الطريقة المثلى للبحث عن الزّوجة المناسبة
شرع الله سبحانه وتعالى الزّواج الشّرعيّ كرابطةٍ مقدّسة بين الزّوجين، والحقيقة أنّ هذا الزّواج وتلك الرابطة هي مطلبٌ فطري وحاجة إنسانيّة لجميع النّاس حتّى يحقّقوا رغباتهم وحاجاتهم الجسديّة والنّفسيّة إلى جانب ما في الزّواج من فوائد كثيرة منها استمرار النّسل البشري على وجه الأرض وتكاثره في سبيل إعمار الأرض وإصلاحها بما يعود بالنّفع على جميع الخلق.
في ظلّ ظهور التكنولوجيا الحديثة وانتشار الشّبكة العنكبوتيّة (الإنترنت) أصبح بعض الشّباب يلجؤون إلى مواقع الزّواج الإلكترونيّة التي تمثّل حلقة ربط بين الذّكر الطّامح للظّفر بأنثى تتوافق معه في صفاته وتليق به، وأنثى تسعى للظّفر برجلٍ ترى فيه فارس أحلامها ومحقّق رغباتها، والحقيقة وإنّه على الرّغم من انتشار هذه الوسيلة ونجاح كثيرٍ من القصص والتّجارب من خلالها، إلا أنّها ليست بالطّريقة المثلى أو الطريقة الآمنة، كما أنّها طريقة تحتوي على كثيرٍ من الغرر والغشّ والتّدليس، فكلّ طرفٍ يسعى لوضع مواصفات مثاليّة له في صفحته الشّخصية بعيدًا عن حقيقه أخلاقه وتعامله على أرض الواقع، فما هي الطريقة المثلى للبحث عن الزّوجة المناسبة إذن؟
كيف تبحث عن الزوجة المثالية ؟ , وما هي معايير الإختيار الأساسية للزوج والزوجة ؟(وما معنى أن أجمل صفة حقيقة في الزوج أو الزوجة بعد الزواج هي حسن الخُلُق بضم الخاء)
أصعب إختيار في حياة كل إنسان هو إختيار شريك الحياة ( الزوج والزوجة )
فهو إختيار يتبعه حياة جديدة مشتركة ممتدة إلى نهاية العمر
والحياة الزوجية من سنن الله تعالى في خلقه وبها تستمر الحياة وبدونها يفنى الوجود البشري
لذلك جعلها الله فطرة بشرية وحاجة إنسانية وسنة نبوية عن كل أنبياء الله تعالى
وسيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم جعل الزواج من عظيم سنته وتبرأ ممن تركه تنطعاً وترهبناً
وبالتالي فالإنسان المسلم إذا بلغ سن الزواج فإنه يتبع أمر نبينا وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في قوله:ــ
( يا معشر الشباب ،
من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر ، وأحصن للفرج ،
ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء )
والباءة هي القدرة المادية والمعنوية على الزواج وتفصيلها موجود في كتب الفقه وعند العلماء
والبحث عن الزوجة الصالحة من السنن النبوية
يقول النبي صلى الله عليه وسلم:ــــ
( تنكح المرأة لأربع
لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها
فاظفر بذات الدين تربت يداك )
إي إذا لم تظفر بذات الدين فلن تفلح
وكذلك فإنه من السنة أن يسأل أهل البنت أو البنت نفسها عن الزوج المتقدم لهم للتأكد من خلقه ودينه
ومن ذلك فعل الصحابية فاطمة بنت قيس رضي الله عنها عندما جاءت تستشير النبي صلى الله عليه وسلم عندما خطبها كل من معاوية بن أبي سفيان وأبا جهم
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:ـــ
( أما أبو جهم فلا يضع عصاه عن عاتقه
وأما معاوية فصعلوك لا مال له)
لاحظ أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر عيوباً فيهم ولم يسكت كأن الأمر غيبة
ولم يذكر أي مميزات ولكن ذكر العيوب فقط
لأنه على أساس تلك العيوب يقرر الإنسان قراره
لذلك
إذا أتاك رجل يسأل عن إنسان من أجل موضوع زواج
فمن السنة أن تخبره بكل ما تعرفه من عيوبه دون حرج
المهم أنه بما سبق من الأحاديث يكون الإختيار الجيد للزوج والزوجة واجب مهم ومن سنة نبينا صلى الله عليه وسلم
ويكون الدين هو المعيار الأول في الإختيار دون إهمال المعايير الأخرى
فبالتأكيد هناك معايير أخرى منها :ــ
الشكل والمظهر , المستوى الإجتماعي, المستوى الإقتصادي, المستوى التعليمي, طريقة التفكير , الأسرة , الوسط والبيئة , ..............
