الذكاء الاقتصادي التعريف ودوره في تنافسية المقاولات
من اعداد الأستاذ : الحسين البقالي
في هذا السياق، يمكن الإشارة إلى أنه من بين أسس نجاح المؤسسات الإقتصادية، هو مدى قدرة على جمعالمعلومات الإستراتيجية التي تحتاجها في مسارها، والعمل على معالجتها وإستغلالها، عبر إنشاء خلايا أو أنظمة تعامل هذا المفهوم الجديد مع مرحلة تكون فيها الأنظمة الذكية متاحة - رغم أنها ليست في متناول الجميع -. في الوقت الحاضر.
تعريف الذكاء الاقتصادي:
قبل تعريف الذكاء الإقتصادي كان لزامًا علينا التطرق إلى بعض المفاهيم الأساسية التي تعتبر بمثابة عناصر تركيبية في مفهومه التي من أهمها إدارة المعرفة واليقظة الإستراتيجية وأنشطة الحماية والتأثير التي تشكل البنى الأساسية التي يعتمدعليها هذا المصطلح المعقد. حيث أصبحت المعلومة في الوقت الحاضر تمثل موردً ا أساس يًا حتى أصبح مفهوم القوة مرتبط بالقدرة على إكتساب المعلومة وإنتاجها في المؤسسات التي تسعى للنمو وتطوير حصصها السوقية، تتنافس لتكون الأولى في حصولها على المعلومات المناسبة وفي الوقت المناسب، وهذا ما يحتم على المؤسسة إعتماد نظام معلومات يتماشى مع متغيرات ومستجدات البيئة الخارجية السريعة التغير والمعقدة، حيث أن هذا النظام يكون مفتوح على البيئة الخارجية، وهذاما أدى إلى إتباع المؤسسات بعض الأنظمة التسيرية والتي نذكر منها: إدارة المعرفة التي يركز إهتمامها على تطوير مهارات وخبرات العنصر البشري وهو ما يمكن أن يُسهم في تكوين رأسمال معرفي وبالتالي تحقيق قيمة مضافة للمؤسسة. وكذااليقظة الإستراتيجية التي تعتمد على تسيير مورد المعلومات من خلال إعداد وتصميم نظام معلومات داخلي وخارجي الذي يسمح للمؤسسة برصد وترقب كل ما يحدث أو ما قد يحدث في بيئتها التي تعمل فيها ومتابعة مختلف مصادرالمعلومات والعمل على إستقطاب. بالإضافة إلى نظام الأمن المعلوماتي الذي يسهر على توفير إجراءات الحماية للتراثالمعلوماتي للمؤسسة، دون أن ننسى سياسات التأثير التي تشكل البُعد الهجومي للمؤسسة من أجل التأثير على الأطرافالخارجية.
وعلى هذا الأساس سنحاول من خلال هذا التعريف وذلك إستعراض مختلف مكونات الذكاء الإقتصادي، من خلال القسم الاول :ادارة المعرفة القسم الثاني: لليقظة الاستراتيجية وعلاقتها بالذكاء الإقتصادي. القسم الثالث :الأمن المعلوماتي وسياسات التأثير كمحاور تركيبية أخرى لمفهوم الذكاء الإقتصادي.
وفي القسم الثالث الثالث سنقوم بإبراز اليقظة، تتيح لمستعمليها التسلح بالمعطيات التي تجنب الخطط العشوائية، والقرارات الخاطئة. ومن هنا، يتجلى الدورخلالالقرارات الإستراتيجية وفي بناء توجهات المستقبلية، وقد أخذت بُعدًا إستراتيجيًا، ليس فقط لمساهمتها في تعزيز جمع وتحليل المعلومة التي إزداد الطلب عليها اليوم وأصبحت موردً ا إستراتيجيا تستغل في مواجهة تقلبات المتغيرة وهو ما إستلزم الإعتماد على نظام تسييري معاصر يواكب هذه التغيرات ويواجه هذه التحديات المحيط الداخلي والخارجي .العمليات الداخلية التي تسمحج من تحسين المؤسسة وفعاليتها، بل نتيجة للدور الإستراتيجي الذي تقوم به من أجلالإستثمار في مواقع الفرص المستقبلية قبل أن يصلها المنافسون، وتجنب المخاطر والتهديدات قبل وقوعها..
حيث يعود الظهور الأول لمفهوم الذكاء الإقتصادي في نهاية عشرية الستينات من القرن الماضي بالولايات المتحدةفي مؤلفه الذكاء التنظيمي، وبالنسبة له ،Wilisinky Harold الأمريكية وظهر أول تعريف له في سنة 1967من الناحية الايتيمولوجية،فالذكاء يعني القدرة على البحث على المعلومات وفهم مايجري في المحيط الخارجي.
