أن تستفيد من تجربة ازنزارن.
أرشاش..الذاكرة الثراتية للمجموعات الامازيغية :
تأسست مجموعة أرشاش أواخر السبعينات من القرن الماضي , بعدما كان أفرادها يمارسون ضمن مجموعات غنائية أخرى كازماز . وما يميز مدرسة أرشاش الغنائية هو استفادتها من المادة الخام لمجموعة ازنزارن وتطوير ذالك باقتحام مقامات موسيقية جديدة وإيقاعات موسيقية جديدة مستمدة من أحواش.
و استطاعت مجموعة أرشاش إحداث تغيير من حيث الكلمة و الموضوع. كما قامت بتوظيف شكل اللقاء الغنائي في اسايس. وقد ساعد على ذالك انتماء كل أفراد المجموعة إلى منطقة اسافن المعروفة بالانتشار الواسع لاحوايش.
كما اعتبرت أرشاش منبعا للعديد من الفنانين الامازيغيين , حيث تمدهم بالقصائد الغنائية و يعتبر إصدار ديوان- اغبالو -للفنان علي شوهاد احد أعضاء المجموعة , خطوة أولى لتوثيق الذاكرة التراثية لهذه المجموعة الامازيغية العريقة.
اودادن..المجموعة الرومانسية
كان ظهور مجموعة اودادن في بداية الثمانينات إشارة واضحة على ظهور جيل جديد , فقد اعتمدت اودادن على موسيقى الإيقاع السريع وعلى المواضيع الشعرية الغزلية المستمدة من تراث الروايس خاصة الرايس سعيد اشتوك, الذي ظهر تأثيره الواضح على المجموعة.
تمكنت أغاني اودادن من النفاذ إلى قلوب الجمهور الواسع من مختلف الفئات خاصة فئة النساء, كما استطاعت اودادن ان تراكم رصيدا غنائيا مهما بفضل انتظام إنتاجها إلى الآن.
هناك من الباحثين من أعطى تصنيفا أخر للمجموعات الغنائية لا يختلف مضمونا عما سردناه, فقد تم تصنيفها من طرف البعض إلى:
- هناك المجموعات الأكاديمية (اوسمان )
- المجموعات الأدبية ( أرشاش )
- المجموعات الانتقادية ( ازنزارن )

- المجموعات الغزلية ( اودادن )
كما أن هناك تصنيف آخر يعتمد على معيار التأثير:
- مدرسة الحاج بلعيد ( اوسمان – ازنزارن...)
- مدرسة بوبكر أنشاد ( أرشاش... )
- مدرسة سعيد اشتوك ( اودادن... )
و في قراءتنا هذه لا يجب إغفال ثلة من المجموعات الأخرى التي ما زالت تحمل المشعل الغنائي الامازيغي , فمن مدرسة اسمان نستطيع أن نصنف مجموعات ماسينيسا ويوبا و امارك فيزيون ومن مدرسة ازنزارن نذكر ءيكيدار,اسوفا,ايتماتن,وتودرت.
ومن مدرسة أرشاش نجد ابركاك,ازاليون,اينمالن. ومن مدرسة اودادن نعرج على انرزاف, ايت العاتي, وامغران.
وفي الأخير أود التذكير بمقولة الباحث الفرنسي في الموسيقى الامازيغية "كلود ليفيبير" حيث جاء في سياق حديثه عن المجموعات الامازيغية العصرية في المغرب: ..فبالإضافة إلى الأضواء الرعدية اوسمان هناك خيوط الشمس ازنزارن,لتنضاف فرقة أرشاش إلى الزخة في مبارزة و تناقض,وفي نفس الوقت نوع من التكامل لان النبات في حاجة إلى جميع تلك العناصر المناخية لينمو و يخضر...
ولد الفنان المغربي عموري مبارك سنة 1951 في بلدة ايركيتن، بتارودانت، التي قضى بها طفولة قاسية، بين جدران إحدى المؤسسات الخيرية.
بعد معاناة تحمل خلالها مشاق الحياة ومتاعبها، بدأ عموري مساره الفني رفقة مجموعة "سوس فايف"، التي كانت تؤدي إضافة إلى الأغاني الأمازيغية، أغاني بالفرنسية والإنجليزية. بعد ذلك التحق عموري بالعمل الجمعوي من خلال انخراطه في الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي، التي كانت وراء تأسيس مجموعة "ياه"، التي ستحمل ابتداء من سنة 1975 اسم مجموعة "أوسمان"، التي يمكن اعتبارها أول مجموعة أمازيغية تدخل عالم المجموعات بالمغرب، إلى جانب مجموعات ناس الغيوان، وجيل جيلالة ولمشاهب.


تبقى تجربة عموري مبارك امتدادا لتجربة "أوسمان"، التي كانت من التجارب الأمازيغية القليلة، التي تمردت على التقاسيم الخماسية على مستوى الألحان، فهو يعتمد غالبا توزيعا موسيقيا حداثيا، يعتمد مقامات الأغنية العالمية بشكل ملحوظ، لكن دون إهمال كلي للأصول الخماسية، التي نجدها حاضرة في بعض أغانيه، سيما أن صوت الفنان عموري يمكنه من أداء الأغاني التقليدية الخالدة لكبار الروايس، من أمثال الراحل الحاج بلعيد، الذي أعاد عموري مبارك غناء مجموعة من أغانيه الأمازيغية القديمة، ليخلدها بصوته، ويضمن انتقالها إلى الأجيال المقبلة

Aucun commentaire

'; (function() { var dsq = document.createElement('script'); dsq.type = 'text/javascript'; dsq.async = true; dsq.src = '//' + disqus_shortname + '.disqus.com/embed.js'; (document.getElementsByTagName('head')[0] || document.getElementsByTagName('body')[0]).appendChild(dsq); })();