العملات الرقمية : المفهوم ومراحل التطور وما لها وما عليها
العملات
الرقمية : المفهوم ومراحل التطور وما لها وما عليها
يكتبها الأستاذ الباحث والفاعل الجمعوي : الحسين البقالي
مع التطور
التكنلوجي السريع في عالم التكنولوجيا المعلوميات
عرفت المعاملات المالية أيضا تطوراً جديداً يتمثل في ظهور أنواع جديدة من النقود،
وما يهمنا هنا نحن هو ميدان
العملات الرقمية
أو الـ Crypto Currency
( باللغة
الإنجليزية )
1 - التعريف والمفهوم
هي عبارة عن
عملة افتراضية مشفّرة تمكّنك من شراء البضائع والخدمات عبر الإنترنت. حيث تستعمل
دفتر حسابات رقمية على شبكة الإنترنت ذو تشفير قوي لضمان وحماية المعاملات المالية
عبر الإنترنت
وقد كان الهدف القائم من ورائها تسهيل العمليات والتخفيف من ضياع الوقت والجهد
والمال، وعلى إثر ذلك ظهر ما يسمى بالعملات الرقمية أو المشفرة وقد أعطت العملات
الرقمية نظرة جديدة للمعاملات المالية التي لا تحتاج إلى وجود مؤسسات الوساطة
النقدية وكذلك دون رقابة من قبل البنوك المركزية.
وقد نجحت
العملات الرقمية في أن تفرض نفسها في السوق المالية العالمية، وعلى الرغم من
مخاطرها المتوالية إلا أنها مازالت مسيطرة على عقول الكثيرين في مجال تداول المال
والبورصات. ونوضح من خلال هذا البحث تعريف العملات الرقمية ونشأتها وتطورها وأسباب
انتشارها وواقع التعامل بها وصورة عن الاعتراف الدولي بها وكذلك مخاطر استخدام
العملات الرقمية مع عرض بعض التوصيات لتقنين التعامل مع العملات الرقمية
يعتقد
البعض أنّ هنالك نوعًا واحدًا فقط من العملات الرقمية، ألا وهو البيتكوين. في عالم تحكمه قواعد العولمة، وتنقل وسائل التواصل
الاجتماعي فيه همسات وتصريحات الكبار من رموز مجتمع الأعمال والشركات الكبرى،
توجهت الأنظار بشكل كبير للعملات الرقمية، وخاصة "البتكوين
" (Bitcoin)، حيث ارتفع سعرها
بشكل جنوني، بعد تغريدات لأحد رجال الأعمال، أو إعلان إحدى الشركات الكبرى، أنها
استثمرت نحو 1.5 مليار دولار في "البتكوين". غير أنّ ذلك ليس صحيحًا. فبحسب موقع CoinMarketCap.com هنالك أكثر من 6700 عملة رقمية يتمّ تداولها والتعامل
معها على العلن، بل ولا يزال سوق العملات الرقمية يشهد نموًّا متزايدًا كلّ يوم.
وفي
الوقت الذي تعتبر فيه عملة البيتكوين العملة الرقمية الأشهر والأعلى قيمة، هنالك
العديد من الشركات التي بدأت بإصدار عملتها الرقمية الخاصّة، والتي يمكنك
استخدامها لشراء الخدمات والمنتجات من هذه الشركة تحديدًا.
2 - خصائص ومميزات العملة الرقمية
أثّرت العملات الرقمية على مختلف المنظومات سواء مالية أو تكنولوجية، عن طريق تقديم خواص جديدة تميزها عن البروتوكولات والعملات التقليدية. وتشمل بعض المميزات الفريدة للعملات الرقمية:
1 - البنية
اللامركزية للعملات الرقمية
البنية
اللامركزية للعملات الرقمية تلغي الحاجة إلى سلطة مركزية، وهذا يتيح قدرًا أكبر من
الاستقلال، وكذلك تقليل التعرض للتلاعب أو السيطرة من جانب كيان واحد.
2 - الشفافية وعدم القابلية للتغير
·
تسجل تكنولوجيا البلوكشين (البلوكشين سجل رقمي لامركزي يسجل بأمان بيانات المعاملات عبر
العديد من أجهزة الحاسوب المتخصصة على الشبكة.
)كل المعاملات على سجل محصن من التلاعب يتسم بالشفافية. لذا، ما إن
تضاف المعاملة إلى سلسلة البلوكشين، يمكن لأي شخص رؤيتها ولا يمكن تعديلها أو
حذفها.
