الأقاليم الجنوبية للمغرب تشهد تنمية مستديمة في جميع الجوانب : كتابان جديدين حول الصحراء المغربية
وأوضح السيد فيديي, للحاضرين خلال حفل التقديم, أنه اكتشف المنطقة لأول مرة في إطار رحلة بحث مع طلبته, مبرزا أن السلطات المغربية قامت بمجهودات لتحويل هذه المنطقة الصحراوية إلى أقاليم تتوفر على بنيات تحتية.
وأضاف السيد هنري-لويس فيديي أنه "في سنة 1976 لم يكن هناك ماء أو كهرباء أو طرق أو مدرسة أو مستشفى, حيث كانت المنطقة تتوفر فقط على مطار عسكري صغير, وقد رفعت السلطات المغربية هذا التحدي الحقيقي لتمكن هذه الأقاليم من تحقيق التنمية الاقتصادية".
ويعد مؤلف خوسي ماريا جيل كاري, الخبير الدولي في مجال الإرهاب والجريمة المنظمة, وهو من الإسبان القلائل الذين تناولوا الموضوع انطلاقا من مقاربة موضوعية, ثمرة عدة سنوات من البحث اكتشف خلالها العلاقة بين القاعدة في المغرب الإسلامي وتجار المخدرات من أمريكا اللاتينية و"البوليساريو".
وخصص هذا الكتاب "للصحراويين المحتجزين أو المختفين على يد +البوليساريو+", و"للإسبان ضحايا الأعمال الإرهابية للبوليساريو, وهو بعيد عن الأطروحات المغرضة التي تروجها وسائل الإعلام الإسبانية التي تقدم البوليساريو كحركة تقدمية.
وأصدر خوسي ماريا جيل كاري, الذي يشغل أيضا مديرا للمرصد من أجل الأمن الدولي والدراسات الاستراتيجية ورئيس "أوروغروب" الذي يوجد مقره بمورسيا (إسبانيا), العديد من التقارير, وأشرف على دراسات ميدانية حول الإرهاب بمنطقة المغرب العربي والعلاقة بين مرتزقة "البوليساريو" وتنظيم القاعدة في بلاد المغرب
أكد الاقتصادي الفرنسي، هنري-لويس فيدي،
مساء الخميس بنيويورك، أن المغرب جعل من الأقاليم الجنوبية نموذجا للتنمية
المستدامة، من خلال اعتماد مقاربة فريدة ومتجددة للتنمية الشاملة والمندمجة.
أبرز فيدي،
خلال لقاء مناقشة بمناسبة صدور النسخة الانجليزية من كتابه (إقلاع وتنمية شاملة:
إرادة اقوى من الأزمات"، أن المغرب "بذل جهدا جبارا في مجال الاستثمارات
العمومية بالأقاليم الجنوبية"، وهذا الأمر يقول فيدي أشار إليه الأمين العام
للأمم المتحدة السابق بان كي مون.
وأكد بان
كي مون، في تقريره الأخير إلى مجلس الأمن في ولايته، أن المنطقة تواصل الاستفادة من
"استثمارات عمومية هامة"، خصوصا في مجال البنيات التحتية الطرقية
والمينائية.
ولاحظ أن
الفضل يعود للمغرب "بشكل كبير"، بالنظر إلى أنه "عمل على بناء كل
شيء، وابتكار كل شيء للتمكن في نهاية المطاف من الحد من مشاكل البيئية الخاصة
بالأقاليم الجنوبية، كالحرارة والرياح والصحاري".
وذكر بأنه
"يمكن قياس الطريق التي قطعتها المنطقة إذا تذكرنا فقط وضعية هذه الأقاليم
غداة المسيرة الخضراء. لا ماء ولا كهرباء ولا تجهيزات أساسية للاتصال: كان يتوجب
بناء كل شيء".
وأضاف أن المغرب،
بفضل الرؤية المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، عرف كيف يسير بعزم نحو
نموذج أصيل وخلاق في مجال التنمية الشاملة، يقوم على التنمية البشرية عبر المبادرة
الوطنية للتنمية البشرية والطاقات المتجددة.
واعتبر الخبير أن
هذا النموذج تنخرط بموجبه جميع القوى الحية في المجهود الوطني لتعزيز وضعية بلد
صاعد، والاقاليم الجنوبية "خير دليل على ذلك".
وأشار فيدي، أمام
حضور يتألف من دبلوماسيين معتمدين بالأمم المتحدة، وباحثين وخبراء وأعضاء الجالية
المغربية المقيمة بالولايات المتحدة، إلى أنه "من النادر جدا أن تجد بلدانا
باقتصاد ناشئ تنخرط على المدى البعيد، وتعطي الأولوية للتنمية المستدامة".
وأبرز أن منطق
التنمية المستدامة هذا جعل الأقاليم الجنوبية اليوم تحقق أكبر نسبة تمدرس في
المملكة. واعتبر أن الناشطين في المجال البحري، بالمفهوم الواسع، والعاملين في
المجال السياحي، القوي بمؤهلاته، أصبحت أمامهم فرص كبيرة للشغل، مؤكدا أن الفرص
المتاحة تتمثل في السواحل الصحراوية والمناطق النائية بمؤهلاتها الأثرية والكهوف،
لا سيما بجزر الكناري.
وتابع أن خليج
الداخلة أصبح يستأثر باهتمام العديد من المستثمرين، وهو ما جعل من النشاط السياحي
بالأقاليم الجنوبية قطبا تنمويا مستداما.
وسلط هذا المختص في
المغرب أيضا الضوء على الجهود المبذولة في مجال الإسكان والتعمير وإعداد التراب
الوطني، مضيفا أن هذا الجزء من المغرب أصبح مرجعا في مجال الاستعمال الأمثل
للموارد، وهو ما تشهد عليه قرى الصيادين، التي أصبحت موضوع دراسات للباحثين في
مجال التنمية.
Aucun commentaire