وإليكم بعض معايير الإختيار :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المعيار الأول بلا خلاف هو:ــــــ
ـــ1ـــ الدين (الدين والخلق):ـــ
ولكن في البداية لابد أن نوضح نقطة مهمة جداً
عندما نضع الدين في المقام الأول في الإختيار فلا ننسى أن الدين ينقسم إلى قسمين (دين وخلق):ــ
ـ1ـ الدين (العبادات والفرائض والواجبات ...)
ـ2ـ الخلق (الأخلاق والتربية والمعاملات ...)
وبالتالي فإن كلمة الدين تحتوي على أمرين
ولكن أين الأولوية بين هذين الأمرين المذكورين فوق (1 و 2) (الدين والخلق)
الأولوية في البداية تكون للرقم 1 ولكن كقواعد عامة وأساسيات الدين
مثل الصلاة الصيام والحجاب العفة (كل ما هو من الأساسيات في الدين)
وكذلك البعد عن الكبائر من خمور ومخدرات وفواحش وغيرها
وبعد التأكد من الأساسيات مبدئيا
ننطلق لنفتش عن الرقم 2
فنفتش عن الأخلاق كلها فهي مهمة جداً إلى أبعد حدود
وبعد الحصول على القدر المرضي من البند رقم 2 الأخلاق
نعود بعد ذلك مرة أخرى لنسأل ونفتش عن بقية أمور التدين في رقم 1 من واجبات وسنن ومعرفة بالدين والقرآن إلى آخر أمور الدين
بمعنى أوضح وأشمل
التدين والأخلاق لا ينفصلان
مثل جناحي الطائر
والنقطة السابقة مهمة جداً جداً جداً جداً جداً جداً
فبعض الناس يأخذ الأحاديث النبوية بظاهرها
فتجده يبحث عن الدين ومظاهر الدين والعبادات وكل ما هو مرتبط بالدين فقط دون التفتيش عن الأخلاق
وتكون المفاجئة بعد ذلك بأن الشخص مغلف بغلاف كامل من الدين والعبادات والإجتهاد في العبادة
ولكنه للأسف منحط الأخلاق متردي الأدب وضيع التربية سليط اللسان بجح العينين
فتتحول الحياة إلى جحيم
ويبدأ بعض الحمقى برمي التهم على الدين وأن هؤلاء هم أهل الدين وهذا هو الإسلام
لكن الحقيقة أن الخطأ من البداية هو الإعتقاد أن الدين قسم واحد فقط عبادات وليس قسمين عبادات ومعاملات أو أخلاق
لذلك أدعوا كل من يطبق أحاديث سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم في مسألة الفوز والظفور بذات الدين أو بذي الدين أن يفهم معنى الحديث جيداً حتى لا يقع في مصيدة الدين بلا أخلاق
والأهم من ذلك
أن النظر للدين والخلق لابد أن تجعله نظرة شمولية لمن تختاره ولأسرته
يعني للزوجة ولأسرتها أو للزوج ولأسرته
وإذا كانت النظرة الشمولية في الدين قد تكون ظالمة أحياناً لأنه يختلف مستوى تدين الأفراد داخل الأسرة الواحدة وأكرر وأقول أحياناً
لكن النظرة الشمولية للأسرة في الخلق قد تكون صائبة ويكون الولد سر أبيه والبنت نسخة من أمها لأنهم تعودوا على تلك الأخلاق في البيت منذ ولادتهم
وقلما يخرج فرد ذو أخلاق كريمة من بيت قليل الأخلاق
ولكن دون تعميم
نحن لازلنا نتحدث عن المعيار الأول
الدين والأخلاق
والتلميح الأخير في معيار الدين والأخلاق هو أنه المعيار الوحيد الذي لا تهاون فيه ولا تنازل عنه
فإذا لم تجد المستوى المطلوب (أنت من تحدد ذلك المستوى) من الدين والخلق فاعتبر الأمر منتهي
بمعنى أنه لا يوضع في الميزان مع أمور أخرى
ولا يتنازل عنه مقابل مميزات أخرى
لكن كل المعايير الأخرى التي سأشير إليها بعد ذلك مقبول التنازل عنها كلها أو بعضها
أو التنازل عن بعض المعايير مقابل معيار آخر
بعد تقييم المعيار الأول وهو الدين والخلق
ننطلق للمعايير التالية وهي أيضاً مهمة
والترتيب الذي سأذكره بداية من المعيار 2 وما يتبعه ليس ترتيباً بالأولوية
بمعنى أن المعيار 2 ليست أهم من 4 و 5 ليست أقل في الأهمية من نقطة 3 ــ