3
- عابرة للحدود
يسهل تحويل العملات الرقمية وتداولها من وإلى جميع أنحاء العالم، ما يتيح استعمالها في المعاملات والحوالات الدولية.
4 - القابلية
للبرمجة
العديد من العملات الرقمية مثل ETH قابلة للبرمجة،
ما يتيح للمطورين نشر العقود الذكية لصنع التطبيقات اللامركزية وحلول مبتكرة أخرى
مبنية على سلاسل البلوكشين. إضافةً إلى ذلك، لأن سلاسل البلوكشين المفتوحة للعامة
مفتوحة المصدر، يمكن لأي شخص نشر أكواد مبنية على البلوكشين وصنع تطبيقات لا
مركزية خاصة به.
5 - مخزون محدد مسبقًا من العملات
العديد من العملات الرقمية لها مخزون محدود، ما يعني أن
الفرق المطورة لها تسك عددًا محدودًا من العملات. وللطبيعة الانكماشية للعملات
الرقمية تأثير إيجابي محتمل بمرور الوقت، إذ أن الندرة تحرك الطلب.
وفي المقابل، تكون العملات المحلية المعتمدة تضخمية في
الأغلب لأن البنوك المركزية يمكنها طباعة المزيد من النقود. لكن التضخم في العملات
الرقمية محدودة المخزون يمكن السيطرة عليه على نحو أفضل، لأن العدد الإجمالي
للعملات محدد مسبقًا.
.
3- المراحل التاريخية
لتطور العملات الرقمية
أدت زيادة طباعة العملات في السوق إلى زيادة قيمة السلع والخدمات،
مما رفع الأسعار بسبب ارتفاع زيادة الطلب على العملات الورقية، فانخفضت قيمة
العملات الورقية، وظهر "التضخم"، وبدأ النظام المالي القائم "يقيد
حركة الأموال" بين الأفراد لغايات مثل الرقابة الضريبية ومكافحة غسيل
الأموال، في ظل الرقابة وتحت "سيطرة دولة وحيدة" على الحوالات الخارجية،
مما مهد لظهور العملات الرقمية هربا من قيد الرقابة هذا.
عام 2008 ظهرت عملة البيتكوين، وهي عملة مشفرة اخترعت من قبل مجموعة
غير معروفة تحت اسم مستعار هو "ساتوشي ناكاموتو"، وتنشأ العملة في إطار
عملية تسمى التعدين، التي تتم عبر أجهزة حاسوب مجهزة بقدرات حوسبة عالية، وهذه
الأجهزة تشكل الشبكة اللامركزية التي تضمن القيام بالمعاملات والتحقق من عمليات
البيع والشراء، عبر ما يُعرف بتقنية البلوكشين
(Blockchain).
وصممت العملة من أجل تحويل الأموال إلكترونيًّا من شخص إلى آخر، دون
الحاجة إلى سلطة مركزية للتحقق من صحة هذه المعاملة، وتتداول هذه العملة المشفرة
على منصات متخصصة بسعر يحدده قانون العرض والطلب. والبيتكوين ليست الوحيدة لكنها
كانت البداية لسلسلة عملات رقمية أخرى.
تعرف البيتكوين على أنها أول عملة رقمية، ولكن التاريخ يقدم لنا تفاصيل أكثر
دقة وحقب زمنية تطورت من خلالها العملات الرقمية، والتى نقدمها وفقا لما ذكره موقع
"forbes".
1998 - 2009 سنوات ما قبل البيتكوين
على الرغم من أن البيتكوين كانت أول عملة مشفرة تم تأسيسها، إلا أنه كانت هناك
محاولات سابقة لإنشاء عملات عبر الإنترنت بواسطة التشفير، ومثالان على ذلك
هما B-Money و Bit Gold، اللذان صيغتا ولكن لم يتم تطويرهما بالكامل.
2008: أول بحث يذكر فيه البيتكوين
تم نشر بحث بعنوان "Bitcoin
- A Peer to Peer Electronic Cash System" في مناقشة قائمة بريدية حول التشفير، وتم نشره من قبل شخص
يطلق على نفسه ساتوشي ناكاموتو، الذي لا يزال هويته الحقيقية لغزا حتى يومنا هذا.
2009 – بداية عملة البيتكوين
تم إتاحةللجمهور لأول مرة، وتسجيل
المعاملات والتحقق منها.
