اليوم العالمي للمدرس 5 اكتوبر من كل سنة فكل عام واسرة التعليم بخير وعلى خير
فلن ترتقي أمة إلا إذا استضاءت بنور العلم، ولا يبني المجدَ سوى العلماء، وما من شيء بعد النبوة من نشر العلم، والعمل على تذليل طرق تعلمه وتحصيله.
يمثل المدرس حلقة أقوى وأضعف في الآن ذاته: فهو الجندي الحارس للجماهير المتعلمة (دركي ورجل أمن المجتمع قبل رجال الدرك والأمن)، إنه حارس أمن حقيقي يسهر على التهذيب والترويض وحسن سلوك المتعلم المفعم بالحيوية والنشاط الزائد. وفي نفس الوقت يلام على كل شيء: عن تدنى مستوى التعليم، غياب وانعدام الأمن والضبط، انحراف المتعلمين، عن عدم تقويم سلوكهم وفشلهم… ففي الامتحانات تظهر بجلاء قوة المدرس: الدركي الحقيقي.
وبمناسبة الدخول المدرسي اهدي هذه الأشعار للمعلمين والأساتذة في كل مكان:
يلقي ويشرح درسه ……………. متوخيا عين الصواب
يحنو على طلابة ……………… متجنبا سبل العقاب
وتراه دوما باسما …………….. عند السؤال أو الجواب
يُمضي سحابة يومه …………. بين الدفاتر والكتاب
إن المعلم قدوةٌ …………… في الناس مرفوع الجناب
والنشء يذكر فضله ………. حتى يوارى في التراب
يارب بارك سعيه ………… ذلل له كل الصعاب
حتى ينشئَ جيلنا …………. متحصناً من كل عاب
أحمد شوقي
قُــمْ لـلمعلّمِ وَفِّـهِ الـتبجيل … كـادَ الـمعلّمُ أن يـكونَ رسولا
لأعلمتَ أشرفَ أو أجلَّ من الذي … يـبني ويـنشئُ أنـفساً وعقولا
سـبـحانكَ اللهمَّ خـيـرُ مـعلّمٍ … عـلَّمتَ بـالقلمِ الـقرونَ الأولى
أخـرجتَ هذا العقلَ من ظلماتهِ … وهـديتَهُ الـنورَ الـمبينَ سبيلا
أرسـلتَ بالتوراةِ موسى مرشداً … وابـنَ الـبتولِ فـعلّمَ الإنـجيلا
وفـجّرتَ يـنبوعَ البيانِ محمّداً … فـسقى الـحديثَ وناولَ التنزيلا
إنَّ الـذي خـلقَ الـحقيقةَ علقماً … لـم يُـخلِ من أهلِ الحقيقةِ جيلا
أوَ كلُّ من حامى عن الحقِّ افتنى … عـندَ الـسَّوادِ ضغائناً وذحولا
لـو كنتُ أعتقدُ الصليبَ وخطبَه … لأقـمتُ من صلبِ المسيحِ دليلا
تـجدُ الـذين بنى “المسلّةَ” جدُّهم … لا يُـحسنونَ لإبـرةٍ تـشكيلا
الـجهلُ لا تـحيا عـليهِ جماعةٌ … كـيفَ الحياةُ على يديّ عزريلا
ربُّوا على الإنصافِ فتيانَ الحِمى … تـجدوهمُ كـهفَ الحقوقِ كهولا
فـهوَ الـذي يبني الطباعَ قويمةً … وهـوَ الذي يبني النفوسَ عُدولا
وإذا الـمعلّمُ لم يكنْ عدلاً، مشى … روحُ الـعدالةِ في الشبابِ ضئيلا
وإذا أتى الإرشادُ من سببِ الهوى … ومـن الـغرورِ، فسَمِّهِ التضليلا
وإذا أصـيبَ الـقومُ في أخلاقِهم … فـأقمْ عـليهم مـأتماً وعـويلا
وإذا الـنساءُ نـشأنَ فـي أُمّيَّةٍ … رضـعَ الـرجالُ جهالةً وخمولا
لـيسَ اليتيمُ من انتهى أبواهُ من … هــمِّ الـحياةِ، وخـلّفاهُ ذلـيلا
إنَّ الـيتيمَ هـوَ الـذي تلقى بهِ … أمّـاً تـخلّتْ أو أبَـاً مـشغولا
فضل المعلمات
يامعلمة بالعلم نلتي كل خير …… منك الفوائد كلها للطالبت
تبذلين الجهد والعلم الوفير …… تتعبين من اجلنا طول الحياة
ما يهمك بالزمن برد وهجير …… تسهرين وعيون غيرك نائمات
لك علينا واجب وحق كبير …… حق يساوي حقوق الأمهات
أنتي اللي نتبعك طول المسير ….. الله يثبتك في علمك ثبات
بوكماخ في المغرب
جيل الستينيات والسبعينيات وحتى الثمانينيات من القرن الماضي، ما زال يتذكر نصوص قراءة المستويات الابتدائية، والتي ألفها الكاتب التربوي أحمد بوكماخ، والتي أضحت في البلاد أشهر من نار على علم، وأضحت نصوصها ملتصقة بأذهان ملايين المغاربة.
"الثرثار ومحب الاختصار"، و"زوزو يصطاد السمك"، و"الشمعة والفانوس" و"سلمى في المخيم".. نصوص من بين أخرى كانت تتضمنها سلسلة "اقرأ" الشهيرة، التي أبدع فيها بوكماخ، والذي يلقبه الكثيرون برائد الكتاب المدرسي في المغرب.
بوكماخ، ابن مدينة طنجة شمالي المغرب، والذي توفي سنة 1994، كان ناشطا سياسيا في أحد الأحزاب التاريخية، وكان ينادي باستقلال المملكة عن الاستعمار الفرنسي، قبل أن يهجر السياسة ويتفرغ لكتابة المؤلفات المدرسية للصغار.
ووفق معارف بوكماخ، فإن سلسلة "اقرأ" الشهيرة التي كانت تضم بين دفتيها نصوصا قرائية ما زالت تطرق أذهان الأجيال التي درستها، بل وتردد بعض مقاطعها وعناوينها، جاءت رغبة من هذا المؤلف المربي ليعوض غياب المراجع التعليمية باللغة العربية في التعليم المغربي، حيث كانت الوزارة تعمد إلى استيراد الكتب من مصر ولبنان خاصة.
يقول الإعلامي رشيد نيني في حق بوكماخ وكتبه المدرسية إن الأجيال المغربية التي درست مؤلفاته استطاعت أن تنجب كفاءات وأدمغة تنتشر الآن في جميع جهات الكرة الأرضية"، مقارنا بين تلاميذ تلك الأجيال وتلاميذ الأجيال الحالية، الذين "يحملون فوق ظهورهم كتبا كثيرة، ويجهلون ماذا يحفظون وماذا يتركون".
محمد صبري، أستاذ لغة عربية بإحدى مدارس الرباط، يقول لـ "العربي الجديد" بأن "الراحل بوكماخ فطن إلى أن كتابا واحدا يغني الأسر، خاصة الفقيرة من تكاليف مالية إضافية، فلجأ إلى إدراج القراءة والحساب في كتاب واحد"، مشيرا إلى أن "سر انجذاب الأجيال إلى تلك المؤلفات الدراسية القديمة يكمن في سلاسة الأسلوب وجمالية التعبير وبساطة الصور".
رحم الله بكماخ وتغمده برحمته وطال الله في عمر أساتذتنا ومعلمينا وكل عام واية التعليم بخير وعلى خير
Aucun commentaire