كما انها معايير تقريبية قد يضع غيري معايير أكثر منها أو أقل بلا خلاف
مجرد إجتهاد وخبرة ودراسة ورأي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
2ـ مستوى التعليم
مستوى التعليم من النقاط الفضفاضة ولكنها مهمة
دون إنخداع بألقاب العلم من أستاذ إلى دكتور إلى مهندس إلى غير ذلك فالواقع قد يختلف
وكثيراً ما يكون تقارب المستوى العلمي أحد أسباب التوفيق وأحياناً أخرى قليلة يكون سبب للمشاكل
ولكن لابد أن يوضع في الحسبان
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
3ـ المستوى الإقتصادى
التقارب في المستوى الإقتصادي أمر معتبر
ولكن من الممكن التنازل عنه مقابل أشياء أخرى
أحياناً ممكن التنازل عنه
وأحياناً لا يمكن التنازل عنه
ومثال على ذلك
البنت التي كانت تعيش في بيت أبيها في منطقة راقية جداً والسائق يوصلها لجامعتها أو لعملها ويعيدها والخادمة تنظف غرفتها
قد وأقول قد يعني قد لا يصلح أن تتزوج من رجل رقيق الحال ليس غني ويسكن في الدور التاسع بدون مصعد ومواصلاتها تصبح التوكتوك
ولكن أيضاً قد يقبل به أهلها وينفقوا عليه ويشتروا له شقه ويرفعوه لمستواهم المالي
قد وقد وقد
لكن المهم أن تؤخذ في الحسبان
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
4ـ المستوى الإجتماعي
لابد أن يوضع في الحسبان
لأنه وقت الإنسجام والرومانسية لا يكون هناك مشاكل من هذا الباب
لكن وقت الخناق ممكن تبدأ المعايرة من أي طرف للآخر والمعايرة بين الزوجين أمر لا يمر بسهولة
أو بدون المعايرة الإحساس الداخلي من أحد الطرفين بدونيته أو بدونية الآخر كثيراً ما يهدم الحياة الزوجية
لذلك لابد أن تأخذ في الحسبان
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
5ــ الشكل أو المظهر أو مستوى الجمال :ـ
عندما قال النبي صلى الله عليه وسلم (فاظفر بذات الدين) ليس معنى ذلك إغفال الأمور الأخرى ومنها الجمال
ولكن معناه تقديم الدين على ما سواه وجعل ما سواه في المرتبة الثانية
لذلك فمعروف أن مسألة القبول الشكلي مهمة جداً جداً جداً
لدرجة أن النبي صلى الله عليه وسلم سمح لصحابية أن تخلع نفسها من زوجها لأنها إشتكت للنبي صلى الله عليه وسلم أنها ترى زوجها أقبح الناس ولا تقبله أبداً
ويقال أن تلك كانت أو حادثة خلع وأول إمرأة تخلع نفسها في تاريخ العرب
لكن لابد من العلم أن جمال الزوجة أو الزوج إلى زوال
ولا يوجد إنسان في الدنيا كامل الجمال
وكما أنك ترى في الزوجة نقص في الجمال فأنت أيضاً فيك نقص في الجمال
ولكن هناك وجه أنت بشخصك تقبله وتعجب به ووجه آخر لا تقبله
وهذا يختلف من شخص لآخر
وسبحان الله أن الأمر قد يصل للنقيض في رؤية الجمال
فالجمال أمر نسبى فقد يرى غيرك قبيحاً ما تراه أنت جميلاً
أما من يبحثون في الدنيا عن الحور العين فليبحثوا إلى يوم القيامة ولن يجدوا
والمقصود أن القبول بين الطرفين مطلوب
لذلك من السنة أن يحاول الرجل أن يرى الزوجة قبل التقدم باي طريقة حتى لو في الطريق أو في محل أو سوق أو من فوق شجرة :) أو أي وسيلة أخرى كأن يطلب صورة من الواسطة ليراها أولاً حتى لا نجرح مشاعر المسلمات
وفي الحديث:ــ
عن المغيرة بن شعبة أنه خطب امرأة فقال النبي صلى الله عليه وسلم انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما
وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِذَا أَلْقَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي قَلْبِ اِمْرِئٍ خِطْبَةَ اِمْرَأَةٍ فَلَا بَأْسَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَيْهَا "
وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِذَا خَطَبَ أَحَدُكُمْ الْمَرْأَةَ فَقَدَرَ أَنْ يَرَى مِنْهَا بَعْضَ مَا يَدْعُوهُ إِلَى نِكَاحِهَا فَلْيَفْعَلْ "
وروى الحاكم عن النبي صلى الله عليه وسلم مَرْفُوعًا : إِذَا خَطَبَ أَحَدُكُمْ اِمْرَأَةً فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَنْظُرَ مِنْهَا , إِذَا كَانَ إِنَّمَا يَنْظُرُ إِلَيْهَا لِخِطْبَةٍ , وَإِنْ كَانَتْ لَا تَعْلَمُ
وَعن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ كُنْت عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ تَزَوَّجَ اِمْرَأَةً مِنْ الْأَنْصَارِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَنَظَرْت إِلَيْهَا ؟ " قَالَ لَا .
قَالَ " فَاذْهَبْ فَانْظُرْ إِلَيْهَا , فَإِنَّ فِي أَعْيُنِ الْأَنْصَارِ شَيْئًا " . أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ
بعض الناس ينظر إلى صورتها الفوتوغرافية عند محرم من محارمها مثل أخيها ولكن دون أن يأخذ الصورة
وبعض الناس يستضيفونه في بيتهم ويقابل بنتهم أمامهم ويتحدثون قليلاً وتراه ويراها وبعد ذلك يقرر وهي تقرر مسألة القبول أو عدمه
وهذه طريقة منتشرة والكثير يضطر لها في هذا الزمان وإن كانت طريقة محرجة ولكن الضرورة تدعو لها كثيراً من الأحيان
وهذه الطريقة محرجة أحياناً بسبب أنه في بعض الأحيان بمجرد أن يراها أو تراه لا يحدث بينهم أي قبول ولكن نتيجة للحرج لأنه في بيتهم يستمر قليلاً ثم يذهب
وبعدها تحدث الإتصالات ويقول انه ما إرتاحش أو مفيش قبول وهذا حقه
لكن هذا الأمر يؤثر في نفسية البنت وكل شوية خطاب داخلين وطالعين ومش مرتاحين
حاجة تحبط البنت
والمسلم لا يحل له أن يؤذي مشاعر المسلمين
لكن للضرورة أحكام
لذلك فمن يستطيع أن ينظر إليها بأي طريقة أخرى قبل دخول البيت فهذا أفضل ألف مرة
ولو مفيش طريقة يبقى يشوفها في بيتها والأمر لله
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
6ــ الأسرة :ـ
أنت تتزوج إمرأة سيكون إخوتها أخوالاً لأولادك وآباؤها أجداداً لأولادك
وسيؤثرون في أولادك
وكذلك الزوجة سيكون إخوة زوجها أعماماً لأبنائها
فعليك أن تختار البيت الطيب والأسرة الطيبة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
7ـ طريقة التفكير :ـ
حتى لو كان المستوى التعليمي متقارب وعالي فإن الفكر مهم جداً
فبعض المتعلمين رأيته مرة يتحدث أنه عندما يتزوج وينجب البنات فإنه لن يعلمهم ولن يدخلهم مدارس حتى يحفظهم من الشرور والأشرار
ومثل طريقة التفكير هذه قد تهدم أسرة في حالة عدم التوافق على هذا القرار مثلاً
لذلك فلابد من فهم طريقة التفكير والتأكد أنها مقبولة للطرف الآخر ومتقاربة وبالتأكيد هناك فروق لكن التقارب مهم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
8ــ الموافقة من البنت (هذا الشرط بالذات يعتبر من شروط سلامة عقد الزواج)
في الجاهلية كان الرجل يزوج بنته لمن يحب ويريد هو بمزاجه هو دون أن يسألها عن رأيها وكأنها سلعة
لكن الإسلام حرم ذلك وجعله زواج باطل
عن أبي هريرة رضي الله عنه : { أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:ـ
لا تنكح الأيم حتى تستأمر ،
ولا تنكح البكر حتى تستأذن .