2010 - تقدير قيمة البيتكوين لأول مرة
كان من المستحيل تعيين قيمة نقدية لوحدات العملة المشفرة الناشئة، وفي عام
2010، قرر شخص بيع ما لديه للمرة الأولى، وكانت المبادلة 10000 منهم ببيتزا، وإذا
كان المشتري قد غير هذه العملات فى وقتنا هذا، كانت قيمتها ستصل إلى أكثر من 100
مليون دولار، وليس عبوة بيتزا.
2019 ليبرا
بعد أن استحوذت البيتكوين لسنوات على اهتمام العالم، قررت فيس بوك الاعلان عن
عملتها الرقمية الخاصة بها "ليبرا"، وهي الخطوة التى أثارت قلق العالم
أجمع، خوفا من هيمنة الشبكة الاجتماعية على الاقتصاد العالمى، ورغم الانتقادات إلا
أن فيس بوك مصممة على طرحها العام المقبل.
العملات الرقمية مالها وماعليها
وفي عصر بات فيه كل شيء
خاضعا للعالم الافتراضي؛ وجد كثيرون الفرصة سانحة أمامهم للتعامل بهذه العملات
الرقمية بمجرد اقتنائهم بطاقة ائتمان مصرفية إلى جانب هاتف ذكي أو
حاسوب توجه من خلال أيهما أوامر بيع وشراء أي من تلك العملات التي
اشتهر منها بتكوين وبدرجة
أقل كل من "الإيثيريوم" و"الريبل" وغيرها.
وبما أن بتكوين
"كانت العملة الأكثر تداولا وجذبا للمتعاملين، فقد تتبع أولئك المستثمرون كل
صغيرة وكبيرة تتصل بها، ورافقوا رحلة صعودها إلى مستوى 20 ألف دولار أميركي بنهاية
عام 2017، قبل أن يشهدوا تداعيها السريع صوب مستوى أقل من 3500 دولار، وذلك
قبيل إسدال الستار على السنة المالية 2018.
المجازفة الكبيرة
والتأرجح السريع في سعر العملة الشهيرة أسهما في فتحِ الباب على مصراعيه من جديد
أمام تساؤلات ذات طابعٍ تنظيمي ومالي وأخرى فقهية تتعلق بشرعية التعامل مع سلعة
افتراضية لا يمكن للمرء حيازتها وتلمسها في عالمه الحقيقي.
ولم يدشن باب التساؤلات
المذكورةِ إبان رحلةِ تداعي سعر بتكوين خلال العام الحالي فحسب؛ بل أثيرت قبل ذلك
بكثير، خصوصا أنها كانت مثار شكوك مردها استحالة تحقيق أي استثمارٍ لعائد يصل
لأكثر من الضعف في فترة وجيزة، فكيف إذا كان العائد أكثر من ذلك!
وقفزت العملة المذكورة خلال العام 2017 بواقع وصل إلى نحو 20 ضعفا انطلاقا من مستوى فقد وصلت الى أعلى قيمتها مع دولمب ترامب رئيس الولايات المتحدة الامريكية الجديد حطمت الرقم الرئسي و وصلت الى اكبر سعرها . 99.000.00 دولار
الجانب الديني والفقهي
بالنسب للعلماء هناك من أحلها وهناك من: جواز التعامل بھا
؛ لأن الأصل في الأشیاء الإباحة.
أما الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الخبير بالمجامع الفقهية الدولية علي القره داغي فقال إن البيتكوين
ليس محرما لذاته لأنها عملية إلكترونية علمية مشروعة، ولكنها محرمة لما يترتب
عليها من المضاربات وضياع الأموال وفقدان الأصل أو الضامن لها، وهذا ما يسمى
بتحريم الوسائل، حسب ما أوردت مصادر إعلامية في قطر.
القره داغي أضاف أن تحريم الوسائل
يختلف عن تحريم المقاصد والأصول، فتحريم الأصول لا يحل في أي حال إلا للضرورة، أما
تحريم الوسائل فيكون إذا زاد الفساد.
