Imaachar ifrane atlas saghir ايمعشار افران الاطلس الصغير البقالي الحسين
"إيمعشار" لفظة أما زيغية في صيغةالجمع، مفردها"أمعشور" الذي يعني لغويا المنتسب لعاشوراء، والمرتبط بشكل أساسي بها، أو الذي لا يحضر إلا فيها، مؤنثه " تمعشورت"، إذن ف "إيمعشار" هم أفراد المجموعة التي تحيي حفل "إيمعشار" و هم يستعملون أقنعة ويرتدون ألبسة غريبة ويظهرون في عاشوراء.
زمنيا ينطلق هذا الحفل عشية التاسع من محرم كل سنة ،وطقوسيا فور الانتهاء من طقوس حفل آخر هو إحراق "تمعشورت" وتستمر فعالياته أسبوعا كاملا، في توزيع زمني لها على مختلف أحياء ودواوير وادي افران، وهو حفل بحجم المهرجان بما يحتضنه من حفلات وسهرات زاخرة بطقوس تؤدى من خلال أشكال فنية مختلفة كالموسيقى والرقص والغناء ومشاهد تمثيلية وأخرى كرنفالية.
في هذا الحفل تخضع العروض على تعددها وتنوعها لطريقة في الأداء خاصة "إيمعشار" محتوياتها وطقوسها أيضا لهذا الأسلوب المتفرد الذي يعطي المهرجان تفرده وخصوصياته، ويستمد هذا الأداء تفرده من اقتضائه المبادئ الأساسية التالية :
1- التنكر الذي لا يخفي تماما ملامح المشارك ويحيله إلى يهودي بالمواصفات التي تكونت له في ثقافة المنطقة، وذلك من خلال أقنعة بشعة وملابس رديئة وتغيير الصوت والحركات.
2- التشبه باليهود في كل شيء، في المظهر والسلوك، ولهجة الحديث ولكنة النطق، إذ أن "أمعشور" يصبح يهوديا في تعاملاته طيلة فترة العروض، والعروض ذاتها يهودية الشكل والمضامين والأداء. 3 - التحرر نتيجة لذلك من كل الضوابط الأخلاقية والدينية والاجتماعية. فمن وراء الأقنعة واصطناع لهجة اليهود في الحديث يتأتى ل "إمعشار" أن يتعاملوا طيلة فترة العروض بخطاب بذيء الألفاظ، مشحون بصيغ وتعابير صريحة، وأخرى رمزية للمباح من القول وللمحضور منه .
فرجة إيمعشار :
من الطقوس الاحتفالية الشعبية التي تندرج ضمن الظواهر الفرجوية الثراتية، وهي ذات محددات جمالية وأبعاد ثقافية تاريخية، وانعكاس احتفالي لممارسات غابرة استطاعت عبر الزمن أن تغلف نفسها بتلوينات جديدة. وتبدأ الاستعداد بجمع الصوف والجلد والوبر وسعف النخيل وقطع الكرتون والبلاستيك والأقمشة البالية لتصنع منها الأقنعة، كما تهيئ الشخوص الحيوانية من الخشب وأدوات حديدية وخاصة الجمل والبغل والبقرة والوحش وغيرها إضافة إلى بعض الأدوات الحرفية التي تروم تقليد محترفي تلك الصنائع.
وفي زوال يوم تاسع محرم من كل سنة هجرية يحوم الممارسون حول الدور والمنازل بحي من أحياء المدينة لتحصيل ما تيسر من النقود والإعانات العينية من شعير وسكر. وعادة ما يشتد التنافس بين الأحياء لإظهار الكرم وبسط من يد من فاعلية"إمعشار"، لتبدأ بذلك الاحتفالات خاصة بعد صلاة العشاء، ويطول السمر عادة حتى طلوع الفجر.
عند خروج موكب إمعشار (مجموعة من الرجال المقنعين) تتقدمهم جوقة الموسيقى من حامل البندير (الطبل) وشخصين ينفخان في المزمار وآخر يحمل الناقوس.
ويتكون الموكب عادة من : الحزان، تويا، تودايت أو (اليهودية)، الحاج (رئيس الموكب) والباقي يحمل أعمدة وعصي خشبية غليظة وطويلة يضرب بها الأرض.
ومباشرة بعد وصولهم إلى ساحة معلومة بحي من الأحياء يبدأ الحاج قائد الفرقة
بتقسيم أدوار الفرجة بأسايس، وهي دائرة موسعة من حاملي العكاكيز والهراوات وتشعل النار وسط الحلقة.
وتتخلل الحفل وقفات تهكمية ومشاهدة فكاهية من خلال القيام بأنشطة تحاكي الواقع المعيشي، والتلفظ بعبارات لاذغة لقيم وسلوكات الأفراد والجماعات عبر الشخصيات البشرية والحيوانية التي تتناوب بأساييس:
1- الحــــزان / الحاخام: يحوم حول الجمهور بلحيته المتدلية حاملا مبخرة معلقة بسلسلة من الحديد، مرتديا سلهاما ويجعل المبخرة بخورا غريبة الرائحة، يتلفظ بكلام ذي لكنة يهودية.
2- تُودايــــت / اليهودية: فهي تحمل قفتها وبداخلها الحلي المصنوعة من البطاطس والجزر وبعض الخضر. وهي تتجول بين جمع النساء، وتقوم ببيع بضاعتها بكلامها المعسول ومشيتها الأنثوية.
3- تَوَيــــا / الآمة: تحمل دمية كبيرة وتدعي أنه ابنها المسمى "أحمد أكتوبر" وتفتخر به أمام النساء والرجال.
4- الشرطي: يشرف على تنظيم الحفل وضبطه وردع من يحاول عرقلته من الأطفال والكبار، وتنتهي الطقوس بإقامة الصلاة والأدعية التي يتكلف بها الحزان حيث يفتح كتابا ضخما ، بعدها يتفرق الجمع دون الكف عن ارتداء الأقنعة التي تختفي الملامح وتحفظ سر الممارسين حتى يلجوا أماكن تجمعهم .
هكذا تمتد الطقوس الاحتفالية لإمعشار لمدة أسبوعين، وتنتهي بوليمة كبيرة تصبح مشاعة لكل الزائرين وعابري السبيل، وتتم بأحد أضرحة وادي افران .
وإذا كان طقس يمعشار قد استطاع ضمان استمراريته عبر قرون عديدة، فقد طالته عدة تغييرات لم تمس بجوهره الوظيفي والقصدي، مما حافظ على مقوماته الكبرى.
Aucun commentaire