قالوا : يا رسول الله ، فكيف إذنها, قال : أن تسكت } .
والحديث فيه إشارة إلى حياء بنات المسلمين
فالبنت عندما يسألها أهلها هل أنتي موافقة على فلان
فإذا كانت رافضة تصرح بالرفض
أما إذا كانت موافقة فإنها تستحي أن تقول نعم أريد فلان
فتسكت حياءاً وخجلاً من والديها
وهنا يكون هذا السكوت قبولاً
وهؤلاء كانوا قمم العالم في الأخلاق
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إلى آخره من معايير الإختيار التي قد تكون أكثر من ذلك لكن القاعدة واحدة
كل المعايير قد يقبل فيها مستوى عالي أو منخفض أو قد يقبل عدم وجودها أصلاً مقابل أمور أخرى ما عدا المعيار الأول وهو الدين الشامل (دين وخلق) (عبادات وأخلاق)
بالإضافة لموافقة البنت فهو شرط من شروط صحة الزواج
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
ومن الأمور المنتشرة بين بعض الناس حديث نبوي يحاول البعض جعله قاعده
وهو في الحقيقة ليس بقاعدة وحده إذا إفترضنا صحته وهو حديث فيه ضعف في سنده على ما قرأت
لكن لنفترض أنه تابع لقاعدة فضائل الأعمال وبالتالي يعمل به وهو :ـ
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه
إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير "
هذا الحديث لا يستعمل كقاعدة وحده
لأنه تعارض مع أحاديث أخرى أصح منه وتعارضه
مثل قول النبي صلى الله عليه وسلم
(لا تنكح البكر حتى تستأذن)
يعني لا يزوج ولي الأمر بنته أو وليته لأحد إلا إذا إستأذنها ووافقت
وقد ترفض البنت أن تتزوج من صاحب الدين لأنه لا قبول بينهما
وبالتالي إذا جاءك من ترضى دينه وخلقه فقد حقق المعيار الأول وأهم المعايير في الإختيار
لكن لا يعني ذلك الموافقة عليه إلا بالنظر للمعايير الأخرى
وقد أشرنا في بداية الموضوع أن الصحابية عندما سألت النبي عن من يخطبونها وطلبت منه النصيحة
فإنه أخبرها عن عيوبهم
ولم يقل لها طالما ترضين دينه وخلقه يبقى تتزوجيه بالعافية !!!!!!!!!!
