يهود افران الأطلس الصغير عمالة كلميم رمز التسامح والتعايش من إعداد وإنجاز : الأستاذ الباحث الحسين البقالي من تيزنيت
إفران قرية من قرى الأطلس الصغيربإقليم
كلميم، يقال بأن يهودها قدموا إلى المنطقة أيام حكم سليمان وأسسوا هذه القرية التي
خالطهم فيها مسلمو المنطقة، وأقاموا مجتمعا متكاملا منسجماً. وتسمى عند اليهود في
اسرائيل القدس الصغيرة . https://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=InTNnKJOFlg
عاشت
القرية وأهلها منذ بداية تاريخها هدوءاً لم يتكدر صفوه إلا بعد أن حل بها باشا
ظالم وقاض جشع. تاريخ قديم وأحداث مؤلمة، تلك هي الخيوط التي نسج من وقائعها
وخياله، الكاتبُ اليهودي ذو الأصول المغربية أشر كنافو، التي هاجرت أسرته، مثل
عديد من الأسر التي فارقت أرضها عن أمر لم يَبِن بعد بما فيه الكفاية، ما يفسرُ
قبولَه، واستقرت بأرض فلسطين. عاش المؤلف أحداث القصة منذ طفولته يسمع عنها من
الأفواه، بأشكال متعددة وروايات مختلفة. ويدفعه الفضول إلى رحلة لجنوب المغرب بعد
أن كبر وأغراه صدى الحَكْي، ينتقل من أﮔادير إلى تزنيت إلى عتبات قرية إفران التي
لم يستطع الوصول إليها وإلى مقبرتها لزيارة أجداده لأسباب ذكرها. ويسعده الحظ
بالتوصل بوثائق من وراء البحار، تكمل فراغات الحَكْي وظلال الأسطورة. ويعقد العزم
على كتابة تاريخ القرية وأحداثها.ويوجد فيها أكثر أولياء
اليهود
اكثر من ثمانية أولياء ( اكر مقورن) توجد في سوق افلا اكبر ملاح وأكبر مقبرة تضم اللغة اليهودية الأمازيغية
من قرية إفران، امتدت الخيوط، مروراً بالصويرة لتصل تامبكتو وبوينس إيرس ولندن، في مغرب القرن الثامن عشر.
اسكافي
يهودي من يهود إفران الأطلس الصغير في الثلاثينيات القرن الماضي
يعتبر اليهود من أهم وأقدم التشكيلات الإجتماعية-المستقرة بالمغرب بعد السكان الأصليين الأمازيغ،
- التوشاييم : أو اليهود البلديين: وهم اليهود الأوائل الذين وصلوا إلى المغرب قبل الميلاد.
- المغوارشيم: أو اليهود الروميين: وهم اليهود الذين قدموا إلى المغرب من شبه الجزيرة الإيبيرية في القرنين الخامس عشر والسادس.
