شخصيات الجنوب المغربي : الشيخ ماء العينين رمز ربط الصحراء بسوس وبالمغرب عامة:

مجموعة  شخصيات من الجنوب المغربي أتناول اليوم الجزء الثالث من شخصية العلامة:  

يكتبها الأستاذ الباحث  الحسين البقالي

الشيخ ماء العينين رمز ربط الصحراء بسوس وبالمغرب عامة:

یحظى الشیح ماء العینین في قلوب أبناء سوس بعلاقة متمیزة التي ربطت سوس بالصحراءعلى مر العصور والأزمان ،و تعتبر زاویة الشیخ أكبر دلیل على دوره الثقافي، وأكبر بصمة ثقافیة بين الصحراء وسوس خلفها الشیخ التي تنسب بالدرجة الأولى إلى مؤسسها الشیخ ماء العینین. فإذا كانت قوة هذه الزاوية تجسد الدور الدیني وتوطید هذا الجانب الروحي بالدرجة الأولى كذلك اضطلعت بدور جهادي لتصنیف الدور الدیني ، والدور الوطني، وكانت سباقة للحركة الوطنیة كما تؤكد قوله علال الفاسي :" لقد قامت في البلاد حركة وطنیة إبتدأت أولا تحت رعایة الشیخ ماء العینین لمقاومة الفرنسیین في أقصى جنوب المغرب ...)لقد ساهمت زاویة الشیخ ماء العینین بدور فعال في تعمیق التواصل بین سوس و الصحراء بصفة خاصة وشمال المغرب وجنوبه بصفة عامة ،خاصة بعد انتقالها من السمارة إلى تزنیت،وتولیها عملیا شؤون الدفاع عن وحدة المغرب وسیادته ، ونظم في ذلك عدة مستویات منها:

1 * بث العلم ونشره، حيث كان مع الشيخ ما يقدر بحوالي 10 ألف طالب علم، وهذه المدرسة تخرج منها العلماء معروفون على الصعيد العالمين وإلى حدود الآن يحضر إلى زاويته العلماء من مصر والسودان ومن بلدان المشرق ويتحدثون عن الشيخ ويحارون فيما يقولون حول الشيخ وعطائه العلمي والروحي..كان يدرس معه علماء في البيان والمنطق والنحو وحفظ القرآن وكان هو مديرهم والمشرف عليهم جميعا كونه يتقن جميع هذه العلوم..".2* مقاومة المستعمر : منذ استقرار الشیخ ماء العینین بتزنیت في رمضان من سنة1328 هجري الموافق أكتوبر 1909 م بعد اشتداد الضغط الفرنسي على الصحراء.

علاقته بعلماء وأعیان السوس :

كانت مدينة تيزنيت المغربية عاصمة سوس أول و أخر منطقة إستقرارله. ففي بادئ الامر كان هذا الشيخ الفقيه يفضل قضاء حياته جوار بيت الله الحرام بمكمة المكرمة ،لكنه فضل العودة الى المغرب و منه توجه الى مسقط راسه بجنوب موريتانيا ، مرورا بالساقية الحمراء و تيرس ومساكة و ادرار و خلال رحلته الطويلة هذه كان أهل الساحل عموما يرحبون به افضل ترحاب ،و يقدمون له الهديا الثمنية المختلفة من أبل و غنم و فضة و ذهب و سكر و شاي ...الخ ،عندما عاد الى موطنه الاصلى جنوب موريتانيا ،أجتمع مع قادة عسكريين بالجيش الفرنسي حديث العهد حينها ببلاد البيظان ،بعدهذا الاجتماع قرر الشيخ ماء العينين الهجرة بشكل نهائي من الحوض الشرقي جنوب موريتانيا الى مدينة تيزنيت حاضرة سوس مرورا بطبيعة الحال بمناطق الصحراء الشاسعة الموجودة في طريقه(حينها لا توجد طائرات) و خلال هجرته النهائية هذه رافقه ثمنية عشر تلميذ ينحدرون من قبائل موريتانية مختلفة ،و ظلو الى جانبه في مدينة تيزنيت خلال و بعد وفاته .اسس وسط مدينة تيزنيت زاوية دينية لنشر العلم و المعرفة و كانت تتردد عليه الكثيرمن القبائل الامازيغية و العربية بمناطق سوس و ماسة و درعة و ايت بعمران ، ووادنون، في هذه الزاوية المباركة كان يلجأ إليه الخائفون ويحج إليه الجائعون وكان مرشدا للمخطئين ورحيما بالضعفاء والمساكين. وكانت زاوية مدينة تيزنيت التي أسسها الشيخ ماء العينين محط أنظار طلاب العلم كما كانت سوق العلم بها رائجة. وفاته ومكان دفنه: توفي الشيخ ماء العينين شهرأكتوبر1910 بمدينة تيزنيت حاضرة سوس وبها دفن،و هي مكان زاوية الشيخ ماء العينين الحقيقية . مازالت الى يومنا هذا نشيطة في جميع الميادين .  وتحظى هذه الزاوية بالعناية المولوية حيث توصلت عائلة الشيخ ماء العينين برخصة إصلاح و ترميم ضريح زاوية الشيخ ماء العينين الكائنة بزنقة الكوفة بتيزنيت، و ذلك وفق تصميم يستجيب للأدوار الدينية و الإجتماعية و الثقافية للضريح ،والزاوية...

إذ من المتوقع أن يتوفر الضريح على خزانة كبيرة تسترجع للضريح شيئا من دوره التاريخي في المنطقة كمنارة للعلم. إلى جانب أقواس تزينية لها من الدلالات العمرانية بالمنطقة ما لها، و قاعة للصلاة وفضاء للندوات و المحاضرات بمدينة تيزنيت.إذ من المتوقع أن يتوفر الضريح على خزانة كبيرة تسترجع للضريح شيئا من دوره التاريخي في المنطقة كمنارة للعلم. إلى جانب أقواس تزينية لها من الدلالات العمرانية بالمنطقة ما لها، و قاعة للصلاة وفضاء للندوات و المحاضرات بمدينة تيزنيت.

 يتبع 

 يكتبها : الاستاذ : الحسين البقالي