المشاركة المتميزة للاستاذ الباحث محمد امداح في المنتدى المغربي الافريقي الدولي للنساء الرائدات

 

الاستاذ الباحث محمد امداح في مشاركته المتميزة في الندوة العلمية الدولية ممثلا لجمعيةخريجي التاريخ والجغرافيا 94-95-96  في المنتدى المغربي الافريقي الدولي للنساء الرائدات المنعقدة بغرفة التجارة والصناعة والخدمات باكادير مساء الجمعة 17يناير 2025م

تناولت مداخلة الاستاذ الباحث محمد امداح مايلي:

التعريف بالتراث الثقافي المادي وغير المادي من خلال تجلياته بالاطلس الكبير الغربي .

المثل الشعبي والاحاجي والراقصات التعبيرية التي تجد فيها المرأة القروية متنفسا لها وتعبر تعبيرا حرا كل ما تحسبه من أحاسيس تعبيرية خصوصا في حفلات الاطلس الكبير والاطلس الصغير والاطلس المتوسط بعد فترة نهاية جمع الغلل الفلاحية كل موسم فلاحي.

تعد رقصات احواش بالعشرات ،وتختلف من ناحية الى اخرى من حيث الاوزان الشعرية والالات الموسيقية كالبنادر والطبول ،والمزامير والناقوس وحركات الاطراف المصاحبة الايقاعات الموسيقية كالتصفيقات ،وحركات الأرجل ،وبالتالي فمصطلح احواش كتراث لامادي يطلق على جميع انواع الرقصات مهما اختلفت أو أنها والاتها وطقوسها ويطلق ايضا على هذه الرقصات التعبيرية "لهدرت "واكوال ولكل من المصطلحين مدلول لغوي ،وبعد اجتماعي .

وتجدر الاشارة الى ان رقصات احواش جماعية تقوم فيها كل جماعة بمهامها داخل الجماعة .وتختلف هذه الرقصات  النسائية من منطقة إلى أخرى ولكل رقصة طابعها المتميز 

واذا كانت النساء لاتمارس رقصة تاسكوين الحربية ،الاان بعض الحلي والبسة تستعمل في لباس هذه الرقصة الخاصة بالرجال ،الا ان رقصات اغرم اذا وكنسوس وايسافن وابركاك وتافراوت وايت عبد الله  تتسم بطابعها في اسوياس اي المرقص ،تردد اشعار اما بغية ذات معنى ،بل في المحاورة والمساجلة الشعرية ،بل تقارع انظامن اي شعراء احواش الدرست واهنقار ،نذكر على سبيل المثال لا الحصر الشاعرة الأمازيغية خديجة تاسكنيت بالاطلس الصغير ،والشاعرة خدوج تاحلوشت بمنطقة احلوشن بتالوين ذات الرمزية التاريخية الخاصة ب احواش حيث نشطت جمعيات مختلفة باولوز مثلا فرقة احواش النسائية التي شاركت في تظاهرات وطنية كالمهرجان الوطني للفنون الشعبية بمراكش الذي تنظمه جمعية الاطلس الكبير ،كما تشارك في مختلف المناسبات الوطنية،وحمل مشعل الفرقة بعد وفاة المرحوم خرشا ابنه .

احواش نساء الاطلس الكبير الغربي غالبا ما كانت تطبعه الهوية بعيدا عن الاحتراف ،فالرقص الجماعي النسائي يمكن اعتباره جزء لايتجزا من التعبير الانساني ،فهو. يستجيب للرغبات النفسية والجسدية ،وحتى الاطفال المتعلقة في معتقل اللاشعور ،وهو كذلك استجابة فطرية الأحاسيس الأفراد والجماعات ،والرقص الشعبي في سوس حسب تعبير الباحث الدكتور عمر امرير في كتابه الموسوم ب امالو "عبارة عن سجل باحداث تاريخية تتحدى عوامل الزمن  في غالبها .

وفي هذا الصدد فإن فن احواش في منطقة الاطلس الكبير الغربي ،بتالوين وايت سمك ومخفمان ،وامنتاكن ،وامدلاون واسكساوان ...فن خالد وسائد في هذه الربوع الجميلة من مغربنا .

احواش فرقة تسينت المعروفة برقصة الخنجر تختزل لباسها الشيء الكثير ،فالحلي المستعملة تحمل في معانيها صناعة ثقافية . لمنطقة تسينت ،وطاطا واقا وفم زكيد ،وفم الحصن "ايمي اوكادير "وتمنارت واكينان و...

اذا كان احواش .

يعتبر فن احواش احدى المقدسات ببادية سوس ،حيث يستعد الشباب ذكورا واناثا لاظهار براعتهم ن الفنية خلال لاظهار براعتهم الفنية خلال الافراح والمسرات .

ان المغرب غني بتراثه الفني النسائي فهناك من يستعمل احواش بالبندير ،وهناك من يستعمل البندير والطبل "كأنكا"كاحواش نساء اولوز وتالكجونت ،وتكوكة وامدلاون واكونسان وايت تامنت وامنتاكن وايت سمك و...

ففي احواش ايمنتانوت التي كان ينشطها اماريرن المرحوم يحيا بوقدير والشاعر ايقونة احواش الحاج لحسن اجماع ،حيث صالت الفرقة النسائية لاحواش في 81 بلدا في العالم كالهند والعراق وروسيا وامريكا .....بالنساء والرجال في هذا النمط الغنائي النسوي يرقص الرجال والنساء في ان واحد  بل شاركت الفرقة رفقة الشاعر الأمازيغي المغربي المرحوم يحيا في مهرجان موسكو الذي شاركت فيها 44فرقة تراثية موسيقية ،وذلك عرفت هذه الفرق التراثية لاحواش كتراث ثقافي لامادي ببلادنا .

