اخر الأخبار

تاريخ اليهود المغاربة الأمازيغ الذين ساهموا في إغناء الحضارة والثقافة المغربية عبر التاريخ يكتبها الأستاذ الباحث : الحسين البقالي حلقة اليوم الجزء* 3 *حول يهود افران الأطلس الصغير رمز التعايش والتسامح



تاريخ اليهود المغاربة الأمازيغ الذين ساهموا في إغناء الحضارة والثقافة المغربية عبر التاريخ يكتبها الأستاذ الباحث : الحسين البقالي
حلقة اليوم الجزء* 3 *حول يهود افران الأطلس الصغير رمز التعايش والتسامح

في الوقت الذي فضل اليهود العيش هناك بافران، احتل الجنرال الروماني titus في عهد حكم والده الإمبراطور vespasien فلسطين، حيث حارب سبع سنوات لاحتلال القدس. وعندما دخلها أخيرا سنة 70 قبل الميلاد مدمرا كل شيء ورائه، كان 100 ألف يهودي قد لقوا حتفهم قتلا أو حرقا. بينما تم أسر 16 ألف يهودي. أما الذين نجحوا في الفرار فقد هاجرو عبر حوض البحر الأبيض المتوسط إلى مدن لشبونة وغرناطة وتطوان، ولجئت بعض العائلات إلى ايفران الأطلس الصغير..

على ضفاف وادي ايفران استقر اليهود في البداية

استقر اليهود في البداية في مغارات على ضفاف وادي ايفران، وبعد أن حصلوا على موافقة السكان الامازيغ شيدوا حيا سكنيا خاصا بهم أي الملاح.. بعد استقرار اليهود في دوار «السوق أوفلا»، شرعوا في بناء مكان للإقامة وللعبادة. وبني الملاح بطرق تقليدية، فالخشب جلب من غابة للعرعار في دوار تسكلا قبل أن تنقرض حاليا. ومن حين لآخر كانت تنشب احتكاكات مع السكان الأصليين .. وبعد صدامات دامية هاجر جزء من يهود افران نحو دوار اكماض، حيث تشهد مقبرة يهودية قديمة على هذا التواجد المحدود….
في بعض الفترات التاريخية منعت الطائفة اليهودية من دفن موتاها في مقبرة الأجداد، التي تلقب ب «معرة» وهو الاسم الذي يطلقه اليهود المغاربة على المقابر، سواء كإجراءات للنكاية والمضايقة من جانب المحليين، أو بسبب بعض الصراعات المستمرة بين اليهود والسكان الأصليين، مما يجعل خروج أي يهودي من الملاح محفوفا بالخطر.. لم يجد اليهود أي حل سوى إنشاء مقبرة مؤقتة داخل الملاح في مكان يدعى «لمكيرة» حيث يوجد تل يضم سبع طبقات للقبور.. استمر الوضع حوالي قرن ونصف. واندلعت لاحقا صراعات بين اليهود والقبائل الامازيغية مما خلف هجرات جديدة لجزء من اليهود نحو اكركار بايت جرار بتغجيجت حوالي 5663 حسب التقويم العبري ثم إلى تيزنيت حوالي 5670 حسب التقويم العبري.. وفي خضم الحروب الداخلية بين السكان المحليين واليهود تعرض الملاح لأعمال النهب والسلب، حيث تعرضت الممتلكات والكتب إلى التخريب.. وآخر نهب للملاح وقع خلال حرب ايت ميزال وهيلالة، حيث تم تدمير العديد من رقوق جلد الأغنام التي تحوي نصوص مقدسة وتاريخ الطائفة اليهودية.

ملاح ايفران، بحكم تمركزه في نقطة إستراتيجية لعب دورا بارزا بالنسبة لتجارة القوافل السودانية.

لعب ملاح ايفران، بحكم تمركزه في نقطة إستراتيجية بالنسبة لتجارة القوافل السودانية، دوار كبيرا بين القرن الثامن عشر والقرن التاسع عشر مستفيدا من نفوذ عاصمة التجارة بالجنوب أي: الصويرة. وقد بسط اليهود نفوذهم التجاري والمالي وسيطروا على الحركة التجارية بمنطقة سوس وكلميم، فكانوا يستوردون السلع من الخارج بواسطة البواخر التجارية عبر ميناء الصويرة واكادير وينقلون السلع نحو العمق الداخلي الصحراوي، وكانوا يتاجرون في المواد المستوردة خاصة السكر والشاي والكتان والشمع والفضة..كما يتاجرون في المواد المحلية كالزيت والحبوب واللوز والخروب.. واشرفوا كذلك على تطوير الحرف والصناعات اليدوية من حلي ودباغة وصنع سروج وصفائح البهائم.. وقد نبغ اليهود في مجال التجارة والصناعة التقليدية نبوغا كبيرا وتركوا إرثا في المناطق التي استوطنوها، وقد ظلت الفلاحة خارج اهتمامات اليهود على اعتبار أنهم لا يتوفرون على الأراضي والأملاك العقارية الكافية لممارسة النشاط الفلاحي على اعتبار أنهم سكان وافدون على المنطقة.

تحكي الرواية الشفوية أن يهود ايفران كانوا يخصصون احتفالات «ضخمة» لحفلة الختان، وهذا الاحتفال له طابع ديني لدى اليهود. وعادة ما يختنون أبناءهم بعد مرور الأسبوع الأول من ميلادهم، وللذكور مكانة كبيرة لدى هؤلاء مقارنة مع الإناث. ومن عادتهم، في تلك الفترة، الزواج المبكر. وفي أغلب الأحيان، تشرف الأسرة على اختيار الزوجة «الصالحة» لابنها الذي لا يجب عليه أن يقوم بأي اعتراض.

اندماج اليهود في المجتمع الامازيغي

لم يجد اليهود أدنى مشكل للاندماج كليا في المجتمع الامازيغي بالجنوب المغربي، حيث عاشت الطائفة اليهودية بإيفران في وئام وسلام مع الامازيغ. .. لدرجة أن بعض الأعياد الدينية اليهودية تحمل أسماء أمازيغية، فعيد الخيام الذي يدوم سبعة أيام يحمل اسم «عيد بوتخيامين»، وعاشوراء يحمل اسم «عيد ابومان». ودفع الاندماج الكامل اليهود في المجتمع الامازيغي، هؤلاء إلى حفظ نصوص الطقوس الدينية باللغة الامازيغية عوض اللغة العبرية وكانت افران الاطلس الصغير رمزا من رموز التعايش والتسامح والحب بينهم...

Aucun commentaire

'; (function() { var dsq = document.createElement('script'); dsq.type = 'text/javascript'; dsq.async = true; dsq.src = '//' + disqus_shortname + '.disqus.com/embed.js'; (document.getElementsByTagName('head')[0] || document.getElementsByTagName('body')[0]).appendChild(dsq); })();