استقرار اليهود بالجنوب المغربي عامة وبمنطقة أسكا أوبلاغ خاصة :
1/ الممالك اليهودية بالجنوب المغربي :
كما سبقت الإشارة إلى ذلك بأن المغرب ومنذ عهود سحيقة عرف إستقرارا لليهود فإن الجنوب المغربي كان بدوره مرفأ للهجرات اليهودية سواء الآتية من الشرق أو الآتية من داخل المغرب، إذ كان اليهود ينتقلون من مدينة إلى أخرى وقد كان الجنوب المغربي نقطة استقطاب لهذه الهجرات "غادر اليهود مكناس سنة 1738 هربا من المجاعة التي حلت بها إذ ذاك، واتجهوا بحثا عما يقيم أودهم، إلى دكالة أولا ثم ضربوا بعيدا نحو الجنوب حتى وصلوا درعة بل أكثر من ذلك فأغلب المصادر تشير إلى أن اليهود فعلا كونوا ممالك قوية، كمملكة إفران ومملكة درعة، هاتان المملكتان اللتان يعتبرهما عبد الله أولباز"الأماكن الأولى لاستقرار اليهود بالجنوب المغربي :
أ / مملكة إفران : أهلها قدموا بحرا فنزلوا بماسة أو برأس كريزيم أوربما بمركز من المراكز الفنيقية أو القرطاجية القديمة يدعى vadene على واد نون، ثم إتجهوا نحو الداخل ووصلوا إلى وادي إفران حيث سكنوا الكهوف في البداية بعد شراء الإذن من السكان المحليين بعد ذلك بنوا مدينة سموها " أورشليم الصغيرة" وهذا هو الإسم القديم لإفران وكانت هذه المدينة عاصمة أول مملكة يهودية بالمغرب وحسب جاك مونيي "قد وصل اليهود إلى الجنوب المغربي حيث توجد إفران الأطلس الصغير التي تعتبر أقدم مستعمرة يهودية بالمغرب." ب / مملكة درعة : هذه المملكة التي يرى عبد الله أولباز "أن يهودها أتوا برا (رعاة، تجارا أو جنودا) وانتهى بهم الأمر إلى تكوين مملكة يهودية قوية جدا، وعمرت طويلا، بوادي درعة. إذن وبعد التأكد من أن اليهود فعلا كونوا هاتين المملكتين بالجنوب المغربي لابد لنا من التساؤل حول أصل هؤلاء اليهود، هل يرجع أصلهم إلى المشرق؟ كما يرى ذلك أتيليو كوديو " الذي يرجع أصلهم إلى اليهود الدين فروا من فلسطين بعد سقوطها في يد نبوخدنصر ولكن لا يمكننا أن ندهب مع هذا الرأي إذ أن تكوين مملكتين قويتين لليهود يعني أن عددهم ليس بالقليل فلا يمكن أن يقوم اليهود بالإستيطان وتكوين ممالك دون تدخل من السكان الأصليين،إذ لابد من قيام صراعات بين الطرفين كما ذهبت إلى ذلك جاك مويني "التي تشير إلى إندلاع معارك ضارية سياسية ودينية امتدت عقودا عدة بين الكوشيين والأعداد الهائلة من اليهود القادمين من فلسطين...،تمكنوا أخيرا حوالي القرن الخامس الميلادي من احتلال هذه الأراضي وبسط سيطرتهم على درعة الشرقية فسيطرة اليهود على المنطقة رغما عن أنف السكان الأصليين يعني أن عددهم أكثر من أن يكونوا كلهم من أصل مشرقي، وهذا ما أكده إبن خلدون
لقد عرفت مختلف مناطق سوس استقرارا كبيرا لليهود مثل
-( إفران) على بعد حوالي كلم من بيزاكارن نحو الشرق
-( إفران)لأطلس الصغير وتعايش سكانها الأصليين (الامازيغ) مع اليهود نموذج صغير من ناحية الكم والجغرافيا ولكن من حيت المكانة التاريخية والعمق الحضاري هي نموذج ضخم للتعايش ومثال للمجتمعات الديمقراطية المبنية على قيم سامية فثقافة ووعى الإنسان الامازيغي وتقدمية أعرافة هي التي جعلت منه دالك النموذج للإنسان المتعايش المحب للحق في الحياة والعيش في سلم وسلام.
وفي الأخير أغتنم الفرصة لاوجه الدعوة للسلطات المحلية والمنتخبين والجهات المتدخلة بالعناية بهدا الموروث التاريخي دو الرمزية الكبيرة والمكانة الحضاري الضاربة في عمق الوجدان وذاكرة خصوصا والإنسان الامازيغي عموما والشاهد الحي على تعايشه مع اليهود في نموذج فريد من نوعه من المجتمعات الحضارية.
من إعداد وإنجاز : الأستاذ الباحث الحسين البقالي من تيزنيت
Aucun commentaire