واذا كانت الرقصات النسائية الاخرى بفرق احيدوس واحواش اللعابات الرودانيات )انظر كتاب الدكتورة هند لحسايني والدكتور حسن الناصري "الموسوم ب "روح ابراز "للمزيد من التفاصيل .

واذا كانت رقصات احواش تمارس في هذه المناطق السالفة الذكر فإن هناك عوامل أخرى تعرقل سيرهاببوادينا المغربية كالهجرة القروية الصامتة نحو المدن وضواحيها نتيجة توالي سنوات الجفاف في السنين الأخيرة ،وعوامل اخرى مرتبطة بالزلازل كزلزال الحوز ف وتارودانت لثامن شتنبر 2023م وفيضانات الجنوب الشرقي واقليم طاطا 2024م .ولذلك افرزت الهجرة والمتطلبات الاقتصادية مجموعات احترافية في البادية مجموعات نسائية احترافية في البادية والحاضرة تشارك في الاعراس والمهرجانات وكافة الملتقيات الثقافية بمقابل مادي ،فانتقل احواش النساء بذلك من الهوية الى الاحتراف .

كما أن هناك رقصات تمارس في ايض يناير الذي كان يحتفل به في إطار مايسمى "حكوزة "او السنة الفلاحية ،ويرجع تاريخ الاحتفاء به الى سنة 947 ق.م حيث حكمت الممالك الأمازيغية المغرب القديم الذي كان يسمى موريطانيا الطنجية والتي قاومت الرومان وكل الشعوب الأجنبية التي كانت ترغب في استغلال خيرات المغرب القديم..

لقد داب الأمازيغ على ربط عاداتهم بالارض،فمارسوها بشكل تلقائي ،متبعين نظاما زمنيا دقيقا يبتدا في اول ليلة من السنة الفلاحية حيث تقام الحفلة ،وذلك بتهيء تكلا ن ايض يناير ويحمل زمن احيائه دلالاتين رئيسيتين :

الدلالة الاولى :يظهر انطلاقا من ارتباط هذه العادة بالارض،اذن هي بمثابة رأس السنة الفلاحية ،والاكلة التي تقدم فيها تتركب من مواد لها مغزى ،وهي مؤشر على حال مستقبل بلادنا فلاحيا .

الدلالة الثانية لها ارتباط بتاريخ الأمازيغ الذي يبتدا مؤقتا في المصادر التاريخية المكتوبة خاصة منها ماكتبه الاغريق مع إعتلاء اكليد (الملك )شيشونغ او اشونغ العرش في مصر ،وكان ذلك بعد تنحيه لاخر ملوك الأسرة الحادية والعشرين ،الاانه مع ذلك اختار الولاء للفراعنة سياسيا ،فتشكل بذلك امتداد الحكم الفرعوني الأمازيغي هذا من ناحية .

اما من الناحية الثقافية ،فهو اعلن الولاء للارث الأمازيغي ،فبدا التقويم الأمازيغي سنة 950 ق.م ،وبهذا احيى اشونغ او شيشونغ توشيحه ذلك نقصد تنصيب نفسه ملكا على عرش مصر في ارض النيل لإحياء تلك الليلة على شرف زعماء الممالك الأمازيغية في ذلك الزمان ،وقدم أكلة تاكلا عامة علامة على استمرار الحضارة الامازيغية من خلال عاداتها وتقاليدها وطقوسها .

ان الطقوس الشعبية من احواش وعادات وطقوس والعاب جماعية وفنون الطبخ المغربي الأمازيغي والراقصات التعبيرية التي تمارسها الفرق التراثية بمافي ذلك فرقة المرحوم موحا اولحسين اشيبان الملقب بالمايسنرو الذي ظل البندير والطبل يلازمه في حله وترحاله رفقة فرقته التي بلغ عدد افرادها 25فردا ،في جميع المهرجانات الوطنية والدولية التي شارك فيها ،وعندما سافر الى اروبا للمشاركة في الحرب العالمية الثانية (1939م الى 1945م صاحب معه البندير هذه الآلة الإيقاعية التي جعلت منه مفخرة الفنون الشعبية المغربية ،ونفس الشيء ينطبق على ايقونة فن احواش امدياز مقورن ايقونة فن احواش الحاج لحسن اجماع اطال الله في عمره..

ان الامثال الشعبية مادة خام وستظل صالحة لكل زمان ومكان والتي تنتمي لبادية الاطلس المتوسط والصغير والكبيرعبارة عن ثمار حلوة اعتادت شجرة الشيخوخة ان تتركها لابناءها واحفادها كبذور واغصان قبل رحيلها ،كخلاصة عن معركتها في الحياة .

بقلم الاستاذ الباحث محمد امداح مشارك في الندوة العلمية التي نظمها المنتدى المغربي الافريقي الدولي للنساء الرائدات المسومة ب :المرأة المغربية ريادة عبر العصور وفاعل اساسي في نقل التراث الثقافي الأمازيغي والحفاظ عليه .

الموضوع المقترح المشارك به تحت عنوان :المرأة والمحافظة على التراث الثقافي غير المادي بجبال الاطلس المغربي بقاعة الاجتماعات بغرفة التجارة والصناعة والخدمات باكادير مساء يوم الجمعة 17 يناير 2025م . 

تحية إجلال وتقدير لهذا الاستاذالباحث النشيط

متابعة الاستاذ الحسين البقالي