ومن أهم القضايا المطروحة علي الساحة العالمية العملات الإلكترونية وأثرها
علي النظام الاقتصادي، ونري اتجاه العالم نحو الرقمنة في كل شؤون الدول المحلية
والدولية، والعملات الإلكترونية ما هي إلا قيمة نقدية مخزنة علي وسيلة إلكترونية
مدفوعة مقدما وغير مرتبطة بحساب بنكي، وتحظي بقبول واسع من غير من قام بإصدارها،
وتستعمل كأداة للدفع؛ لتحقيق أغراض مختلفة، وقد وضعت الشريعة الإسلامية العديد من
الضوابط التي علي المسلم مراعاتها في استخدام العملات الإلكترونية، وهذه الضوابط
من شأنها حفظ حقوق كل من طرفي المعاملة؛ منعا للجهالة والمنازعة، وعليه فيصح بيع
وشراء العملات الإلكترونية؛ لكونها وحدات مشفرة ترسل علي وسيط إلكتروني وتعطي
مقابلها القيمة النقدية المدفوعة بحيث تلتزم جهة إصدارها بتحويل الوحدات
الإلكترونية إلى نقود عادية وقت طلب صاحبها؛ لكون هذه الوحدات لا تعدو أن تكون سند
قرض أو سند دين، وهذا دليل علي صلاحية شريعتنا الغراء لكل زمان ومكان. وللعملات
الرقمية العديد من الإيجابيات في كونها سهلة التبادل أينما كان المتعاقدين دون
التقيد بمكان وزمان، بينما لا تخلو من السلبيات حيث من الممكن أن يستخدمها مجهولون
للترويج لأي نشاط غير مشروع وهذا من شأنه يهدد الأمن القومي للعديد من الدول.
هل توجد أدلة تبيح العملات
الإلكترونية؟
من جهة أخرى يسعى البعض للبحث عن أدلة تبيح العملات الإلكترونية. ويحتجون بقيام الرسول -عليه الصلاة والسلام- بعدم إصدار عملة خاصة بالمسلمين وبقبوله بالعملات الموجودة آنذاك. والرد هنا أن الرسول -عليه أفضل الصلاة والسلام- قَبِل التعامل بعملات معلومة المصدر كالعملة البيزنطية والفارسية.
بصفة عامة تعاني غالبية العملات الحالية من تذبذب في القيمة. إلا أنها ثابتة بشكل نسبي. ويدعم هذا الثبات تبنيها مِن قِبل سُلطات الدولة. بينما العملات الإلكترونية تتضاعف وتخسر عدة أضعاف في فترات قياسية. فهل يمكن أن تعطي شخصاً ما أجراً بعملة لها كل يوم قيمة تختلف جذرياً عن قيمتها في الشهر السابق؟
من هنا لا ترتبط العملات الإلكترونية بالدورة الاقتصادية العالمية إلا في الحدود الدنيا. فهي تُستخدم لشراء بعض المنتجات والخدمات المحدودة. فهي بذلك تجميد للقيمة وحرمان للأفراد وللمجتمع من حركة هذه القيمة. وهذا الأمر قد يقود على المدى الطويل -في حال زيادة الإقبال عليها- إلى تقويض فرص الاقتصاد العالمي في الانتعاش.
العملات الرقمية والدول العربية
بالنسبة لدول العربية تبرز دولة الإمارات العربية المتحدة التي تتعامل مع هذه العملات ثم المغرب الان حسب والي بنك المغرب الذي صرح مؤخرا انا المغرب الذي يستعد لسن قانون لتنظيم العملات المشفرة بعد حظر مستمر منذ حوال سبع سنوات. محافظ بنك المغرب عبد اللطيف الجواهري اعلن ان المغرب أطلق مشروع العملات الرقمية للبنوك المركزية منذ أكثر من ثلاث سنوات بهدف استباق القرارات الاستراتيجية لبنك المغرب في هذا المجال بعد مقارنة مع استخدام هذه العملات في باقي دول العالم.
المراجع :
- مجموعة من المواقع
الاليكترونية
- كتاب :
العملات الرقمية دراسة اقتصادية شرعية للكاتب أبو ناصر محمد شخار
- كتاب : THE
2022GEOGRAPHY OF CRYPTOCURRENCY RAPORT
- العملات
الرقمية البتكوين نمودجا مجلة جامعة الشارقة
لدكتور : باسم عامر
- مجموعة من الفتاوي للعلماء المسلمين
مجموعة من
البورصات الاليكترونية-
أراء خبراء
بعض البنوك -
<.p align="center" style="background: white; text-align: center;">يعدها ويكتبها الأستاذ الباحث والفاعل الجمعوي: الحسين البقالي
Aucun commentaire