Intelligence كلمة مشتقة من intelliger ومعناها الاختيار بين بواسطة العقل،إن الذكاء يؤدي إلى خلق علاقات بين أشياء لم تكن مرتبطة فيما بينها بأية رابطة من قبل.
من خلال ما سبق يتبين إن الذكاء هو مجموعة من العمليات الذهنية المعبأة بهدف التحليل والفهم وتركيب الواقع على شكل مفاهيم خاصة بالكائن الإنساني.
منذ بداية التسعينات ومفهوم الذكاء الاقتصادي يستهوي النخب بكل أطيافها(المثقفون، الاقتصاديون، المقاولون….).
إن هذا المفهوم يتغير معناه حسب الدول وحاجياتها، فحدد Valérie Bouquet معاني هذا المصطلح على الشكل التالي:
-في انجلترا:التزود بالمعلومات بهدف الفعل.
-في ألمانيا:التعرف من أجل الفهم.
-في فرنسا:الفهم من أجل التلاؤم مع الواقع.
نلاحظ انه في التعريف الانجليزي المعنى له دلالة أكثر عمقا وأكثر حركية وأكثر مسايرة للتطور الذي تعرفه المجتمعات في كل المناحي.
في الولايات المتحدة الأمريكية،المفهوم مركز أكثر حول الشركات ونتحدث عن الذ كاء التنافسي.
أما في فرنسا، فان الذكاء الاقتصادي من أهم أهدافه الأساسية هو المساعدة للاتخاذ القرار المناسب والذي يتطلب جمع المعلومات ثم معالجتها وبعد ذلك اتخاذ القرار.
:أهمیة وآلیة تطبیق نظام الذكاء الاقتصادي في المشروعات الصغيرة:
في ظل بیئة الاقتصاد الجدید واشتداد حدة المنافسة وسرعة التطور التكنولوجي و نظم المعلومات والاتصالات أصبح للذكاء الاقتصادي أهمیة كبیرة لاسیما وانه یتمیز بالكثیر من الخصائص التي ذكرت سابقاً وأهمها حمایةالمشروع من التهدیدات الخارجیة واستغلال الفرص من قبل المنافسین من خلال الحصول على المعلومات النافعة والتكیف مع القواعد الجدیدة للسوق والتغيرات الداخلیة والخارجیة التي تواجه المشروع .والتكیف مع القواعد الجدیدة للسوق والتغيرات الداخلیة والخارجیة التي تواجه المشروع .
ویكتسب نظام الذكاء الاقتصادي أهمیة خاصة في المشروعات الصغیرة للدور الكفوء والفعَال في تحقیق الآتي:-
١. توظیف استخدام تكنولوجیا المعلومات بالشكل الذي یتلاءم مع توفیر متطلبات تنمیة المشروع ، وذلك منخلال تحویل البیانات الى معلومات منتجة توزع وتستخدم كمعرفة تساعد صاحب المشروع على اتخاذ القرارات الاستراتيجة
٢. خلق نوع من التعاون والروابط بین مختلف المشروعات الصغیرة والمتعاملین اقتصادی اً والباحثین ومختلفالقطاعات الاقتصادیة .
٣. تطویر المنتجات الجدیدة وتحسین كفاءة الأداء من خلال الإبداع والتمیز اذ یعد أهم أداة للتجدید والابتكارفي المشروعات الصغیرة عن طریق استغلال المعلومات لمعرفة القوى المحركة وضمان حمایة الممتلكات.
المراجع :
بحث لنيل الدكتورة في الذكاء الاقتصادي.
موقع هسبريس
الدوري، زكریا، صالح،احمد علي: " الفكر الاستراتیجي وانعكاساتھ على نجاح منظمات الاعمال – قراءات وبحوث "، )
. .( دار الیازوري للنشر والتوزیع، ٢٠٠٩ ، ص( ٣٣١
زیدان،رامي :"تفعیل دور الصناعات الصغیرة في عملیة التنمیة :،اطروحة دكتوراه - كلیة الادارة والاقتصاد-جامعة سوريا.
U.S.A,2007Anderson.R.L & Dunkelberg .J.S :" Meaning small Business ", west puiplishing company
U.S.A,2007
) د.عیسى، خلیفي :"الذكاء الاقتصادي" ، جامعة محمد خضیر بسكرة.
Aucun commentaire