ـــــــــــــــــــــــــــــ
والتوفيق في إختيار الزوجة ليس أمراً هيناً أو سهلاً
بل هو من أصعب الأمور إلا على من يسر الله له
لذلك أولاً على الرجل / المرأة أن يدعوا الله تعالى مخلصين له أن يكرمهم بالتوفيق في إختيار الزوجة الصالحة والزوج الصالح فالدعاء أول شيء وأهم شيء
فهذا الإختيار الموفق يكون أعظم نعمة في الحياة الدنيا
والإختيار الغير موفق يكون من أعظم النقم والبلايا في الحياة الدنيا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
وعلى الأهل أن يساعدوا ويسهلوا أمر الزواج
ولا يبالغوا في الطلبات
فتيسير الزواج حفظ لأبنائهم وبناتهم وحفظ للمجتمع بأسره
وتصعيب الزواج بلاء ومصيبة على المجتمع بأسره
والله سبحانه وتعالى أمر بذلك في قوله تعالى
(وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم
إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم) سورة النور
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
ولكن هذا ليس عذراً لمن لم يستطع أن يتزوج أن يغضب الله تعالى
فقد أمر الله تعالى من لم يستطع الزواج أن يستعفف ويتعفف ويصبر ويبعد عن الحرام حتى يغنيه الله
يقول الله تعالى
(وليستعفف الذين لا يجدون نكاحًا حتى يغنيهم الله من فضله) سورة النور
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول :ــ
{ يا معشر الشباب ، من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر ، وأحصن للفرج
ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء } وجاء يعني وقاية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
وكما طلبنا من الأهل أن لا يغالوا في الطلبات وأن يسهلوا الزواج
لابد للمقدم على الزواج أن يعلم أنه في شريعة الإسلام ملزم بدفع المهر وتوفير بيت الزوجية الملائم بجميع مشتملاته على حسب قدرته
وليس على الزوجة شيء من هذا كله
فإذا ساعده أهل الزوجة وشاركوه في تجهيز بيته ولم يأخذوا منه مهراً نقداً مقدماً أو ساعدوه بأي طريقة في بعض ما عليه فهذا جميل منهم وفضل وكرم
فليحفظه لهم في بنتهم
فإنما يعرف الفضل لأهل الفضل أهل الفضل
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
وفي النهاية أبشر كل من يسعى للزواج ونيته صادقة لله تعالى أن يعف نفسه عن الحرام وأن يتبع سنة النبي صلى الله عليه وسلم ويطلب رضى الله سبحانه وتعالى وكل نية فيها خير
فإني أبشره بقول النبي صلى الله عليه وسلم:ـــ
(ثلاثة حق على الله عونهم
المجاهد في سبيل الله
والمكاتب الذي يريد الأداء
والناكح الذي يريد العفاف)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
وصدقني إذا إستطعت مادياً ومعنوياً أن تقدم على أمر الزواج
فإنك بمجرد أن تتخذ خطوات جادة وتختار الزوجة فإن رزق الزواج تجده يأتي إليك من حيث لا تحتسب والله تعالى يعينك على أمر الزواج
ولكل زواج ظروفه
ولا يصح أن تقاس ظروف الزيجات على بعضها
لأن الله تعالى يسهل لكل إنسان بطريقة خاصة
فتجد رجلاً تزوج وتحمل جميع تكاليف الزواج من الألف إلى الياء
وترى رجل آخر ليس لديه الكثير من المال لكن أهل الزوجة تكفلوا بكل شيئ حتى بيت الزوجية
وآخرون يقتسمون بينهم
وكل زواج وله ظروفه الخاصة طالما بالتراضي وبشرع الله تعالى وعلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذا إجتهادي
أسأل الله أن يجعله خالصاً لوجهه الكريم
إن كان صواباً فمن الله
وإن كان خطأً فمن نفسي
والحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه ولعظيم سلطانه حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه
ملئ السماوات والأرض وما بينهما وما شاء ربنا من شيء بعد
بكل نعمة أصبحنا بها أو أمسينا بها
أو أصبح بها أو أمسى بها عبد من عباد الله أو خلق من خلق الله
من بدء الخليقة إلى قيام الساعة وما بعدها أبداً دائماً سرمدياً
ومثل ذلك وعدده وأضعافه وأمثاله
صل وسلم يا ربنا أفضل صلاة وأعظم سلام على أسعد مخلوقاتك سيدنا ونبينا محمد
وعلى آله وأصحابه وأزواجه وذريته ومن تبعه إلى يوم الدين
عدد معلوماتك يا ربنا ومداد كلماتك
كلما ذكرك الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون
في كل لمحة ونفس عدد كل معلوم لك يا الله يا عظيم
Aucun commentaire