إشكالية المنتوجات المحلية والتنمية المحلية والشاملة ..يوسف ادعبد الله رشيد ايت لمعلم
إن دور المنتوجات المحلية في التنمية المحلية محدود جدا بسبب عوامل كثيرة ومتنوعة ومتعددة منها أنها زراعات موسمية، وفرص العمل التي توفرها غير كافية لتلبية مختلف الحاجيات الاقتصادية والاجتماعية للساكنة المحلية وصنفنها ضمن اقتصاد الكفاف وهناك أيضا مجموعة من العوائق التي تؤثر على هذه المنتوجات منها الوسطاء الذين يتحكمون في دورة الإنتاج من بدايتها إلى نهايتها فهم يحددون السعر ويبيعون المادة الأولية بأثمنة يختارونها. وفي النهاية هم المستفيدون من هذه المنتوجات حيث يظهر ذلك في طريقة نمط عيشهم مقارنة بالفئة العظمى من الفلاحين الذين يتصارعون مع الفقر والمشاكل الاقتصادية وهذه الأخيرة لا تستفيد إلا النذر اليسير. يستطيعون شراء بعض المواد الغذائية في فترة محددة من الزمن. وحثى إن حصلت على النقود لشراء بعض الحاجيات فإنها لا تكفي حثى لشراء ما تحتاج وإن حصلت على النقود لشراء بعض الحاجيات فإنها لا تكفي لشراء ما تحتاج إليها كل عائلة من المنتوجات الأسبوعية.
إذن الخلاصة من كل ما سبق أن إيجابيات المنتوجات المحلية محدودة، نظرا للعوامل السابقة الذكر و تتحدد قيمتها في أنها تمثل رمزا وسندا تفتخر به أي منطقة في حدود النطاق الجغرافي المغربي. أما سلبيا فهناك المنافسة الدولية من أرجاء دول العالم تؤدي في النهاية إلى تراجع قيمته خارج الوطن، بالإضافة احتدام المخاطر المناخية الذي يؤثر في الإنتاج والمكان وفي ظروف العيش ويؤدي ذلك إلى زيادة فقر الناس وبالتالي الاضطرار إلى الهجرة، وهذا العامل كان له انعكاس في افراغ المناطق من الطاقات الشابة التي كانت تخدم أي المنطقة. إن جل المناطق تعيش تحث وطأة ورحمة الظروف المناخية والاقتصادية. وهذه الرواشم انعكست سلبيا على التنمية المحلية حيث لاحظنا بأن الساكنة لم تعد تؤمن بما تزخر بها المنطقة من منتوجات محلية بل أصبح جل الشباب يرغبون في الهجرة حيثما تسمح لهم الظروف بذلك. وأدى تسرب مجموعة من الاختلالات الترابية وظهور أقطاب حضرية كبرى كأكدير ومراكش والدار البيضاء وغيرها من المدن إلى تحول الناس إلى هذه المدن وإحساسهم بأن الاستثمار في زراعة المنتوجات المحلية لم يعد لها قيمة لأنه عندما يقارنون أنفسهم بشخص عاد بعد هجرة قصيرة بسيارة وطريقة لباسه وغير ذلك بعد عوز وفقر في الماضي يضطرهم إلى التفكير في الخروج من هذا الرقعة الجغرافية.
"وبما أن التنمية ليست مجرد الإيفاء بالحاجيات الاقتصادية للسكان وإنما هي على التدقيق توسيع خيارات الناس في كافة ميادين الحياة (إبراهيم بايزو)" وبالوصول إلى هذه النقطة فإن المنتوجات المحلية والتنمية المحلية يكادان يكونان شيئان منفصلين فلا يمكن أن نتحدث أن هناك تنمية محلية والهجرة في ازدياد مستمر والمنطقة تعترضها فواجع ومواجع ،بالإضافة على سنوات عجاف وندرة وأزمات واختلالات في التدبير المحلي بين جميع تشعبات المنطقة . كل هذه العوامل اجتمعت من أجل نتيجة واحدة استحالة تحقيق تنمية شاملة بالاعتماد على المنتوج المحلي ، وعلى أن مجال تواجده بيئيا محدود في حدود بيئات جغرافية خاصة فهو يتمركز ضمن نطاقات معزولة وصغيرة. وهذا المنتوج هو عامل مساعد فإذا اجتمعت مجموعة من العناصر ستؤدي إلى تنمية محلية حقيقية وظاهرة في الواقع من خلال حياة الناس سواء في الشق الاقتصادي والاجتماعي والبيئي وتقضي على الكفاف الاقتصادي.
كل العوامل السلبية والايجابية السابقة الذكر المتعلقة بإشكالية المنتوجات المحلية والتنمية المحلية ينبغي التأقلم معها والتكيف معها عن طريق تطبيق القوانين بجدية عالية وضرورة التخطيط المعقلان مثلا يجب خلق سدود صغيرة في الأماكن التي تكثر فيها هذه الزراعة. ويجب خلق أدوات تشجع التنمية المحلية الشاملة بأبعادها المختلفة بخلق وتنويع المنتوجات الاقتصادية والاستثمارات والبحث المستمر عن فرص متنوعة ومستدامة تقودنا في النهاية إلى الاستقرار الاجتماعي للسكان المحليين ويجنبهم كل المساوئ الناتجة عن التذبذبات المناخية ومخاطرها، ولا يتحقق ذلك إلا بتدبير وتخطيط لأجل الوصول إلى تنمية محلية شاملة بدل التنمية المحلية وتكون متنوعة ومستمرة وغير مرتبطة بمنتوج معين وبتنويع مختلف الأدوات التي تشجع على ذلك.
إشكالية المنتوجات المحلية والتنمية المحلية والشاملة ..يوسف ادعبد الله رشيد ايت لمعلم
Reviewed by
اخبار وثقافة الجنوب المغربي
on
août 08, 2018
Rating:
5
';
(function() {
var dsq = document.createElement('script'); dsq.type = 'text/javascript'; dsq.async = true;
dsq.src = '//' + disqus_shortname + '.disqus.com/embed.js';
(document.getElementsByTagName('head')[0] || document.getElementsByTagName('body')[0]).appendChild(dsq);
})();
Aucun commentaire